مواطنون بلحج يتساءلون: ماذا تحقق بعد عامين من التحرير ؟

> لقاءات / هشام عطيري

> يجمع كثير من المواطنين على ان الامن هو الوحيد الذي تحقق بشكل ملحوظ بعد عامين من تحرير مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وضواحيها من مليشيات الحوثي وصالح، فيما لم يتحقق الكثير في الجوانب الخدماتية، بحسب آراء وأحاديث المواطنين، رغم الجهود التي بذلتها السلطة المحلية لتحسين مستوى الخدمات، وتدخل العديد من المنظمات الدولية والمحلية وخاصة الهلال الاحمر الاماراتي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية.
فالمواطن اللحجي لا يشعر ان هناك تحسنا حقيقيا يشاهده رغم ما قدمته دولة الامارات في مجال تحسين الخدمات وخاصة في المياه والكهرباء وقطاعي التعليم والصحة عبر منحة قدرها ثلاثة ملايين ريال سعودي بعد ان تعرضت المدينة لتدمير ممنهج طال مختلف الجوانب، ولاتزال بعض معالمه شاهدة على ما تعرضت له المدينة.
*لا خدمات لا مرتبات
المواطن جلال عوض احمد العطيفي اكد ان ما تحقق خلال عامين من التحرير هي نعمة الامن والأمان فيما لم يتحقق شيء في مختلف المجالات ومنها الخدمية، المياه الكهرباء، اضافة الى اعادة الاعمار للمنازل المتضررة، ويؤيده في ذلك المواطن العطيفي الذي قال ان تضحيات الشهداء والجرحى ذهبت هدرا لأنه لم يتحقق شيء في الجوانب الخدمية ما زاد من معاناة المواطن اللحجي البسيط الشاهد على مواجع الماضي وتضحيات الشهداء والجرحى في سبيل التحرير.

محمود سلام، احد منتسبي القوات المسلحة، لازال يأمل بصرف راتبه المتأخر منذ عدة اشهر، ويقول ان ازمة مرتبات الجيش زادت من تفاقم الازمة رغم التحرير، فهناك الالاف من ابناء الحوطة من منتسبي الجيش يعانون من عدم استلام مرتباتهم رغم التحرير، ويقول انه لايزال هناك تقصير في العديد من الجوانب الخدمية، مطالبا الدولة بالتفاعل ودفع مرتبات العسكر المتاخرة منذ شهور عديدة.
*دون إعمار
طارق سالم سيف لازال يتذكر فرحة التحرير والانتصار على مليشيات الحوثي وصالح اثناء دخول المقاومة للمدينة قبل عامين من الان، وكيف دمرت المليشيات منزل اسرته المكون من ثلاثة ادوار اضافة الى منزل اخر، لأقاربه مكون من ثلاثة ادوار أيضا، بعبوات ناسفة.
يقول طارق لقد دمرت مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح منزلنا ومنزل اقربائي في المدينة المكون من ثلاثة أدوار وسوته بالأرض دون أي سبب يذكر.
ويعيش طارق مع اسرته واطفاله الاربعة في احد المرافق الحكومية منذ عامين كغيره من المواطنين الذين دمرت المليشيات منازلهم في المدينة حيث تحولت بعض المرافق الى منازل لمواطنين دمرت منازلهم بالكامل، ولم تجد السلطات حتى اللحظة الحلول لمعالجة ذلك.
ويأمل طارق بصرف التعويضات لإعادة بناء المنزل قائلا: عامين من التحرير لم نر أي تعويض يذكر.
*الأمن .. إنجاز
فضل بخيت عقيل، يقول ان الملف الامني من الملفات الشائكة التي قدرت وتمكنت السلطات المحلية والأمنية ان تنجح فيه فيما لازالت الاشكاليات قائمة في المجالات الخدمية، داعيا الى الاهتمام بالشباب ورعايتهم باعتبارهم حجر الزاوية لأي مشاريع مستقبلية.
ويضيف عقيل: ان قيادة محافظة لحج تتحدث في أكثر من مناسبة انها تضع نصب عينيها معالجة الملفات التي تعاني منها لحج سواء ملفات ما انتجته الحرب او الملفات المتراكمة داخل المحافظة خلال الفترة الماضية، حيث يعتبر ملف رعاية أسر الشهداء والجرحى أول الأولويات في المحافظة وكذا تعويض المتضررين بالحرب واستعادة مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بما يليق بتضحياتهم وإزالة معاناتهم الطويلة التي تجرعوها خلال السنوات الماضية.
واشار الى ان قيادة محافظة لحج بدأت في عملية اصلاح شاملة في منظومة العمل الإداري ومحاربة الفساد المالي والإداري سعياً لاجتثاثه من مرافق وإدارات المحافظة، حيث تشكل مسألة الفساد في المحافظة جراء فشل النظام السابق معضلة كبيرة أمام قيادة المحافظة.
*اهتمام السلطة على الورق فقط
وبين تقرير قيادة المحافظة انها تركز بعد انجاز عملية ترميم المباني والمرافق الحكومية على مصفوفة مشاريع هامة تحتاجها المحافظة ولابد من إنجازها.
لكن هاشم علوي هود يؤكد ان السلطة المحلية لم تحقق شيئا على ارض الواقع خاصة في مجال الكهرباء والمياه والخدمات الاخرى ناهيك عن العمل الاداري الذي وصفه بالمشلول وغياب التعويضات الرسمية للمواطنين الذين تضررت منازلهم ومحلاتهم التجارية جراء الحرب.

ويشير هود الى انه بعد سنتين من التحرير لاتزال شواهد العدوان الحوثي قائمة في مختلف انحاء المدينة، ويتمنى ان تأتي الذكرى الثالثة للتحرير وقد تم انجاز العديد من القضايا في مجال الخدمات وخاصة الكهرباء والمياه وصرف التعويضات للمتضررين، مشيرا الى ان ما يصدر من تقارير حول انجازات مبالغ فيها.
وهو ما اكده المواطن فيصل محمد صالح عيدان في حديثه بالقول: لم يتحقق شيء في المدينة سوى الاستقرار الامني فيما لازلنا بانتظار الخطوات العملية من قيادة المحافظة لإحداث نقلة نوعية في مجال الخدمات، مشيرا الى انه لولا دور التحالف وخاصة الامارات العربية المتحدة ودعمها في العديد من المجالات لكانت السلطة المحلية تعيش اوضاعا صعبة، فتدخلات الهلال الاحمر الاماراتي ساعدت على ظهور السلطة المحلية لتتحدث عن الانجازات وهي غائبة عن توفير ابسط الخدمات للمواطن، مضيفا ان غياب المحافظ منذ عدة اسابيع عن مزاولة عمله في عاصمة المحافظة اثر على العديد من المواطنين المتابعين لقضاياهم، مستغربا هذا الغياب الذي وصفه بغير المبرر.
*غياب السلطة المحلية
تبرز العديد من التساؤلات تجاه غياب محافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي عن مزاولة عمله في مركز المحافظة بمدينة الحوطة منذ اسابيع مضت لدى العديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية، فهو لم يباشر عمله في مكتبه المؤقت الكائن بمبنى ادارة الصحة العامة والسكان سوى لدقائق معدودة فقط، باستثناء نشاطاته الخارجية.
ويكشف امين عام محلي لحج الاخ عوض بن عوض الصلاحي وجود العديد من الصعوبات المختلفة التي تتعرض لها السلطة المحلية بالمحافظة رغم عدم تبيانه لهذي الصعوبات والعراقيل الا انه اشار الى ان هناك استهدافا للسلطة المحلية بالمحافظة لغرض افشالها وسقوطها.
وأكد ان السلطة المحلية صامدة حتى لو بذلت التضحيات، مطالبا الجميع بالالتفاف حولهم، كاشفا ان سقوط السلطة سيؤدي الى عدم قدرة البديل على ادارتها، حد وصفه.
ويؤكد العديد من المراقبين ان حديث الصلاحي يشير الى عدم تفاعل الجهات الحكومية مع متطلبات المحافظة في مختلف الجوانب، وهو ما اثار حالة من السخط لدى عامة الناس وخاص في مجال التعويضات والخدمات.
فالمهندس علي بن علي شكرى مدير عام مكتب الاشغال العامة والطرق بالمحافظة اكد وجود 3180 منزلا تعرضت لأضرار كلية وجزئية، مؤكدا عدم وجود أي تعويضات للمنازل المتضررة عبر مكتب الاشغال العامة والطرق قائلا “ليس لدينا امكانية لشراء كيس اسمنت واحد”، ولكن اشار المهندس شكري الى وجود تحرك من قبل السلطة لمتابعة القضية مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية التي حسب قوله بادرت بدفع بعض المبالغ لمواطنين تعرضت منازلهم لأضرار جزئية.
*ختاما
مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج تحتاج الى سرعة التدخل في مجال الخدمات وتحسينها ودفع التعويضات للمتضررين حتى يشعر المواطن ان فرحة تحرير المدينة من مليشيات الحوثي وصالح لا تعادلها فرحة، نظير ما قدمه الشهداء والجرحى من تضحيات في سبيل تحرير الوطن من الاحتلال لينام الشهداء بهدوء ودون ضجيج المطالبات بالخدمات ودفع المرتبات والتعويضات وغيرها، ولتعيش الحوطة آمنة مستقرة بطبيعة اهلها المسالمين، ولتكون لحج هي ام الضيف والمسكين، كما كانت سابقا ولا تزال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى