قصة الشهيد أحمد سهيل القطيش

> خديجة بن بريك

> لم يدر بخلد أحمد سهيل القطيش البالغ 21 عاما ان يجد نفسه ممسكا ببندقية بدلا عن القلم والورقة الذي عشقهما وخط بهما سيرة حياته القصيرة قبل استشهاده بعيدا عنهما في 4/13/2015 في القلوعة وهو يدافع عن مدينته الأم(عدن).
أحمد سهيل الشاب من أبناء القلوعة هو أحد سفراء التعايش كان يحمل قلماً وورقة بيضا ليملؤوها توقيعات يحدث فيها الناس على التعايش هو وزميله الشهيد عوض هاشم عوض.
مبادرة ( معاً نعيش ونتعايش ) أحمد أحد مؤسسيها وهو خير سفير لتعايش فقد كان ينشر السلام والمحبة فكيف لا ينشرها وهو اساس السلام والمحبة والتعاون والتعايش .
وفي حرب 2015م وضع أحمد القلم و الورقة جانباً وبدأ يبحث عن السلاح لدفاع عن مدينته التي بداء عدواً غاشماً ينهش في جسدها ويقتل فيها كل روحاً تتحرك.
حمل احمد الآر بيجي بدل القلم وأصبح هو الرامي لها.
منطقة القلوعة وهي أصغر المناطق في عدن لم تسلم من اسلحة العدو الحوثي حيث استخدم كافة أنواع الأسلحة.

تقول أم أحمد كنت اشعر بالخوف على أبني فهو أكبر اولادي وكنت دائما اقول له لا تخرج ولكنه كان يقول يا أماه الا تسمعين صوت المنادي في المسجد وهو يقول حي على الجهاد فكيف لي أن أجلس والمسجد ينادي .
وكتب احد أصدقائه على صفحته بالفيس قائلاً :" سفير السلم والتعايش حمل السلاح وبداء بالقتال بجانب إخوانه من رجال المقاومة ، وفي خطوة كانت جرئيه وخطيرة قرر التقدم في خطة فدائية أعدها لتفجير إحدى الدبابات في القلوعة والتي حصدت اروح الكثير .
من أجل عدن ومن أجل أبناء من منطقه القلوعة حمل روحه على كفيه وقلبه ينبض بحب عدن نفذ العملية هو وصدقاءه بنجاح وتم تفجير الدبابة التي أرعبت أهالي القلوعه ، وعند انسحابهم من العملية تم قنص أحمد من قبل أحد الميليشيات الإرهابية لتستقر تلك الطلقة في قلبه ".
أما أحد اصدقاءه الذي سم صفحة الفيس باسم الشهيد أحمد سهيل قطيش كتب في ذكرى استشهاد أحمد التي اعتبرها لحظات حزينة قال فيها:" ما زلت أذكر تلك اللحظة الحزينة عندما اتصل بي الشهيد عوض هاشم اليافعي وقال لي نريد سيارة با قصى سرعة حتى نسعف أحمد سهيل, قلت له اين موقعك الآن قال في أول بلوك (عمارة) بعد مضخة مؤسسة المياه, بعدها توجهت بسيارة إلى خلف الموقع وسألت أين الجريح أحمد سهيل فقيل لي لقد تم اسعافه إلى مستشفى با صهيب العسكري, فانطلقت ومعي الأخ محمد ناصر حيدان إلى المشفى ما إن وصلت إلى البوابة الأولى إذا الشهيد عوض يتصل بي و يقول أين أنت فقلت له في بوابة المستشفى فقال لي :"أحمد استشهد", لم أصدق ما قاله, وصلت إلى الطوارئ فرأيت الناس يحملون على اكتافهم الشهيد أحمد من الطوارئ الى السيارة فكشفت عن وجهه فصدمت مما رأيت , رأيت رصاصة المجرمون تخترق ذلك القلب الطيب الذي يحمل الحب والخير لناس.
أحمد سهيل مازال حي في ذاكرت وقلوب أصدقاءه حيث يقول أحدهم أحمد في قلوبنا وقد ترك خلفه فريقا مميزا من شباب وشابات عدن يواصلون مسيرة التعايش ويحملون راية السلام من بعده وسيواصلون حتى يعم السلام ربوع الوطن الحبيب وينتهي العنف الذي كتب نهاية للآلاف من أبناء شعبنا ووطننا .
ولن يضيع جهد أحمد وعوض سد حيث كانا يطوفان شوارع عدن الحبيبة وحاراتها يدعون للسلام رامين جمرات العنف مقبلين أحجار البناء والتنمية.
أما طلاب الحاسب الآلي الدفعة الرابعة لم ولن ينسوا سفير التعايش حسب قولهم حيث أنهم قاموا بتكريم الطالب الشهيد أحمد سهيل الذي كان أحد أفراد الدفعة الرابعة وذلك في حفل التخرج الذي أقاموه وحضر والدة لاستلام الشهادة .
من المشاهد المؤلمة أن تستلم شهادة التخرج لأبنك فبدل أن تصفق له وتراه يمر بجانبك ليصعد المنصة ويستلم شهادته وانت تنظر إليه بالحب وتنزل دمعة الفرح من عينيك، تجد نفسك تد رف الدمع على أبنك الذي خطفته رصاصة غادرة ومنعته من استلام شهادته في الدنيا إلا أنها رفعت شأنه في العليا حيث نسأل الله أن يكون نال شهادته في الأخرة ونحتسبه شهيد بإذن الله ،صحيح أن رصاصة قناص استقرت في قلب أحمد واسكتت تلك النبضات العاشقة لسلام و لتعايش، استشهد أحمد وغاب عن الحياة إلا أن نبضات قلبه مازالت تنبض في مبادرة (معاً نعيش ونتعايش ).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى