قــصـة شهـيـد بكار عوض بكار (الشهيد الحافي الذي أذهل أحد مسؤولي البنتاجون )

> تكتبها: خديجة بن بريك

> كنت لي الحب القديم والجديد.
وبعد أن جهزنا لعرسنا.
وانتظرت أفراحنا.
والتقيت بك على موعد حبنا.
والله على الحب جمعنا.
لم اكن أعرف حينها.
أن أصوات الرصاص والقنابل
والصواريخ من دمر حياتنا..
أم أنه النبأ البئيس اغتال نصيبنا..
كانت أحلى حياة حياتنا..
وفي منزلنا نرمين ونادين أحلى زينتنا..
قتلوك أيها البطل الشهيد..
قتلوك في يوم عيد..
يا ليتني كنت الكفن وأنتم تكفنون..
وبالتابوت تأخذوني معه وتمشون..
وبالقبر تحوطنني معه وتنسون.. قتلوك و اغتالوا حبنا..
عسى الله في الجنة أن يجمعنا..
يا أول الأحباب وآخر من له القلب طاب..
تركت زوجتك وابنتاك تنتظراك..
وعزمت قدماً للحوريات يخطفاك..
مني سلام وأصعب تعابير الكلام..
لروحك التي خلدت إلى الله..
قد رحلت ولقد تركتني للحزن أقاسي لوعة فراقك.
هكذا رثت زوجة الشهيد بكار عوض زوجها في ذكرى مولده، فكم من الألم يعتصرها، وكم من الألم يعتصر طفلتيه بفقدان حنان ابيهما .
يقول والد الشهيد بكار “:ليتني صدقت ابني منذ البداية عندما كان يقول لي بأنه يقاتل بشراسة ضد الحوثي، وكان لا يهاب الرصاص، كنت لا أصدقه، وكنا نمازحه كلما عاد من الجبهة ونقول له “ها كم دبابة فجرتها” وبعد أن أخبرني أصدقاؤه في الجبهة وخوفهم عليه كونه مقدام ولا يهاب شيئا زاد فخري بابني بكار ذي الجسد النحيل”.
ويضيف : “في ليلة 27 رمضان الساعة السابعة مساء جاء من الجبهة، وهو منهك إلا أنه كان فرحاً بانتصار خور مكسر واستقبلناه أنا ووالدته وزوجته وأخواته بفرح وزغاريد ودموع، واحتضنته بقوة، وباركنا له النصر وخرج بعدها مع زملائه ليتم وضع خطة اليوم الثاني، وعاد بعد منتصف الليل وقال: “يا أبا أريد أنام، الحمد لله حررنا عمران حتى خور مكسر بعد حرب شوارع، الحمد لله سأنام الآن، و غدا سوف نحرر إن شاء الله مسقط رأسي كريتر العز، وفي اليوم الثاني جاء زملاؤه إلى البيت، ونادوه وخرج معهم، ثم عاد إلى البيت والشرار في عينيه، ولبس أفضل ما عنده ورش عطره المفضل، وكان بنات أخيه يقولون اليوم عمنا عريس، وكانت هذه المرة الأولى التي يودعنا بها وهو ذاهب للجبهة، وبعدها علمنا أنه استشهد بعد إصابته بمعدل دبابة بتاريخ 28 رمضان في مشروع غازي علوان، حيث كان برفقة ثلاثة من زملائه في الجبهة”.
اشتهر بكار بلقب ( الشهيد الحافي)، حيث قام الشهيد بخلع حذائه وتقديمه لرجل مسن كان يمشي دون حذاء في الشارع بينما قام هو بصنع حذاء من الكرتون، وعبوة الماء البلاستيكية حتى يقي قدميه من حرارة الشمس، ويستطيع مواصلة المعركة مع زملائه، ضد العدو البغيض، حيث أصاب ديفيد براون المسؤول الأمريكي في البنتاجون بذهول من هذا الموقف.
حيث كان يستعرض المسؤول الأمريكي بعضاً من المواقف والبطولات المدعمة بصور، ومقاطع فيديو تم عرضها على شاشة مجسمة، قال إنها “قد أذهلته وحيرته وينبغي الوقوف أمامها” مضيفاً بالقول : “كيف لمقاتل يصنع حذاء عسكريا من مخلفات عبوات الماء البلاستيكية، ومقاتل آخر لديه رجل خشبية يصول ويجول وسط المعارك، وآخر يعود للقتال بعد إصابته، وشاب بلا سلاح، ينتظر متى يسقط رفيقه ليأخذ سلاحه ويقاتل ؟ كيف تواجه هؤلاء وتهزمهم؟”.
واستطرد براون حديثه بالقول : “لقد كان هؤلاء المقاومون مصدر الإلهام لشعب الجنوب، وصورهم بهذا الشكل أمدتهم بطاقة وصبر وتحمل أقوى من الحبوب المنبهة التي تعطى للجيوش”.
ونصح المسؤول في البنتاجون الأمريكي حكومات الغرب الاستلهام من المواقف البطولية التي ترجمها المقاومون في جنوب اليمن، وتدريسها للأجيال في المعاهد والمدارس والكليات. مختتماً حديثه بالقول “إن حرب الـ 2015م ستخلق جيلا جديدا في الجنوب عنده حس للوطن ولتضحيات من ضحوا لأجله، وسيتوجهون نحو التعليم، والبناء” وذلك حسب ما نشرته صحيفة الأمناء في أحد أعدادها .
الشهيد بكار كغيره من الشهداء الذين تركوا زوجاتهم وأطفالهم ووالديهم وأخواتهم دون معيل لهم، فهل سنرى من يساند هذه الأسر الذين منحنا أبناؤهم الحرية والحياة مقابل حياتهم.
تكتبها: خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى