قــصـة شهـيـد "رؤوف جمال محمود السالمي"

> خديجة بن بريك

> سخر الشاب رؤوف جمال محمود السالمي جل طاقته منذ أن بدأ عوده يشتد لأجل تأمين حياة مستقرة لأسرته الصغيرة، فتحمل وهو لايزال يافعا أعباء المعيشة القاسية، ومع ذلك نجح في تكوين أسرته الخاصة به التي انطلقت بقدوم مولودته البكر.
ولد الشهيد رؤوف في أغسطس1983م بمدينة الشيخ عثمان، حي السيلة.. درس شريعة وقانون، وهو أب لثلاثة أطفال ابنة (8 أعوام) وابنين توأم (5 أعوام).. كان يعمل في القطاع الخاص، المكان الفسيح الذي جاء منه مئات شهداء المقاومة الجنوبية إلى ساحة معركة الدفاع عن شرف وكرامة عدن تاركين المصدر الوحيد الذي يعيلون به أسرهم.
الشهيد رؤوف الذي نسى يوما احتياجات أولاده الثلاثة مازالت طفلته تتذكره بين الحين والآخر، تسأل عنه وتنتظر قدومه إلى البيت، الطفلة كان عمرها 6 سنوات عندما استشهد أبوها إلا أن بعض اللحظات الحميمة مازالت عالقة بذهنها فهي تروي للجميع ماذا كان يجلب لها أبوها وكيف كان يمازحها برغم من مرور عامين إلا أنها ما زلت تروي لهم حكايتها مع أبيها.
تقول شقيقته: “كان أخي مع صديقه وابن خالته الشهيد أسامة أبو بكر يتوجهان إلى الجبهات، حيث يمدان الجبهة بالماء والثلج ويقدمان المساعدة لهم، وانخرط بالجبهات بعد ذلك وكانت أمي تعترض بشدة في بادئ الأمر كونه أبا لثلاثة أطفال، إلا أنه كان يرفض البقاء، وكان يقول لن نتركهم يدخلون عدن سندافع بأرواحنا ودمائنا”.
تضيف شقيقته قائلة: “كان أخي الشهيد وابن خالته الشهيد أسامة صديقين في الدنيا واستشهد رؤوف أولا وبعدها بأسبوع استشهد أسامة في نفس يوم الإثنين ودفن الشهيد أسامة بجانب الشهيد رؤوف”.
أما عم رؤوف يقول: “الشهيد رؤوف كان يتمتع بأخلاق عالية وكان شرساً في المعارك برغم أنه لم ينل النصيب الكافي في التدريب على السلاح، وقد نقول كاد أن يكون معدوم الخبرة في استخدام السلاح إلا أنه كان من أوائل من خرج هو الشهيد أسامة، كغيره من الشباب الذين أجبرتهم الحرب لحمل السلاح والدفع عن الأرض والعرض”.
واختتم قائلا: “وفي تاريخ2015/5/4اشتدت المعارك في جبهة الصولبان وكان يقاتل بشراسة إلا أن رصاصة غدر أصابته بطلقة قناص في الرأس، الشهيد رؤوف اشترى السلاح (البندقية) واستشهد وهو لم يكمل سداد قيمة السلاح، نسأل الله أن يتقبله شهيدا”.
هو شهيد، ابن خالته شهيد، ابن عم شهيد، صديق شهيد، هذا ما خلفته لنا حرب 2015م، اعتداء على مدينة لا تعرف في قاموسها إلا السلام تم الاعتداء على ناس آمنين، اعتداء على الأطفال وعلى الشيوخ والنساء، قناص لم يفرق بينهم كانت مهمته قتل كل شيء يتحرك في عدن دون أن يفرق بين هؤلاء تم برمجتهم بقنص كل شيء مخالفين كل قوانين الحروب، فهنيئاً للشهيدين الصديقين رؤوف جمال وأسامة أبو بكر، أكملوا مشوار صداقتهما بدفنهما بجانب بعض.
خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى