عندما يكون الغرض كسب المال !

> رائد الغزالي

>
رائد الغزالي
رائد الغزالي
تصادفنا عند تصفحنا شبكات التواصل الاجتماعي أخبار تفيد بأن منظمات تأتي إلى المديريات تهتم بجانب الدعم النفسي والصحي والتوعوي والتأهيل التربوي، وحدث هذا مؤخراً.
وأريد التوضيح للقارئ أن تلك المنظمات التي تدعم الجانب التوعوي بشكل خاص لا تجد فيها المنفعة الواقعية لأنها لا تقدم مساعدات ملموسة على الأرض، حتى وإن لم تحضر الشفافية كما يعبر البعض عن ذلك. وبما أن التوعية مطلوبة وهي ذات مكسب يسخر للعقل البشري نحو اكتساب المفاهيم التي تجعله ينظم حياته لكن لا تجد التأثير من تلك المنظمات، وخاصة التي أتت من محافظة لحج إلى مديريات ردفان وأيضاً إلى مديريات في محافظات أخرى.
توجد لتلك المنظمات ميزانية كبيرة لو كانت سُخرت على الأرض في توفير براميل قمامة كييرة للشوارع توضع فيها بقايا الاستهلاك لكان أفضل بكثير من فعل أشياء لا غرض منها إلا الكسب المالي عبر تسجيل مندوبين وأشخاص بحجة تأهيلهم وهم لا يقدمون العمل على الأرض بل يتم اختيارهم بناءً على الصداقة ويتم تجاهل من ينشطون بجهودهم الذاتية في المجتمع.
ولو كان هناك مساءلة في هذا الكلام فلنقل أين ثمرة ذلك التأهيل خاصة المنظمات التوعوية التي جاءت لغرض التثقيف الصحي والوضع مثله في حقل التربية والتعليم تغيب الشفافية في انتقاء المستهدفين من الدورات التدعيمية في المجال النفسي أو الكسب المعرفي، بل يتم بالمزاج.
مهما كتبنا قد يمر الأمر بسلام ولكن لا نخسر شيئاً إن أوصلنا رسالتنا لتلك المنظمات لتغير من سياستها خاصة التي أتت إلى مديريات محافظة لحج مؤخراً وقامت بالانتقاء وتدريب أفراد للتوعية ولم يكن هناك عمل على الأرض وتدعي تلك المنظمات أنها تعمل بالشفافية وهي بعيدة عن ذلك تماماً وتنفق أموالا في غير محلها وأصبحت سمسرة وكسب أموال دون أن تطرأ في الواقع وتعود بالمنفعة والتأثير في المجتمع.. فعندما يكون الغرض كسب المال فقط ولا وجود لهدف معين فإن هذا يتطابق مع الواقع الحالي الذي تعيشه محافظاتنا الجنوبية في مرحلة تكثر فيها الاختلاسات والفساد والعبث بالمال العام، ويُظلم فيه الطيبون وتضيع الحقوق والحريات ويكون نيل المناصب بالوساطات والتطبيل والمجاملات، والصبر فقط للمظلومين الذين حرموا حتى من معاشاتهم.
وزادكم الله صبراً على هذا يا من ظُلِمتم!، ودعوا كل من يتربص يربيه الزمن، وكل ما يتم دخره زائل، فالحياة لا تضمن لأحد البقاء ولا أمان لها، فكل من على هذا الحياة فانٍ.. ما تحصلون عليه - يا من ظلمتم - هو العزة والصبر على المصاعب ولن تتأثروا مع أي مرحلة تمر لأنكم تعودتم على الصبر والعيش ببساطة ولن يتأثر منها إلا من يتطلع للكسب فقط والتسابق نحو الغنائم، لأنه تعود على ذلك الأسلوب السيئ غير الشرعي.
ومع كل ذلك فالدنيا مازالت بخير في ظل وجود الصابرين الطيبين والمثقفين المتواضعين والعقلاء ومن يجتهدون ويسعون لحل الخلافات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى