وداعاً صاحب القلم الجريء..!!

> كتب/ محمد منصر

> في يوم الجمعة السادس من شوال 1438هـ الموافق 30 يونيو 2017م رحل الصحفي علي منصر، من هذه الدنيا الفانية غير مأسوف عليها، وهي التي لا تساوي جناح بعوضة عند خالقها، فإذا كان هناك أسف فهو على رحيل هذا الرجل، لقد رحل بهدوء وسلام بعد معاناة عصيبة مع المرض، حيث كان سجين فراش المرض أكثر من خمسة عشر عاما.. وقبل هذا السجن المرضي كان الفقيد من رواد السجون والمعتقلات السياسية، بسبب مواقفه المعارضة وكتاباته اللاذعة والجريئة، حيث تم اعتقاله في أحداث 1978م قرابة الحول وهو في سن السابعة عشرة، وفي أحداث عام 1986م تم اعتقاله مدة حولين كاملين، وبعد غزو الجنوب عام 1994م تعرض للاعتقال عدة مرات.
فعندما جفت الأقلام وارتعشت الأيادي وخاصة بعد 7 يوليو 1994م كتب علي منصر “نعم أنا انفصالي” في صحيفة “الأيام” في نوفمبر 1995م، وقد تم اعتقاله من قبل محافظ أبين آنذاك، ولم يكتف المحافظ بسجنه في زنازين الأمن السياسي، بل أمر بتوقيف راتبه الشهري، وبعد الإفراج عنه بقي راتبه محجوزًا ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد تدخل زميله الفقيد عادل الأعسم، ولا أنسى هنا أن أسجل شكري وتقديري البالغين لصحيفة “الأيام” التي وقفت بكل شجاعة وإنسانية مع الفقيد علي منصر، سواء كان ذلك خلال اعتقاله أو أثناء مرضه، وكان لها الدور الكبير في إطلاق سراحه وكذلك في علاجه داخليًا وخارجيًا.
لقد كان الفقيد رجل موقف ومبدأ حيث رفض أن يكون نائبًا لرئيس تحرير صحيفة “22 مايو”، وكذلك رفض أن يكون مديرًا عامًا لمكتب الإعلام في محافظة حجة، لقد قال له ذات يومًا الشهيد جاعم صالح: “لقد سبقت سنك يا علي”، حيث كان يحظى باحترام وتقدير كبار قادة جمهورية اليمن الديمقراطية وهو في سن الثالثة عشرة، قالت عنه قيادات مؤتمرية وإصلاحية إنه النواة الأولى للحراك الشعبي الجنوبي، كونه أول صحفي اخترق جدار الخوف والصمت بسبب موضوعه “نعم أنا انفصالي”.
ولهذا نقول وداعًا رجل المواقف وصاحب القلم الجريء.. نسأل الله أن يدخله في رحمته ويسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.
كتب/ محمد منصر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى