الحملة الشبابية لمكافحة الفساد

> عامر علي سلام

>
عامر علي سلام
عامر علي سلام
لعلنا وبعد تجربة الحرب الحوثعفاشية كنا نظن أن كثيرا من الأمور ستتغير، وأن واقع الحياة في المناطق المحررة وبالذات في المحافظات الجنوبية ستتبدل إلى الأفضل، وستنتهي معانأة الناس، ولو شيئا فشيئا!.
لكننا - للأسف - وبعد كل ما آلت إليه البلاد من تبدل للأحوال وانقلابها رأسا على عقب نجد أن الفساد المالي والإداري ظهر أكثر سفورا وشراسة وأكبر انتقاما ونهبا وحرية.
فساد تخطى الوضع السابق الذي كان يمارس من قبل نظام صالح العفاشي. وبدلا مما كان عليه في مؤسسات الدولة والدوائر الحكومية تستطيع أن تحصره أو تتناول معاييره وآثاره، صار الآن مبتذلا، لا رقيب عليه ولا حسيب!!.
لذلك وفي ظل هذا الغياب المؤسسي للدولة وضياع الدوائر الحكومية وعدم تفعيل أجهزتها المتخصصة بهذا الجانب الرقابي والمحاسبي فإننا بحاجة إلى (حملة شبابية لمكافحة الفساد).
نعم.. هم فقط الشباب، المستقبل الذي نعول عليه.. عليهم أن يحملوا راية مكافحة الفساد، وعليهم أن يحموا ثروات مستقبلهم القادم، عليهم أن يكشفوا كل أساليب الفساد المالي والإداري، لأنهم هم فقط من سيتأثرون في المستقبل، حيث ستضيع آمالهم في التغيير.. آمالهم في الحصول على فرص للعمل والبناء والتنمية.
ولماذا الشباب؟، لأنهم لم يتوارثوا من أجيال سابقة (جرثومة الفساد).. ما زالت سرائرهم وعقولهم وضمائرهم أكثر صحوة من أولئك الذين تمرغوا في وحل الفساد والإفساد، ووصلوا إلى مفاصل السلطة والدولة ووجدوا مبتغاهم في النهب واستغلال الفرص في ظل هذا الإفساد المالي القادم من دول التحالف الآن في محاولة مساعدتنا لإصلاح أوضاع الحياة وتطبيعها.. لكننا نستغل الوضع باستغلال ذلك. وفي اعتقاد الكثيرين (الآن أنا هنا وغدا لن أكون هنا).. أي عليّ أن أنهب وأستفيد وأستولي وأستغل فرصة ضياع الحكم والإدارة للدولة، وفساد كل شيء!.
لذا فإننا من هذا المنبر الحر وفي هذه المساحة الصحفية الخاصة في صحيفتنا العزيزة دوما على قلوبنا “الأيام” ندعو إلى تفعيل (الحملة الشبابية لمكافحة الفساد)، وذلك من خلال كشف كل بؤر الفساد المالي والإداري، والذي ظهر أكثر وضوحا وأكثر تفشيا ومقاولة بعد عامي الحرب العبثية التي عبث بنا ولا تزال حتى اللحظة!.
لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي (سوشيال ميديا) بكل أنواعها وتشعباتها وانتشارها وتناقضاتها هي الفضاء الأوسع لكشف الفساد ومنابعه.. فإن ذلك لن يتم إلا بتواصل الشباب وحماسهم المعهود وبشكل منظم ومفيد تستطيع الحملة الشبابية لمكافحة الفساد أن تعمل على فضح كل أوكار هذا المرض السلطوي الحاكم وفي كل الجوانب وبأسلوب راق وهادئ ومنظم يأتي بنتائج إيجابية مستقبلا.
لأجل المستقبل.. علينا أن نتعلم كشباب سيحمل راية التغييردوما: (إن الأوطان لن تُبنى أبدا في ظل وجود الفساد).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى