قصة شهيد "عمر حامد هبة الله إبراهيم"

> خديجة بن بريك

> يحكى أن شهيدا يدعى عمر حامد هبة الله إبراهيم، كان في الثامنة عشرة من عمره، من أبناء مدينة الشعب بمديرية البريقة، كان يدرس في الصف الثاني الثانوي، حينما بدأ العدوان الحوثي العفاشي الغاشم على عدن.
يقول والده : “كان عمر حافظا للقرآن الكريم منذ أن كان في الصف التاسع، وكان ملتزما منذ طفولته، ويدرس الأطفال في حلقات القرآن بالمسجد وكان محبوباً عند الجميع”.
وكتب أحد اصدقائه على الانستجرام في صفحة الشهداء قائلا : “الشهيد - بإذن الله - عمر بن حامد بن هبة الله، صاحب الصوت الجميل في تلاوة القرآن الكريم، والله إنه هبةٌ من الله لنا نحن أبناء مدينة الشعب، هبة من الله لكل من التقى به.
كان جلداً شجاعاً في الجبهة وكان يتمنى الشهادة فنالها.. فأسأل الله أن يتقبلها منه.. كان لا يتغيب يوما عن الجبهة، وعند ذهابنا إلى الجبهة كنا نقول له لماذا لا تغيب وترتاح، وكان يقول: أرتاح؟! لم نتعب لكي نرتاح!!.. فقد كان هو الرامي لدينا وكان هو من يرمي بالسلاح الثقيل”.
وتقول شقيقته: “عمر مثل غيره من الشباب الغيورين على وطنهم، كان يشارك مع أبناء الحي في حراسة النقاط التي تم تشكيلها بعد العدوان الغاشم، وكان والدي يخاف عليه كثيرا، وحاول إقناعه بعدم المشاركة إلا أنه كان مصرّا وطلب من والدي الإذن بالمشاركة في الجبهات ولم يوافق أبي على ذلك كونه لم يحمل السلاح من قبل، وكذلك أمي كانت تخاف عليه كثيرا ولكن أمام إصراره وافقا”.
بعد مشاركته في التدريبات في المعسكر تم إشراكه في الجبهات وانطلق إلى الجبهات في لحج ثم عاد إلى جبهة جعولة ومن ثم جبهة بير أحمد حتى استقر هناك مع زملائه”.
وتضيف: “أصدقاؤه أخبرونا بأنه كان يجيد استخدام عدة الأسلحة وكان يقود المدرعة أيضا، فعلى الرغم من صغر سنه إلا أن شجاعته فاقت سنه.
كنا نرى العزيمة في عينيه وخاصة بعد استشهاد أصدقائه وبعض أقاربه من الذين كانوا في الجبهات، وكان يطلب من أمي أن تدعو له بالشهادة وكانت أمي تتجاهله دائما وتقول له يا ابني ستنتهي الحرب و سأفرح بك وسأختار لك العروس، ولكنه كان يقول لها سأتزوج في الجنة يا أماه.
وبعد تحرير عدن كنا فرحين وتنفسنا الصعداء وقلنا الحمد لله انتهت الحرب وسيعود أبناؤنا ويعود السلام”.
وتستطرد شقيقة الشهيد قائلة: “بعد عودة أخي عمر لأخذ قسط من الراحة جمعنا كلنا أمام خزانة ملابسه وقسم الملابس والسلاح وطلب توزيعها، ونحن نقول له لا تمازحنا بهذا المزح، الحرب انتهت ولا خوف عليك الآن، إلا أنه أصرّ على تقسيم كل ما كان موجودا في خزانته”.
وتقول شقيقته بأن أحد أصدقائه أخبرهم بأن “عمر قبل استشهاده بيوم ذهب إلى المسجد للصلاة، وبعد الصلاة توجه إلى النعش (المجنز) الموجود في المسجد ونام عليه وقال لزملائه: غدا أنا شهيد وستحملونني بهذا النعش.
وفي اليوم التالي طلب من أمي أن تدعو له وكان ذلك في تاريخ 29 /7/ 2015م، ونادى عليه زملاؤه وتوجه معهم لتمشيط جبهات جعولة وبير أحمد، وقبل ساعة من استشهاده طلب من أحد زملائه أن يصوره، واستغرب زميله من هذا الطلب وفي هذا الوقت، فقال له عمر: اليوم سأستشهد.
بعد إتمام مهمتهم التمشيطية وعودتهم انفجر بهم لغم أثناء مرور الطقم الذي كان يقل عمر وزملاءه وأصيب عمر بحروق من الدرجة الثانية والثالثة إلى جانب إصابته بشظية في رأسه، وبرغم من كل ذلك وأثناء نقله إلى المستشفى كان عمر - كما اخبرنا زملاؤه - يقرأ القرآن حتى فارق الحياة بعد دقائق من إسعافه إلى المستشفى”.
وتختتم شقيقه الشهيد عمر حديثها قائلة: “صحيح أخي فارق الحياة ولكننا نشعر به دائما وكأنه معنا، نتذكره بكل شيء، وقد نال أخي الشهادة التي كان يتمناها دائما.. فقد كان عمر شجاعاً، وتحررت عدن بفضل الله عزوجل ثم بفضل هؤلاء الأبطال”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى