جهات رسمية تتهرب عن إعطاء إجابات شافية.. إغلاق مستشفى عدن غموض يتصدر المشهد العام

> رصد/ وئام نجيب

> يُعد مستشفى عدن العام واحدا من أكثر المرافق الحكومية في العاصمة عدن تعرضاً للإهمال المتعمد من قِبل الجهات المسؤولة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن.
مرفق خدمي هُمش لمصلحة أرباب المستشفيات الخاصة التي أضحت أشبه ببقالات تتوزع في كل ركن وحافة.
فغُيبت خدمات هذا الصرح الطبي، وغابت معه حقوق الأهالي الصحية في هذه المدينة التي يعاني أهلها الفقر وانتشار الأمراض والأوبئة.
في المستودع
في المستودع

«الأيام» وضمن ملفات حرب الخدمات في العاصمة عدن، كانت قد تناولت في عدد سابق الوضع السيئ والكارثي الذي وصل إليه هذه المشفى جراء الإهمال المتعمد، كاشفة عن بعض الخفايا والأسباب خلف إغلاقه منذ عقد من الزمن.
*أسباب غير واضحة
وفي هذا السياق أفادت «الأيام» أمين عام جمعية العيدروس قُبلة مشهور: بأن “الأسباب الرئيسية لإغلاق المستشفى مُبهمة ولم تتضح معالمها بعد”.
وتضيف: “ومن المؤسف أيضًا أن نجد مستشفى وصرحا طبيا كبيرا كهذا المشفى يُهمل، وذلك لما يُشكل هذا الإهمال من ضرر كبير على المواطنين البسطاء في هذه المدينة وجبرهم على تكبد تكاليف باهظة في المستشفيات والعيادات الخاصة، والأمر ذاته ينطبق على موظفي المستشفى ومنتسبوه”.

وأشارت العيدروس إلى أن فترة ما قبل اندلاع الحرب كانت هناك أخبارا تُروج وتُفيد بأنه سيتم إعادة فتحه وتأهيله، غير أن الأمر لم يتم بسبب الحرب التي شهدتها المدينة في أواخر شهر مارس 2015م ضد مليشيات الحوثي وقوات صالح ، ومن خلالكم وعبر «الأيام» نأمل من الحكومة أن تستمع إلى أصوات الناس واستغاثاتهم بسرعة افتتاح هذا الصرح، وأن مشروع تأهيله ضمن ملف إعمار عدن.
*وقفات احتجاجية
وكانت المدينة قد شهدت خلال السنين الماضية وقفات احتجاجية نفذها ناشطون ومنظمات مجتمع مدني طالبت فيها الجهات المعنية بإعادة افتتاح المتشفى.
الوقفة الإحتجاجية المطالبة بفتح مستشفى عدن العام
الوقفة الإحتجاجية المطالبة بفتح مستشفى عدن العام

وأشارت أمين عام جمعية العيدروس التنموية الخيرية قُبلة مشهور لــ«الأيام» أن الجمعية سبق أن نظمت وقفة احتجاجية عام 2014م أمام مبنى المستشفى، شاركت فيها شخصيات مختلفة من أطباء ومحاميين ومنظمات المجتمع المدني ومواطنون، وذلك للمطالبة بمعرفة الأسباب الرئيسة لإغلاق المستشفى.
وأتت الوقفة احتجاجًا لمعاناة المرضى والتي باتت تشكل كارثة في الوضع الصحي في العاصمة خاصة المناطق المستفيدة من الخدمات الطبية للمستشفى، مع تزايد انتشار الأمراض والأوبئة في المدينة.
*أجهزة قديمة
وصرح مصدر مسئول لـ«الأيام» أن “الوضع الحالي لمستشفى عدن العام يتجلى بوضوح في أن جميع أجهزته الطبية غير صالحة للاستخدام، بل من الصعب إعادة تشغيلها مرة أخرى”.
جهاز الرنين المغناطيسي للأشعة المقطعية
جهاز الرنين المغناطيسي للأشعة المقطعية

وأضاف “لقد نزل مندوب بمعية الفريق الهندسي في 2017م، وأشاروا في تقريرهم المتكامل بعدم صلاحية أي جهاز فيه، وأن المشفى أيضًا غير صالح للعمل بوضعه الحالي، مع غياب التجهيزات، وأن نظام التكييف المركزي به قد انتهى، وكذا التسليك الخاص بالمياه والأكسجين”.
وقال المصدر في ختام حديثه لــ«الأيام» “المستشفى نُهب كاملاً، والمقاول لم ينجز عمله، والتجهيزات لم تُستكمل، ولكن قد يتم تأهيله متى ما تم التنسيق مع الأخوة في مركز الملك سلمان للإغاثة”.
*بانتظار كشف المستور..! !
«الأيام» والتزاماً منها بنقل الحقيقة ومعرفة سبب إغلاق المستشفى الكبير منذ 13 عاما، حاولت مراراً الحصول على معلومات شافية من الجهات المعنية ممثلة بمكتب الصحة العامة والسكان في العاصمة عدن، الذي لم يمارس مسؤوليته وصلاحياته للكشف عن الجهات المتسببة في هذا التدمير والإغلاق لمؤسسة صحية كبيرة.. غير أن التحفظ كان سيد الموقف، ما ترك وراءه علامة استفهام كبيرة وحالة غموض رسمي إزاء ما يدور خلف كواليس المستشفى الذي وبرغم حداثته أصبح أطلالا تتراءى أمام طابور من الموجوعين والمرضى الذين يتجشمون عناء التعب والمشقة وتكاليف التنقل للعلاج في مستشفيات تبعد كثيرا عن مناطقهم..
نطام التكييف شيلر
نطام التكييف شيلر

ويظل السؤال يُطرح حول إصرار كل جهة ذات علاقة مسؤولة بالتزام الصمت إزاء هذا الاغلاق الذي يبدو أنه متعمد بفعل فاعل خوفا من الكشف عن أسرار وخفايا والتي سنكشفها في الأيام القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى