قسم الباطني بمستشفى الجمهورية بعدن..خدمات كبيرة بإمكانات متواضعة

> حاوره/ رعد الريمي

> أمام ما يعانيه مستشفى الجمهورية، المستشفى الوحيد الذي يعمل لقطاع عريض من مرضى العاصمة عدن وبقية المحافظات المجاورة، حيث بات الزحام يمثل أبرز مشكلاته في ظل إغلاق عدد من المستشفيات الحكومية في العاصمة عدن كمستشفى عدن العام ومستشفى باصهيب، برزت في مستشفى الجمهورية جملة من المشكلات والصعوبات من زحام وقلة الكادر ونقص في الأجهزة في جميع أقسام المستشفى بشكل عام.
ولما لقسم الباطني - بشقيه الرجال والنساء - من أهمية كبيرة، إذ يعد القسم الأهم في المستشفى، توجهت «الأيام» إلى رئيس قسم الباطني الدكتور أحمد مثنى ناصر البيشي لاستعراض جملة من المشكلات والحلول:
* ماهي أبرز المشكلات التي يعانيها قسم الباطني بمستشفى الجمهورية؟
ـ أشكركم على اهتمامكم .. أحب أن أوضح أن المستشفى كان مغلقا بسبب الحرب، وتم نهب الكثير من التجهيزات أثناء الحرب واستشهد عدد من موظفيه وعامليه وجرح عدد آخر، وجزء من الطاقم تم إحالته إلى التقاعد نتيجة ظروف ألمت بهم.
وقد بدأنا العمل في المستشفى - بعد إعادة تأهيله من قبل الصليب الأحمر ودولة الإمارات العربية المتحدة مشكورين - بأوضاع صعبة للغاية، إذ كان المستشفى في وضع إعادة فتح سواء هيكليًا أو داخليًا كتقسيمات وتجهيزات سريرية، وعملنا بنقص حاد في المعدات.
واجتهدنا على العمل وخاصة القسم الباطني بأبسط مكونات متوفرة حرصًا منا على خدمة المريض وتقديرًا لمعاناة المواطن التي يعانيها في المستشفيات الخاصة والتي غالبًا لا يملك القدرة من الناحية المادية على الذهاب إليها، فقد كان المواطن وخاصة في محافظة عدن والمحافظات المجاورة يعاني الويل في ظل الظروف الصعبة والتكاليف الباهظة ليتعالج في المستشفيات الخاصة، فعملنا جاهدين على إعادة تأهيل المستشفى خدمة للمواطن الفقير هذا من جانب، ومن جانب كان ثمة عبء على المستشفيات الخاصة التي بلغت مراحل انعدم فيها توفر مساحة سريرية نظرًا لكثافة المرضى والمصابين.
ومن أول يوم تم فيه تأهيل المستشفى باشرنا الدوام بأبسط الإمكانات، فمن يعمل في مثل هذه الظروف يعتبر مجاهدا في جبهة من جبهات القتال وإن لم يحمل سلاحا، والطب جبهة وخدمة إنسانية، ولا نطلب من المواطن سوى التقدير، ولا ننكر أن ثمة إشكاليات كبيرة وخاصة أن الوضع العام في البلد يعاني ولكن على الإنسان الصبر والتحمل.
د. أحمد البيشي
د. أحمد البيشي

والإشكاليات بدأت من أول وهلة بدأ فيها العمل في المستشفى، ولو قارنت وضع المستشفى في يناير إلى يوليو 2016 لأدركت أن هناك فرقا كبيرا جدا في جانب الخدمات والطاقم الطبي التمريضي، إذ يعد الآن الطاقم شبه مكتمل بما في ذلك خدمات الطوارئ الشبه مكتملة، ولا ننكر النقص الحاصل في بعض التجهيز الآلي، والمعدات مثل جهاز القلب ومعدات المناظير السفلية، غير أن المتطلبات الأولية متوفرة.
إذ يعمل الأطباء والدارسون وأطباء العموم والمتعاقدون وأطباء الدراسات العليا والأطباء وخاصة حينما تقارن ذلك بالحوادث التي شهدتها عدن من تفجيرات إرهابية في ظل أن مستشفى الجمهورية هو المرفق الوحيد الذي يعمل بالكامل، وامتلاء الأسرّة دليل على حجم العبء الذي يعانيه ومع ذلك نعمل متابعة دورية لكل الأسرة وبشكل يومي.
* هل تشكل كثافة المرضى الوافدين إليكم عبئا؟
ـ نعم، وخاصة حينما تعلم أن مستشفى الجمهورية هو المستشفى الوحيد في محافظة عدن ويستقبل المرضى من محافظة عدن ومن المحافظات المجاورة حيث بتنا نستقبل المرضى بشكل غير معقول.
لهذا نحن ندعو الجهات المعنية والحكومية ممثلة برئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر للتوجيه وسرعة الضغط والعمل على إعادة تأهيل مستشفى عدن العام، وكذلك مستشفى باصهيب العسكري .
فوجود هذه المستشفيات يسهم في تخفيف العبء الملقى على كاهلنا وخاصة مستشفى باصهيب المخصص للمرضى العسكريين وعلى سبيل الذكر فإن مستشفى الجمهورية فتح دورا كاملا لجرحى الحزام الأمني فنتمنى إعادة افتتاح المستشفى العسكري ليتم إحالتهم إلى هناك.
* قسم الباطني أيضا يعد من الأقسام المهمة.. هل سيشهد نقلة نوعية في القريب العاجل؟
ـ هناك اعتقاد خاطئ لدى المواطن بأن قسم الباطني أو طبيب الباطني هو طبيب الجهاز الهضمي، القسم الباطني هو قسم الأمراض التداخلية الشاملة.. فيما يشمل أمراض الجهاز العصبي والصدر والغدد والقلب والجهاز الهضمي والأمراض المعدية وإلى ما شابه ذلك، فالباطني بشكل عام هو كل منظومة الجسم.
وتعقيبا على تطويره.. كنا في اجتماع مع بعض الزملاء من كلية الطب كالأستاذ هائل سعيد رئيس قسم في كلية الطب وعمر بن سلم استشاري أمراض القلب وتم الاتفاق على العمل من أجل فتح أقسام لتخصصات ضيقة كتخصص أمراض القلب وأمراض الجهاز الهضمي وقسم أمراض الجهاز العصبي والكلى، ومن بداية شهر سبتمبر سيتم البدء في العمل بقسم القلب وأمراض الجهاز الهضمي، الأمر الذي من شأنه عمل نقلة نوعية وذلك بتكوين فريق طبي متخصص بفريق الأمراض.
أحد المرضى في قسم الباطني مستشفى الجمهورية
أحد المرضى في قسم الباطني مستشفى الجمهورية

وهناك تنسيق مستمر مع الدكتور جمال عبدالحميد مدير مستشفى الصداقة التعليمي لفتح أقسام الباطني في مستشفى الصداقة لتخفيف العبء والضغط المستمر على مستشفى الجمهورية، وأحيانا لا يلام العاملون في المستشفى نتيجة الضغط غير المعقول سواء على الأطباء العاملين في قسم الطوارئ أو على الحالات السريرية في المستشفى.
وأجدها فرصة لمناشدة أهلنا وإخواننا المرضى وأهاليهم بمساعدتنا بالتخفيف من العبء وذلك بإخراج مرضاهم عندما تنجز أو تقدم لهم الخدمة، ونصل إلى مستوى نرضى فيه عن حالة المريض وننصح بخروجه.
إذ نواجه كثيرا من الإشكاليات في هذا الجانب من قبل الأهالي والمرضى، إذ يرى بعض المرض وأهاليهم أن المستشفى مركز للإقامة الدائمة أو مقر للعجزة، وهذه نظرة غير سوية وخاصة بالمواسم التي ترتفع فيها درجة الحرارة، إذ يهرب عدد من المرضى من مسكنه ليلجأ للمستشفى وهذا مفهوم مغلوط، والمستشفى للعلاج والعلاج غالبا يكون لفترة محدودة، عندما يتحسن المريض نحن نعمل على إخراجه حتى يحصل المرضى على فرصة العلاج.
* هل هناك خلاف مع مكتب الصحة بعدن ؟ وهل يؤثر على هيئة مستشفى الجمهورية ؟
ـ بعد قرار تحول مستشفى الجمهورية إلى هيئة بات يتمتع بعلاقة طيبة مع مكتب الصحة، غير أن هذا السؤال ممكن توجهه إلى رئيس الهيئة، وبالنسبة لمصاعب المسائل المالية يتم التعامل بها بشكل مباشر مع وزير الصحة ورئاسة الحكومة، وهذا غالبا هو نظام الهيئات الطبية إذ أنها مستقلة ماليا وإداريا ولا علاقة لمكتب الصحة بها.
* هل تعانون في المستشفى بشكل عام وفي قسم الباطني بشكل خاص من غياب عدد من المخصصات؟
ـ فيما يخص الراتب والعلاوات والنوبات والرواتب لا نواجه مشكلة في ذلك المشكلة تكمن في مخصص علاوة الخطورة والغداء، وهذا مقارنة بما نمر به من مرحلة صعبة تفرض علينا تحمل مثل هذه الظروف.
* هل يفرض على الممرض تحمل وضع صعب يفوق طاقته؟
ـ الوطن أغلى، وكلنا مطلوب منه أن يضحي من أجل الوطن، وهناك من ضحى بروحه، فإذا لم تضح بجهدك ووقتك وقوتك الذهنية والبدنية فما هي التضحية التي ستقدمها للوطن، إذ يجب عليك أن تصبر.. وما أود التنويه إليه أننا عملنا من واحد يناير 2016 حتى نهاية 2016 ولم نتسلم مخصصات، وكل ذلك مقابل أمانتنا المهنية والأخلاقية تجاه المواطن وخدمته.
* خريجو الدراسات العليا يستعان بهم في أقسام خاصة بالقسم الباطني .. ما الذي تود قوله لهم؟
ـ ننصح الخريجين بالصبر والعمل بتفان والتحلي بأخلاقيات المهنة وننصحهم بعدم الاستعجال بقبول العمل الخاص سواء بعد التخرج أو في أوقات الدراسات، ونأمل منهم التعلم لكي يصبحوا أطباء ناجحين في المستقبل.
* ما تود أن تقوله في ختام حوارك معنا؟
ـ أشكركم على هذا اللقاء وأتمنى لصحيفة «الأيام» النجاح فهي تمثل لنا منبرا حقيقيا ومنطقيا وواقعيا في نقل الخبر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى