قصة الشهيد "علي ناصر صالح حسين"

> خديجة بن بريك

> الشهيد علي ناصر صالح حسين من مواليد العام 1989م، من أبناء عدن مديرية خورمكسر - حي السلام، وهو الولد الثالث بين إخوته.. علي شاب من شباب عدن لم يستطع أن يرى مليشيات العدوان الحوثي وصالح وهي تتوغل إلى مدينته الباسلة، وتعبث بحياة أهالي المدينة، حيث وجهت تلك المليشيات آليات جيشها للنيل من كل شيء يتحرك، حتى المباني لم تسلم من قصفهم. اشتعل علي وأصدقاؤه غضباً، فتركوا كل شيء وتوجهوا إلى ساحات القتال.
يقول أخوه أحمد: "أخي الشهيد علي كان شاباً بشوشا ومن سماته الهدوء وكان محبا لأسرته وأصدقائه، ويساعد المحتاج وينصر المظلوم، ويحترم الكبير ويعطف على الصغير.. فبعد تخرجه من الثانوية كان يعمل في محل لبيع الدجاج ليساعد في تحسين معيشة عائلته.. وأيضا كان أخي علي (عليه رحمة الله) يشارك في مهرجانات الحراك الجنوبي كغيره من شباب الجنوب.. وقبل استشهاده كان أخي علي محافظا على الصلاة ولا يترك فرضا من فروضها".
ويضيف: "كان برفقتنا عندما كنا نجهز لاستعادة مطار عدن من قبضة مليشيات العدو الحوثي وقوات المخلوع صالح، وكان يملؤه الحماس للقتال والدفاع عن الدين والأرض والعرض.. وبدأت معركة تحرير مطار عدن وكان أخي علي مشاركا فيها إلى جانب إخوانه ورفاقه من الأبطا،ل وكان كلما شاهد أصدقاءه يريدون أن ينسحبوا نتيجة لاشتداد المعركة كان علي (رحمه الله) يصرخ بصوت عال ويقول: لا تنسحبوا وما النصر إلا من عند الله".
وأردف أخو الشهيد بالقول: "بعد أن انتهينا من معركة المطار ذهبنا إلى معسكر بدر فوجدنا الناس تنهب السلاح، كان علي يصرخ بهم طالباً منهم أن يتركوا السلاح، كان يقول لهم هذا السلاح للمقاومة الجنوبية لندافع به عن ديننا وعرضنا وأرضنا. بعدها توجهنا إلى البيت لنتناول وجبة الإفطار، وكان علي جالسا بجانبي فقال لي: "يا أحمد إني أشعر بالحرج كون بندقية صديقي معي، ويجب أن أعيدها له"، لأن أخي الشهيد علي لم يكن يمتلك سلاحا خاصا به، فكان يستعير السلاح من أصدقاء حتى يذهب للجبهة.. عندها أذنت له بالذهاب لإعادة البندقية إلى صديقه الذي استعارها منه، على أن يعود سريعاً إلى البيت".
ويستطرد أخو الشهيد: "بعد أن خرج أخي علي من المنزل وكان برفقة أخي الآخر وأحد أصدقائه، تفاجؤوا بعودة قوات الأمن المركزي التابعة للمخلوع صالح وومليشيات الحوثي من طريق الجسر، فجن جنونهم وتراجعوا إلى معسكر بدر فبدأت هناك معركة دارت بينهم وبين العدو، إلا أن أخي علي وأخي الآخر ورفيقهما لم يصمدوا طويلاً لقلة الذخيرة التي كانت بحوزتهم، وأصيب أخي الشهيد علي بطلقة نارية اخترقت جسده من الجهة اليمنى وأصابت الكلى ونقل على إثرها إلى المستشفى".
ويختتم أحمد حديثه قائلا: "وصلتني خبر إصابة أخي علي فتوجهت مسرعا إليه في المستشفى وحاولت أطمئنه وكنت أقول له لن يصيبك مكروه إن شاء الله، وستتعافى بإذن الله، لكنه كان يضحك، فارتقى شهيدا في تاريخ 26/3/2015 عند الساعة 10 صباحا".
الشهيد علي عرف بأنه من نشطاء الحراك الجنوبي، وأنه كان يعمل بجهد من أجل مساعدة أهله في تحسين معيشتهم .. الشهيد علي مثله مثل شباب عدن أبى إلا أن يشارك في الدفاع عن مدينته عدن مدينة المحبة، مدينة السلام. كما أنه كان مثل الكثير من شباب عدن الذين كانوا لا يملكون سلاحا كون عدن مدينة مدنية وحضارية لا يتعامل أهلها بالسلاح وخبرتهم قليلة في استخدامه، إلا أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على صد هجوم غاشم، فما كان عليهم إلا حمل السلاح بخبرات كادت تكون معدومة.. لكن رغم كل ذلك واجه الشهيد علي وغيره من الشهداء والجرحى عدواً لا يعرف الرحمة، فاستبسلوا وكانوا كالأسود وواجهوا العدو الغاشم مواجهة باسلة لم يعرف الخوف طريقه إليهم، فصمدوا في وجه ترسانة مليشيات الحوثي وصالح صمودا أسطوريا أرعب العدو.
فكل ما كان يحتاجه أبناء عدن هو التدريب فنالوه لينالوا بعد ذلك النصر والتحرر من تلك المليشيات، وما النصر إلا من عند الله.. فهنياً لك يا عدن حب شبابك لك واستبسالهم للدفاع عنك.
خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى