الفنان أبو حمدي.. عراقة البن وأصالة اللون اليافعي

> شوقي عوض

> الحضور الفني والذهني الذي يمتلكه الفنان عبدالله محمد ناصر بن عشال (أبو حمدي) اليافعي يعد ميزة أساسية امتاز بها هذا الفنان المتميز والمجتهد عن غيره من الفنانين الذين شقوا طريقهم بأنفسهم ومازالوا يغترفون من رحيق الفن نغمًا شجيًا.. هؤلاء هم الفنانون المجتهدون الذين يحرصون على سمعة الفن ويتركون أثرًا بالغًا في النفس والوجدان.
الفنان المبدع أبو حمدي (اليافعي) على الرغم من انشغالاته العملية الكثيرة واغترابه في المملكة العربية السعودية وعودته مؤخرًا إلى ديار الوطن إلاّ أنه يشكل بحضوره وتواصله الدائمين بين الحين والآخر في منتدى الشاعر محمد سالم باهيصمي الثقافي الفني بالمنصورة، علاقة حميمة ربطته بالجمعيات والمنتديات الثقافية والفنية بمحافظة عدن وبالكثير من المبدعين والشعراء على مستوى الوطن اليمني بطوله وعرضه.
هكذا أحببت أن أتشكل مع رحلة الفنان عبدالله أبو حمدي (اليافعي) والذي انطلق منذ أن كان صبيًا يانعًا في مشاركاته الفنية بيافع في المدرسة الابتدائية، وحين تم صقل هذه الموهبة عام 74م ضمن مشاركاته للفرقة الفنية التابعة لإدارة الثقافة والسياحة بمحافظة لحج، وكذا ضمن مشاركاته للفرقة الفنية التابعة لإدارة الثقافة والسياحة م/أبين..
أيضًا الحفلات الشعبية والتي كانت تقام بمحافظة عدن آنذاك بالسبعينيات والمتمثلة في قيام المعرض الزراعي معرض المعارض 76م، حيث نال ذلك الفنان عبدالله أبو حمدي (اليافعي) حضورًا متميزًا، وفيه نال الإعجاب والاستحسان من قبل جمهور المعرض ورواده تقديرًا واحترامًا لرائعة غنائيته في الحوارية الشعرية التي كتب كلماتها الشاعر الشعبي الشهير شائف الخالدي، وقام بتلحينها محمود حسن، والتي كانت بين (البن والقات) وقدمت في شكل ديالوج غنائي وحوار شعري قدمها أبو حمدي (اليافعي) ضمن مشاركاته الفنية مع فرقة (مكيراس) وقد تم تسجيلها في الإذاعة والتلفزيون (أبيض وأسود).
ولأن مشوار الحياة لا يتوقف بين الولادة والموت ينهي أبو حمدي (اليافعي) خدمته العسكرية الإلزامية عام 85م مع القوى البحرية، ليشارك مع زملائه من الفنانين والمنشدين ولمدة ستة أشهر ضمن فرقة الإنشاد الوطنية التابعة لإدارة الثقافة والسياحة م/ عدن.. ولأسباب خاصة لم يتمكن من مواصلة المساهمة معها، فقد عاوده حنين الفراق والمسافر ليرحل إلى مسقط رأسه في منطقة (يافع) ليعمل هناك مدرسًا.. ولأن حب الفن ما زال يجري بدمائه كمجرى الدم في الوريد أطربه الشوق وهز وجدان وكيانه بترك مهنة التدريس وبالعودة ثانية إلى محراب الثقافة والفن كموظف رسمي بالثقافة.
وقد كان عام 88م هو فعلًا عامًا احتفائيًا فنًا وإبداعًا للفنان عبدالله أبو حمدي (اليافعي)، ففي ذلك العام 88م تم اختيار صوته فنيًا من قبل لجنة الإذاعة والمكونة آنذاك من الشخصيات الفنية البارزة: الموسيقار أحمد بن غوذل، أ.د. أنور عبدالخالق، والمخرج الإذاعي نجيب عبده، وقد نال بجدارة واستحقاق التوفيق والنجاح واجتيز صوته من قبل اللجنة كما منحته التسجيل الرسمي للإذاعة.
وفعلًا مثل له عام 88م محطة فنية جديدة واسعة الانتشار، فها هو يشارك في مسرحية “العاشق والسنبلة” التي كتبها المؤلف الأستاذ الناقد والكاتب المسرحي فيصل صوفي، فقد كتب المقدمة لكلمات هذه المسرحية الشاعر الراحل القرشي عبدالرحيم سلام، كما قام بتوزيعها موسيقيًا وتلحينها الموسيقار أحمد بن غوذل، فيما شذا طربًا وايقاعًا بالغناء أبو حمدي (اليافعي) عبر أثير الإذاعة.. والحق يقال ومن باب المجاز قولًا يمكن اعتبار عام 88م بعام عبدالله أبو حمدي (اليافعي) نظرًا لتدفق عطائه الفني ودخوله الساحة الفنية بقوة، ففي تلك الفترة لحن له الفنان الراحل عوض سليمان من كلمات الشاعر صالح أحمد صالح (أشوف الحب رجعني)، كما قدم له الشاعر الغنائي الكبير الراحل أحمد بو مهدي أنشودة (موطني الغالي)، وهي من ألحان عبدالله بافضل.. وهناك الكثير من الإغاني التي قدمت لهذا الفن وبرز فيها آنذاك.
في هذا السياق أحببنا استرجاع ذاكرتنا الفنية حتى نتمكن من رصد المزيد من العطاء الفني لمشاركات أبو حمدي (اليافعي) الفنية ونرصدها عن قرب.. فماذا إذن بعد أن يصبح عضوًا أساسيًا وفاعلًا ضمن فرقة الإنشاد التابعة للثقافة والسياحة وضمن كوكبة من الفنانين المبدعين والمخضرمين.
حقًا يتجلى العطاء الفني ويزداد بريقًا في لمعانه ويتوالى تهافت الملحنين والشعراء بتقديم نتاجاتهم الشعرية وتقديم ألحانهم، فمن هؤلاء الشعراء نذكر الشاعر الراحل أحمد سعيد دبا وألحان يحيى محمد فضل، كما نذكر كذلك الشاعر عبدالله الشريف وألحان الأستاذ عبده سعيد كرد، ولكن قبل هذا وذاك ينبغي الإشارة إلى أن الفنان عبدالله ابو حمدي (اليافعي) قد تتلمذ موسيقيًا ودرس في معهد الفنون الجميلة عام 89م معهد جميل غانم (حاليًا)، وتخرج منه في عام 93م ليكون له الحظ حليفًا بالمرصاد الفني عندها يتم اختياره تباعًا في الاعوام 91م ، 92م ، 93م في تقديم السهرات الخاصة بالشاعر الشعبي الكبير الذائع الصيت يحيى عمر “أبو معجب” (اليافعي)، الذي شغل الناس بقصائده وأشعاره وفنه المنتشر في كافة أصقاع وبطون وأودية الأرض.
وقد بقي لنا الفن اليافعي الأصيل وخلد الشاعر يحيى عمر (أبو معجب) وتواصل التنقيب عن عطائه الشعري ونفض الغبار عن كنوزه الإبداعية وعطاءاته المتنوعة والمختلفة بحثًا ودراسة وفنًا غنائيًا يافعيًا أصيلًا، كما تم تقديمه بصوت المبدع عبدالله أبو حمدي (اليافعي) في السهرات الخاصة بالشاعر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى