قصة المجد!!

> عبود الشعبي

>
عبود الشعبي
عبود الشعبي
كان سائق السيارة في عدن يقف أمام الإشارة الملونة الحمراء لزمن...متناغما مع القانون..متسق الشعور بالنظام..تكفيه إشارة!
هو لا يمضي حتى تأذن له إشارة أخرى بالسير!
لا نجد تفسيرا الآن لهذه السرعة ..الناس في عجل ..البيان السياسي يدبجه “منفعل”..والناقد المعارض يشتاط الحاكم منه غضبا على وجه السرعة..وتحولات لا تخلو من المكر السياسي في سياق التحالفات الجديدة! لكن المواطن البسيط سأم السياسة ..هو يبحث عن رغيف يملأ بطنه، أو دواء يجده رخيصا يبلسم به مريضه الذي تطحنه الكوليرا!
إنه يرى أن السماع لرواج باعة البطاطس عن أسعار مغرية في السوق مقدما عن سماع بيانات الساسة التي لا تمسه بخير ..بل تسرق من قوته وأمنه!!
هنا في عدن ..لم يكن سائق السيارة يحتاج لرجل مرور يعنفه عند التقاطعات..وإذا خرجت من أجل معاملة في مؤسسة ..تغادر المكتب وقد أنجزت وأتممت..دون أن تخسر فلسا!
كانت السرعة من أجل قضاء حوائج الناس اكبر من سرعة إصدار البيان السياسي!
ما يزال في المدينة العقل الزاكي الذي يعول عليه..والشعور بالرضاء والأمن..
يشهد القريب والغريب أن عدن كانت وما تزال ملاذ الحيارى من كبار القوم والبسطاء من الناس ..يلجأون إليها اذا ادلهمت الخطوب وجار الزمن!!
اسألوا عن المدينة نازحي تهامة ومهجري الصلو والمخادر.. رضوا بالعيش في رحابها الفيحاء.. ما أحسوا أنهم فقدوا ديارا وأهلون!
الحرب اللعينة فرقت وعدن تلملم..
لاذ بها الرئيس عبد ربه منصور ..فكانت له خير ناصر..من رأس عمران إلى معاشيق!
أما الرئيس المخلوع صالح فأنه لم يستطع إعلان الجمهورية اليمنية من صنعاء..وأقبل يلوذ هو والحاشية إلى عدن!
قبل أن يحيل الوحدة إلى “الجمهورية التعسة”!!
أتذكر عام 2004 في صنعاء كان بائع البيض في “الصافية” يمر في ساعة الصباح الأولى.. معلقا مايكرفونا على سيارته هاتفا: “ياعظيم الرجاء ..صاحب البيض أجا”
يريد تنبيه أصحاب البيوت والدكاكين ليبتاعوا منه..وما درى أن الذي اسمه “السيد”..وكان جده يجبي الحبوب والبيض على أهالي رازح والعصيمات سيأتي يوما يطلب منه حق “يوم الغدير” أو يصادر سيارته!!
ثم يجتمع الظالم والمظلوم على وجه السرعة ..لتنصيب الإمامة في العرش!!
نحن في الجنوب ..لا نعرف شيئا عن هذه المعادلة الغريبة!
تحملت عدن صلف الحوثي وصالح.. وما ضعفت وما استكانت..جاءوا من القرون البعيدة يدمرون أحياء المدينة..ويقتلون أبناءها..غازين طامعين..ثم تصمد هي وتقدم قافلة من الشهداء في قصة من “المجد”..قلما يحفل بها تأريخ أمة..لك المجد ياعدن!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى