طالبوا بسرعة إيجاد البدائل .. جامعيون بردفان:صبرنا من عدم التوظيف لن يطول

> استطلاع / رائد محمد الغزالي

> وضاح الحالمي (خريج جامعي) ينشط في المجال الصحفي حكى لـ«الأيام» معاناته وحكاية آخرين بالقول: “إن وضع الخريج الجامعي سيئ جدًا، إذ أنه بات يُعاني كثيرًا رغم ما قدمه طوال فترات دراسته، لقد أصبح بعد أن تقطعت به السبل يبحث عن فرصة عمل في القطاعات الخاصة لتحسين وضعه المعيشي وإنهاء المعاناة الناتجة عن عدم التوظيف وعدم اهتمام الدولة بالخريجين في الوقت الذي تصرف فيه مليارات على جوانب أخرى”.
ويضيف: “نلاحظ أن أكثر الخريجين الذين يعانون هم خريجو القطاع التربوي الذين يعتمدون على الدولة بدرجة رئيسية في الحصول على الوظيفة، ولهذا تجدهم ينتظرون سنوات طويلة على أمل الحصول على الوظيفة خلافًا لخريجي الكليات الأخرى، نجدهم حتى وإن لم يجدوا وظائف من الدولة يحققون ما يسعون إليه في قطاعات ومؤسسات خاصة.
والحكومة الشرعية والداعمون لها مهتمون في وقتنا الحالي بالجانب العسكري أكثر، فتجدهم يصرفون المليارات لتحقيق أهدافهم ليس إلا وهذه حقيقة وليست أوهاما، لقد تناسوا جوانب وقطاعات أخرى وجهود الخريجين الذين من خلالهم تبنى الأوطان والنهوض بها وإخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفة، لهذا ينبغي من الحكومة الشرعية وحلفائها إعادة النظر والاهتمام بالخريجين الجامعيين في مختلف الكليات واحتوائهم والعمل على تحسين وضعهم الصعب وتوفير الوظائف لهم”.
7 سنين عجاف
مهدي مقبل طاهر - خريجي جامعي، قسم اللغة الإنجليزية - تجاوزت سنين تخرجه السبع، يقول لـ«الأيام»: “لم أحصل على وظيفة بعد، وأعمل حاليًا في بقالة لأتمكن من توفير متطلبات العيش الكريم لي ولأفراد أسرتي”.
ويضيف: “ليست ظروف الحرمان من الوظيفة هي وحدها التي أعاني منها بل إنني أيضًا مصاب بمرض تكسر في الدم وهو ما بات يُهدد حياتي وتسبب لي بمشكلة في البحث عن عمل في قطاع خاص، ولكن لديّ أمل، فهناك قرارات حكومية سابقة تضمنت إنشاء صندوق لدعم خريجي الجامعات، وهذا يعتبر عاملا مساعدا للخريج ويخلق شيئا من التفاؤل”.
*حبيس المنزل
من جهته يقول بسام عثمان علي (وهو خريج جامعي) لـ«الأيام»: “أصبحت حبيس المنزل رغم أنني أحمل شهادة بكلاريوس علوم، لقد فرض الوضع السيئ علينا بأن نمكث في أماكن عيشنا، لغياب الأعمال، لهذا نعمل أحيانًا في الأرض الزراعية المتواضعة، وأخرى نقضيها في تدريس أبناء المنطقة حتى لا تذهب المعلومات التي تحصلنا عليها أثناء دراستنا الجامعية”.
مراسل «الأيام» يستفسر عن هموم أحد الخريجين
مراسل «الأيام» يستفسر عن هموم أحد الخريجين

ويتابع: “نريد أن نعمل، ولكن لم نستطع إلى ذلك سبيلا، لوجودنا في زمن يتعامل بالوساطة ولا ينظر إلى المتخصص والمتعلم خصوصًا شريحة الجامعيين.. ومن هنا وعبر «الأيام» نوجه رسالة للسلطة بأن تنظر لوضع خريجي الجامعات، فهناك من مضى على تخرجهم خمسة عشر عاماً ولم يتم توظيفه بعد، أو أن تجد لهم البديل وذلك بدمجهم في قطاع خاص أو حتى في أي مجال حكومي ليستطيعوا العيش بكرامة ويفيدوا ويستفيدوا”.
وحذر عثمان في سياق حديثه لـ«الأيام» من أن بقاء الحال كما هو عليه قد يدفع بالجامعيين إلى خيارات غاضبة لإيصال رسالتهم، وقال: “ليست المشكلة في عدم وجود الإمكانات لدى السلطة، بل المشكلة تكمن في الفساد ونهب الأموال وعدم وجود الحكمة الإدارية والتصرف الحكيم، فهناك من يقبض من مرتب إلى ثلاثة مرتبات في الوضع الحالي، ولذا ننبه بأهمية التعامل الجاد ولا مناص منه فالغضب العارم قد يحدثه الشباب العاطل عن العمل، فمن حقهم أن يتكلموا ويطالبوا بحقهم في العيش الكريم في هذه البلاد”.
*المطالبة بإيجاد البدائل
أما عبدالله فضل مقبل (هو خريج جامعي، تخصص أحياء) فقد أشار إلى “ضرورة الاهتمام بخريجي الجامعات من قِبل السلطة والقطاع الخاص، مؤكدًا بأن الاهتمام يجب أن يتركز على العاطلين عن العمل والاستفادة من المؤهلات التي يمتلكونها كونهم من يقوم عليهم مستقبل الوطن”.
وأضاف مقبل لــ«الأيام» وهو خريج مضى على تخرجه خمس سنين بالقول: “هناك من الخريجين من انخرطوا في صفوف القوات المسلحة بعد أن وجدوا منها فرصة في الالتحاق بالكليات العسكرية، وتم الاستفادة من مؤهلاتهم”.
وطالب مقبل في ختام حديثه الجهات المسئولة بإيجاد البدائل للخريجين واستيعابهم في مجالات مناسبة والتي منها السلك العسكري والأمني”.
سياسة خاطئة
«الأيام» وفي ختام هذا المادة الصحفية التي تلمست من خلالها معاناة الخريجين الجامعيين في ردفان التقت بالخريج بكيل هاشم السيد (تخصص كيمياء) بينما كان يعمل في المحل بمدينة الحبيلين بردفان مع زملائه، والذي شكر في بداية حديثه «الأيام» على تلمسها هموم خريجي الجامعات، ثم قال: “الحمد لله على كل حال، نحن وكما ترى نعمل في هذا المحل ونعيل أنفسنا وأهلينا.. والحصول على الوظيفة الحكومية حق من حقوقنا يتوجب على الدولة أن توفرها لنا”..مؤكدا أن الحرمان الذي يعاني منه الخريجون يعود سببه إلى السياسات الخاطئة المتبعة في البلاد.
ويضيف بكيل السيد: “نقول للدولة إن هناك جامعيون موجودون في المنازل ينتظرون الفرصة ليعملوا وينالوا حقهم من التوظيف”.. مطالبا بأن يكون للجامعين الأولوية في أي توظيف أو فرص عمل استثمارية أو التابعة للمنظمات. حد قوله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى