> اشتهر مقطع ( فيديو) تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي ( الواتس، الفيسبوك وغيرها) في أثناء الحرب الظالمة على عدن لأحد شباب المقاومة، وهو يقوم بمساعدة زميله الذي أصيب برصاص قناصة على خط شارع المطار، وكان القدر حليف الشاب عبد الرؤوف زين حين سحبه زميله من خط النار ونجاته من موت محقق.
كثيرون لا يعلمون قصة هذا المقطع، وبطلها كان الشهيد أبوبكر محمد سيف الشهير باسم (البكري) من أبناء مديرية المعلا، سائق حافلة نادي التلال، وأحد أبطال عدن، ومن ضمن العسكريين المستبعدين منذ حرب 94 وهو سائق دبابات قديم، وعندما بدأت الحرب كان في أول الصفوف.
يقول نجيب صديق الشهيد البكري : “عند الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة 27 مارس 2017م قدم بعض شباب المقاومة لمنزل البكري وأخبروه أنهم بحاجة لسائق دبابة وعربة ( بي أم بي ) علماً أن البكري سائق دبابة سابق في الجيش ما قبل الوحدة”.
يواصل نجيب قائلا: “ذهب البكري مع شباب المقاومة وعند وصولهم إلى شارع المطار بدأت المعركة بشكل عنيف، كان البكري بدون سلاح ورصدته إحدى الكاميرات التي كانت توثق الحدث في تلك اللحظة، وهو يوجه بعض المقاتلين في ساحة المعركة”.

ويقول عبد الرؤوف زين “عند اشتداد المعركة بين شباب المقاومة ومليشيات العدو الحوثي طلب البكري من أحد الشباب أن يعيره سلاحه حتى يتمكن من تجاوز خط النار ليصل إلى إحدى الدبابات التي تركتها مليشيات الحوثي بجانب محطة البترول على شارع المطار حتى يتمكن من مساند الجبهة بسلاح ثقيل خاصة أنه الوحيد من بين شباب المقاومة الذي يقود الدبابة، وبالفعل وصلنا أنا والبكري إلى الدبابة إلا أنها كانت بدون ذخيرة، فقررنا الخروج منها، فرافقته وحاولنا تجاوز خط النار إلا أن رصاصات القناصة الغادرة أصابتني أولا فسقطت في وسط الشارع، ومن ثم استطاع أحد شباب المقاومة سحبي، بينما سقط الشهيد البكري بالخط الآخر وقد أصابته الرصاصة في الفخذ، ولم يستطع أحد الوصول إليه وظل ينزف لساعات حتى فارق الحياة رحمه الله”.
الشهيد البكري كان يتمتع بسمعة طيبة وخلق عالٍ، فالجميع كان يتحدث عن طيبة قلبه وحبه لعمل الخير، ترك البكري عدن محملا أبناءها الأمانة والمحافظة عليها..
الشهيد (البكري) ترك زوجة وأولادا في ذمة من استلم زمام الأمور في عدن.
تكتبها: خديجة بن بريك