مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهورية .. مرضى يتألمون بصمت ومعاناتهم مهملة

> لقاء/ رعد الريمي

> رئيس مركز غسيل الكلى بمستشفى الجمهورية الدكتورة نبيهة باماجد لـ«الأيام»:
على مدخل هيئة مستشفى الجمهورية الواقعة في مديرية خور مكسر يقع رئيس مركز غسيل الكلى في المستشفى، وأمام وحدة الغسيل التي من المستحيل أن تلج إليها وأنت مبتسم، إذ كيف لك أن تبتسم وأعين المرضى شاخصة صوب الباب ينتظرون منذ ساعات لدورهم في غسيل الكلى أو ليفاجئهم المركز بأنه بات عاجزا عن عمل الغسيل اليوم نظرا لنفاد الكميات أو لتلف إحدى مكائن الغسيل.
*أهمية وظيفة الكلى
حول أهمية الحفاظ على وظائف الكلى تحدثت رئيس مركز الغسيل الكلوي الدكتورة نبيهة باماجد: إن وظيفة الكلية هي طرد السموم التي تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام الطبيعي وتقوم الكلية بـ(الفلترة) وتأخذ المواد المفيدة وتنقلها عبر الدورة الدموية إلى الجسم والفضلات تخرج من خلال البول.
وتضيف باماجد "لابد من عدم تحميل الكلية فوق طاقتها فهذا يؤدي إلى الفشل الكلوي، وكذلك خلال أوقات العمل التي نعمل بها هناك فترة استراحة يجب على العمال والموظفين استغلالها من أجل العناية بأنفسهم، فعدم خروج البول يؤدي إلى تراكم السموم، والقات الذي يتناوله معظم الناس يجهد الكلية، فالمبيدات الموجودة في ورقة القات تجهد الكلية فوق جهدها الذي تقوم به أثناء طرد السموم".
وتابعت: "إن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب مشاكل في الكلى (الفشل الكلوي) كالأمراض المزمنة كالسكري والضغط، وهي أمراض وراثية، وقد يحدث بسبب أكياس بالكلية (الكلية المتكيسة) التي تؤدي إلى الوفاة أحيانا.. إذ تعد الكلى أهم الأجهزة في الجسم البشري ويكمن دورها في عمل المرشحات، وإزالة المواد الكيميائية غير المرغوب فيها وغيرها من المواد، وعلاوة على ذلك فإنها الجهاز الوحيد المسيطر على المياه والمعادن وحفظ التوازن القلوي كونها المسؤولة عن إنتاج الهرمونات الهامة".

وتضيف: "بعض الناس أجسامهم قابلة لتكوين حصوات الكلى، وتتكون الحصوات أيضاً بالكلية بسبب الجلوس على مدى ساعات طويلة دون تفريغ للكلية، فمثلاً سائق السيارة على خطوط طويلة هو سائق لا يتبول فيصاب بتركيز والتهابات وتكوين الحصوات، كم أن طبيعة الأكل الذي يأكله الشخص قد تؤدي إلى الإصابة، فالإكثار من البروتينات يسبب إرهاق الكلية في وظائفها، حيث أن نسبة البروتين تختلف من شخص إلى آخر وقدرات الإنسان تختلف من إنسان إلى آخر، حيث تشكل هذه البروتينات تراكمات على مدى عام قد تؤدي إلى إصابته بالفشل الكلوي، وهناك سلوكيات خاطئة يمارسها بعض الأشخاص عند تناول الأدوية الكيماوية وهي سموم مثل البندول والمضاد الحيوي والأسبرين دون استشارة طبيب قد تؤدي إلى الفشل الكلوي، وهناك بعض السلوكيات أثناء تناول الماء ومعدلات شرب الماء وهي التي تتحكم بصحة الكلية وسلامتها وقيامها بوظائفها.
وتأتي أثار ذلك من خلال أعراض مثل تورم بسبب احتباس الماء، وانخفاض كمية وتواتر التبول، البول غائم، وكثرة التبول في الليل، وآلام الظهر يشع على الجانبين، وفقدان الشهية، والغثيان، والتقيؤ".
وأردفت: الدور التثقيفي مهم ويكون من خلال الإعلام والبرامج التوعوية لدى الأفراد حيث إن دور الإعلام أساسي في التثقيف وتقديم النصائح والتنسيق مع الجهات المعنية في التوعية".
*خدمات مضاعفة ومراكز مهملة
حول ما يقدمه المركز من خدمات تقول باماجد: "لقد بلغ المرضى في الوقت الحالي (300) مريض، يجرى لهم الغسيل يومين في الأسبوع، وعلى مدى اليوم الواحد يتم استقبال (86) حالة غسيل كلوي، حيث يقدم المركز خدمة الغسيل الكلوي لجميع المرضى في المحافظات المجاورة أيضاً، وهناك العديد من المتعاقدين في المركز ويتقاضون مبالغ ضئيلة مقابل جهودهم في مساعدة مرضى الفشل الكلوي".
وتضيف: "مركز الغسيل بات اليوم يعاني زيادة غير معقولة بل وخيالية لعدد مرضى الفشل الكلوي، حيث بلغ عدد المرضى (300) مريض بمعدل غسلتين لكل مريض بالأسبوع، الأمر الذي جعلنا لا نستطيع استيعاب أو تقديم الخدمة للمرضى في ظل ثبات الموازنة التابعة للمركز وتزامن ذلك مع عدم استجابة مراكز غسيل الكلى المحيطة بمحافظة عدن كمركز عبود العسكري ومركز الصداقة".

وكشفت باماجد أن هناك مرضى منتظرون أن يفتح لهم المركز ملفات ليجرى ترتيب مواعيد لهم، وخاصة أن المركز يقدم خدمة مجانية مئة بالمئة لمرضى محافظة عدن والمحافظات المجاورة كلحج وأبين والضالع.
وأوضحت باماجد المشكلات التي تواجه المركز بالقول: مشاكلنا تجاوزت حدود الإمكانيات وإدارة الهيئة على علم بها كثبات الموازنة الخاصة للمركز من عام 2010م وضيق المكان الذي يجري فيه الغسيل وشحة مواد الغسيل والعجز المالي الدائم الذي يعانيه المركز وانتهاء العمر الافتراضي للمكائن التي تقوم بالغسيل للمرضى وخاصة أنها استهلكت بشكل كبير نظراً لطول ساعات عمل المركز حيث يعمل المركز من الخامسة فجرا وحتى الثانية عشرة ليلاً".
*عدم وفاء المتعهدين سبب إرباكا
وحول ما يشاع من أخبار بدعم المركز قالت نبيهة: "لم يفِ أحد بالدعم، إذ طالعنا توجيه من رئيس مجلس الوزراء في 21 مارس العام الحالي بالضبط غير أنه لم يصل أي ريال ولم تدخل في ميزانية المستشفى، وكذا وزير الصحة الذي وعد بتقديم الدعم من قبل مركز الملك سلمان وحثهم على توفير جلسات الغسيل هذا أيضاً لم نحصل عليه وخاصة أن ما تعتمده لنا الهيئة 1500 جلسة بالشهر فيما نحن نستهلك في المركز 2100 وهنا يظهر العجز جليا".
ودعت باماجد مراكز الأبحاث والوعي الصحي إلى البحث عن مسببات الفشل الكلوي وتقديم الإحصائيات ومعرفة أي الأماكن التي تعاني من الفشل الكلوي ومعالجتها خيراً من المعالجات الآنية التي يتلقاها المركز.

وأشارت نبيهة إلى فترة الحرب ومعاناة مرضى الغسيل الكلوي حيث كان عددهم (100) مريض تم نقلهم إلى مستشفى الصداقة ومنهم من نزح إلى حضرموت فقدمت لهم هناك أحسن رعاية واهتمام من جميع الجوانب وخاصة مراكز الغسيل الكلوي في القطن وسيئون وشبوة والضالع.
ودعت في ختام حديثها إلى تفعيل المراكز الأخرى في مديرية خور مكسر ومركز الغسيل عبود العسكري ومركز الغسيل الكلوي في مستشفى الصداقة.. وناشدت الجهات الحكومية والدولة والداعمين للجانب الصحي أن يهتموا بمرضى الغسيل الكلوي في جميع المحافظات الجنوبية وتوفير مراكز غسيل في أماكن متعددة حتى لا يتحملوا عناء التنقل من أماكن بعيدة حيت تكون مراكز الغسيل الكلوي في مناطقهم مثلا في محافظة لحج مستشفى ابن خلدون ومحافظة أبين مستشفى زنجبار في ظل نقص الأجهزة وزيادة إقبال الحالات المريضة بالفشل الكلوي وصعوبة التعامل مع جميع الحالات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى