فيما تعد خدمتا المياه والكهرباء مشكلة أساسية في ردفان.. مواطنون لـ«الأيام» ارتفاع الأسعار سيحرمُنا من شراء أضحية وكسوة العيد لأطفالنا

> استطلاع/ رائد محمد الغزالي

> يستعد المواطنون في عموم البلاد لاستقبال عيد الأضحى المبارك هذا العام 1438هجرية، في ظل ظروف معيشية صعبة وأوضاع خدماتية غير مستقرة تمر بها البلاد لاسيما المحافظات الجنوبية كخدمة الكهرباء والمياه والمحروقات وانقطاع للمرتبات خصوصًا في السلكين العسكري والأمني.
هنا في مديرية ردفان ومديرياتها الأخرى: حبيل الجبر، والملاح، وحالمين، تعاني موضعا خدماتيا سيئا في مختلف الجوانب ووضعا معيشيا غير مستقر.
فللعام الثاني على التوالي تسقبل هذه المديريات عيد الأضحى المُبارك بدون ماء ولا أي تحسن في خدمة الكهرباء، والحال ذاته في المحروقات، والمرتبات، الأمر الذي أفرز واقعًا غير مستقر أثر كثيرا في مناحي الحياة لدى الموطنين الذين كانوا يؤملون أن يستقبلوا عيد هذا العام وقد تحسنت فيه الأوضاع الخدماتية.
«الأيام» استطلعت نبض الشارع في مدينة الحبيلين عاصمة ردفان حول الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى المُبارك وخرجت بالحصيلة الآتية:
*فصل الكهرباء من عدن
يحتاج المواطن بشكل كبير لخدمة الكهرباء في عيد الأضحى وذلك لحفظ لحوم الأضاحي في الثلاجات، فبعد أن كانت الكهرباء تعمل بشكل جزئي في ردفان تم فصل الأحمال من المصدر منذ أيام من العاصمة عدن تحت حجة عدم توفر الديزل، وهو الأمر الذي أحدث قلقًا لدى المواطنين وأعطى مؤشرًا غير إيجابي وقلل من تفاؤلهم، الأمر الذي قوبل بمطالبات المواطنين الحكومة والتحالف وقيادات السلطات المحلية في المحافظة والمديريات بسرعة التحرك لمتابعة الخدمات وتوفيرها، وفي مقدمتها خدمتا الكهرباء والمياه.
*تضاعف أسعار الأضاحي
الوضع الحالي غير المستقر وما تشهده البلاد من أزمة مالية في تدهور العملة، وكذا الفساد وغياب الرقابة، كلها أثرت وانعكست تداعياتها على ارتفاع الأسعار في كل متطلبات الحياة، وفي مقدمتها قيمة أضحية عيد الأضحى المبارك لهذا العام، والتي تضاعفت بشكل جنوني عما كانت عليه في العام الماضي، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السوق وضعفها.
فمنذ سنوات مضت كانت الأسواق تشهد على مدار أيام الأسبوع قُبيل عيد الأضحى حركة قوية للمتسوقين (باعة ومشترين) للأضحية لرخصها مع توفر المواشي البلدي، غير أنه منذُ الحرب وهذا العام بالذات ونتيجة لشحة الأمطار فيه أدى ذلك إلى تراجع تربية الماشية من الضأن والماعز البلدي المرغوبة في السوق المحلية بشكل كبير جدًا.
وعزا كثير من تجار المواشي السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الأضحية لهذا العام إلى ارتفاع أسعار الصرف، المحروقات، وحيث لجوأوا إلى شراء الأغنام من محافظات أخرى ومنها شمالية وكذا المستوردة من الخارج.. وهو ما شكل ثقلاً كبيرًا على كاهل المواطنين البسطاء من عامة الناس.
*ارتفاع أسعار الملابس
إن من الاحتياجات الأساسية في العيد لدى الناس إلى جانب الأضحية، كسوة العيد، إذ لابد من ارتداء اللبس الجديد، غير أن ارتفاعها الكبير سيحرم الكثير منهم.. حيث تشهد مديريات ردفان ارتفاعا كبيرًا فيها مقارنة بعيد الفطر السابق لاسيما في ملابس الأطفال، على الرغم من افتتاح مول تجاري في المدينة قبل أسبوع لهذه السلع.

وقد توقع الكثيرون أن هذا الافتتاح سيفتح مجالا للتنافس بالأسعار لما فيه مصلحة المواطن كعروض التخفيض، إلا أن عدم صرف الحكومة لمرتبات قطاعي الجيش والأمن وقف عائقًا أمام الكثيرين.
*ليس هناك ارتفاعا جنونيا
وفي رده عن سؤال «الأيام» حول شكوى المواطنين من الارتفاع الجنوني للملابس في المدينة لهذا العام قال تاجر الملابس هاشم الداعري: "ليس هناك ما هو مرتفع بشكل جنوني أو تجاوز للمعقول، نحن نشتري البضاعة بسعر مرتفع من قِبَل الموردين، والظروف الحالية واضحة للكل، بالإضافة إلى تكاليف نقل البضاعة من صنعاء، وارتفاع صرف العملة كل هذه تسببت في ارتفاع الأسعار، ونحن نتعامل بحسن المستوى الأخلاقي التجاري وبما يرضي الله تعالى، وحريصون على التعاون مع زبائننا".
*مطالب بتفعيل دور الرقابة
وتشهد المدينة ارتفاعا كبيرا أيضًا في أسعار المواد الغذائية والتي باتت تحرم المواطن من شرائها، في ظل غياب الدور الرقابي من قِبَل السلطة المحلية في الوقت الذي تستطيع فيه السلطة تفعيلها والتحكم بسعر السلع كما يقول المواطنون.

وقد طال هذا الغلاء الفواكه ويزداد اترتفاعها كما يقول المواطنون في المناسبات العيدية، نتيجة لقلة توريدها والتزايد الكبير عليها، وأمل المواطنون من تجارها وموردوها بخفض أسعارها ليتمكنوا من شرائها لأطفالهم.
*ظروف صعبة
وتمر بعض أسر الشهداء في المدينة بظروف معيشية صعبة، وما زاد من معاناتهم هو سقوط أسماء شهدائها من كشوفات الاستحقاق المالي والمكرمة الخاصة بأسر الشهداء والجرحى والتي بدأ صرفها منذ أيام، كما تعاني شريحة المهمشين في المدينة أوضاعا صعبة في ظل غياب كبير لدور المنظمات والمؤسسات الدولية والمحلية والخاصة بتقديم المساعدات الإنسانية.
*عزيمة وإصرار
على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة يعيش الناس في المدينة بهدوء في ظل الاستقرار الأمني والذي يُعد عاملاً مهمًا ومطمئنًا لأبناء ردفان حيث الحياة جميلة لدى الكل في تفاعل نابع من الإصرار والعزيمة اللذين يجعلانه يعيش بتفاؤل وتوكل على الله عزوجل.
ومع حلول هذه المناسبة الدينية العظيمة يحذو الأمل والأمنيات الجميع بتحسن الأوضاع في شتى مناحي الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى