قصة شهيد " ناجي جميل ناجي"

> خديجة بن بريك

> يحكى أن شهيدا يدعى ناجي جميل ناجي من أبناء المنصورة كان عمره 22 عاماً، كان متفوقا في دراسته، وحلمه أن يصبح طيارا حربيا إلا أن أهله رفضوا ذلك خوفاً عليه، ثم تقدم للامتحان في كلية البحرية، ودرس فيها فصلا وخرج منها كونه تحصل على منحة من بقشان لدراسة هندسة ميكانيكا في السعودية.
في 2015 قرعت طبول الحرب على المناطق الجنوبية، وكانت أشرسها في عدن لم يتمالك ناجي نفسه، ولم يستطع أن يكون بعيداً عن عدن، وهي تمر بهذه المحنة العصيبة.
أبلغ ناجي أهله بأنه سيعود إلى عدن من أجل المشاركة مع إخوانه وأهله في جبهات القتال إلا أن الرفض كان نصيب طلب ناجي، لم ييأس وكرر طلبه مراراً.
عاد من السعودية إلى عدن عبر حضرموت ومعه كفنه، وعند وصوله إلى عدن عمل في مجال الإغاثة، حيث كان على تواصل مع أحد التجار في السعودية الذي عمل على تمويل ناجي بالمواد الغذائية وتوزيعها على الأسر.
ولم يكتفِ بذلك بدأ ناجي وابن خالته وصديقه الشهيد أحمد رشاد بالذهاب للمعسكر للتدريب، وهناك بدآ يتعلمان كيفية استخدام السلاح ومن ثم انظما للجبهات.
عائلة ناجي تفتخر بابنها، حيث كتب أحدهم على صفحته في التواصل الاجتماعي قائلاً : “الحمد لله الذي اصطفى عائلتي بثلاثة شهداء سقطوا على جبهاتها دفاعاً عن الدين والأرض والحق، نعم خرجنا في عدن للجهاد في سبيل الله لردع العدوان الحوثي ومن ساندهم من الروافض، عندما تخلى عنا الجميع تقريباً عندما تركنا من دون أي شيء لنواجه مصيرنا، وندافع عن مصير هده الأمة عندما هرب من هرب واختفى من اختفى خوفاً كان أو تخاذلا أوتأمرا، عندما فقدوا إيمانهم بالله فأرسل الله رجالا ونساء صادقين قدموا أغلى التضحيات لنصرة الحق وهذه الأمة، نعم عند ذلك خرجنا رجالا وأطفالا للقتال في مقدمة الجبهات بما تيسر من سلاح خفيف، وخبرة تكاد تكون معدومة أمام أقوى الجيوش وأكثرها قوة وخبرة وخبثا.
رحمة الله عليك يا ناجي جميل، يا فدائي يا شجاع، يا من تركت مقاعد الدراسة في جامعة أم القرى ورغد الحياة في السعودية لتشارك أهلك الجهاد في عدن”.
تقول شقيقته: “وفي تاريخ 18 / 6 /2015 وصلته أخبار أن جبهة دار سعد اشتدت الاشتباكات فيها فذهب لنصرة ومساندة إخوانه رغم عدم خبرته بالسلاح بشكل الجيد، وبتلك المعركة فقد حياته واستشهد ناجي في جبهة الفيروز - دار سعد”.
كما تقول: “أخي قبل أن يأتي إلى عدن أدى العمرة، حاول أصدقاؤه أن يمنعوه من الذهاب إلى عدن، ولكنهم لم يستطيعوا، فكان يقول لهم أنا سأستشهد، حكى لنا أصدقاؤه أن أخي كان شجاعا في الجبهة، ولا يخاف، وكان مقداما، وكانت نيته الشهادة والله أكرمه بها”.
وتختتم قائلة : “لم يفارق صوته هو وابن خالتي أحمد رشاد، وهما يقولان لن نترك الحوثي يدخل أرضنا، وسنطرده لن نتركه يدخل على عرضنا،
استشهد ناجي ثم من بعده بأيام استشهد ابن خالتي أحمد رشاد”.
ناجي شاب من شباب عدن أبى أن يترك أهله ومدينته إلا أن يشاركهم في محنتهم لم يستطع أن يكون مشاهدا، ويراقب عن بعد، الشاب ذو 22 عاماً ترك مستقبله ترك حياة رغيدة لكي يشارك أهله، ويقتسم معهم ويلات الحرب فسطر لنا أجمل سطور المحبة التي يكنها لعدن.
ناجي.. لتنم روحك بسلام فدماؤك الطاهرة طهرت عدن وطردت المجوس منها.
لتنم بسلام فأمثالك من لهم الفضل بعد الله بأننا نعيش بأمان وسلام نسأل الله أن يتقبلكم من الشهداء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى