عونطة بالكلاشنكوف !

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
عادة ما كان الأهالي في عدن يطلقون مسمياتهم على المشاغبين من أبناء المدينة، ففي كريتر مثلاً عرفت حارة «العونطة» التي تعني من يبرزون عضلاتهم لأتفه سبب، ما يعني أن «العونطي» شايف حاله، وربما لا يلتزم بالأخلاق، كثير الاحتكاك بالآخرين دون وجه حق.
على الجانب الآخر كان شخص «علي حيرو» اسماً أطلقه الأهالي على مشاغب عرف بخوض نزالاته بعصاه المشهورة التي كانت وسيلته في مشاداته اليومية مع الآخرين، وحسب اعتقادي أن (حيرو) هي تحريف للكلمة الإنجليزية التي هي (Hiro) وتعني البطل، كما هو عادة سكان المدينة في تحريف بعض الكلمات الإنجليزية بلطف وخفة. وعلى سبيل المثال كلمة (السبطان) لديهم والتي تعني (المستشفى).. ونحوها من الكلمات.
ما أريد الوصول إليه أن لدينا حواري كثيرة اليوم يمكن أن نصفها بـ(العونطة) رغم أن عونطة الزمن الراهن يحملون «الكلاشنكوف» بينما مشاغبو الأيام الخوالي لا يحملون شيئاً من أدوات القتل. بلاطجة الزمن الراهن يمارسون القتل بصورة مستمرة ويحدث ذلك لأتفه سبب، فلدينا متعهدو إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس التي توكل إليهم مهمة إطلاق الرصاص الحي في الهواء وسط أحياء مليئة بالبشر.
وعملهم ذلك مقابل الحصول على حق القات لا أكثر، أي أنهم يقتلون الأبرياء بهذا المقابل.. فأي بشاعة تلك؟!!. ظاهرة أدت إلى إزهاق أرواح كثيرة من أطفال ونساء وشيوخ مجتمعنا، ومع ذلك لم يتم محاسبة أي من هؤلاء الذين لا يقيمون للحياة معنى ولا وزنا، ولا يكترثون للجرائم التي يرتكبونها إثر الرصاص الراجع.
ومن المؤلم حقاً أن يفرض علينا التعايش مع هذه الأعمال القذرة، بل أصبحت تقليداً في معظم الأفراح التي تقام وتكون مدعاة للحزن عند آخرين ممن يفقدون الأعزاء جراء تلك الأفعال الخرقاء التي تنم عن جهل واستهتار وسلوك فوضوي، بل أخلاق متفلتة للغاية.
عموماً، أرقام ضحايا الرصاص الراجع كبيرة للغاية، فلا يخلو حي سكني من حصول مثل هذه المأساة.. ومن المؤسف أن الأهالي ممن يقيمون أفراحهم شركاء في تلك الجرائم التي تحصل، لأنهم - ببساطة - هم وراء تشجيع هؤلاء البلاطجة على حضور الأفراح وإطلاق الرصاص الحي بكثافة دون أدنى حساب لما يحصل جراء ذلك.
ورغم أن هذه الثقافة دخيلة على عدن إلاّ أن كل أساليب الوعظ عنها في المساجد لم تلق آذانا صاغية، كما لم تتخذ أية معالجات بشأنها. والحال قطعاً لا ينحصر بعدد ضحايا الرصاص الراجع، فهناك القتل الخطأ الذي يحدث بسبب جهل هؤلاء بكيفية استخدام السلاح، ناهيك عن القتل المتعمد الذي يحدث باستمرار.
كل ما سلف مرتبط قطعاً بظاهرة حمل السلاح لمن هب ودب في أرجاء المدينة، وهنا يبرز السؤال: هل نستمر نخاطب «بلاطجة» حمل السلاح كي يكفوا عن ذلك أم نخاطب ضمائرهم الميتة وأخلاقهم المشينة؟.
المسألة في تقديرنا أمنية بحتة وهي منع حمل السلاح بصورة قطعية في شوارع المدينة ومنع استخدام الرصاص الحي في الأعراس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى