تزايد أزمة كهرباء عـدن.. يعقد الوضع المعيشي ويعمق من حالة السخط الشعبي

> استطلاع/ خديجة الكاف

> زادت معاناة مواطني العاصمة عدن إثر تزايد انقطاعات التيار الكهربائي لعدة ساعات متواصلة، دون أن نجد من الحكومة بوادر أمل في إيجاد حلول مناسبة لانتشال وضع الكهرباء في عدن من التدهور الستمر الحاصل.. وزادت معاناة بسطاء المواطنين على وجه الخصوص، وتنامت أوجاعهم، وتفاقمت مشكلاتهم نتيجة انتشار الأمراض الجلدية والأوبئة التي يولدها الحر الشديد، وبات من الصعب عليهم مواجهة التدهور الحاصل في الكهرباء بعمل حل بديل لمواجهة الحر والظلمة.
شكلت الانقطاعات الكهربائية كارثة كبيرة في عدن، فالأهالي ضاقت بهم الأحوال، واعتلت صحتهم، وهم بانتظار تنفيذ الوعود الكاذبة من قبل الحكومة في حل ومعالجة أزمة الكهرباء، وتوفير كل ما يضمن استمرار خدمة التيار مثل المخصصات التشغيلية والمحروقات من ديزل ومازوت وزيت إلى جانب قطع الغيار وغير ذلك.
«الأيام» تقف أمام آخر صيحات المواطنين إزاء تطورات الوضع الإنساني الناتج عن عودة الانقطاعات الكهربائية في الأيام القليلة الماضية، والتي تنامت مشكلاتها إلى حد لا يطاق، لاسيما بعد غياب وسفر محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي، ما خلق أزمة خانقة في توليد التيار الكهرباء حيث بلغت ساعات انقطاع التيار إلى أكثر من ست ساعات مستمرة من الانقطاع تحت ذرائع وحجج مزعومة تمثلت بنفاد كميات الديزل المخصصة لتشغيل المحطات والمولدات.
*سخط وتذمر شعبي
يقول المواطن حسن عبده حسن: "الكهرباء أصبحت مثل الحلم وهاجسا يؤرق المواطن في عدن، ننام ونصحو على انقطاعها، ونتحدث عنها في معظم مجاسنا.. أنا كمواطن بسيط أفتقر إلى أبسط البدائل لمواجه الحر والظلمة مثل بطارية أو طاقة شمسية، فكيف سنستطيع مواجهة ما تبقى من أسابيع هذا الصيف الحار والكهرباء مازالت على حالها، والحكومة غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها".
ويضيف: "نناشد المحافظ والقائمين على إدارة مؤسسة الكهرباء أن يضعوا حلولا ناجعة لهذه المشكلة التي نجم عنها زيادة مستوى الاحباط الشعبي في عدن، وان وجد عطل أو خلل لابد من المبادرة الفورية والعاجلة لإصلاحه رحمة بأهالي عدن الذين انهكهم هذا الحر الشديد".
*محطات كهربائية متهالكة
يشير المواطن صالح بن طالب الميسري، موظف سابق في مكتب السياحة، إلى أن مواجهة الصيف الحار في ظل استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يزيد من تعقيد حياة وظروف المواطنين البسطاء، فالكثير من محطات توليد الطاقة الكهربائية قديمة ومتهالكة، ولم تخضع لأي صيانة، واستبدال أعطابها بقطع غيار صالحة.
وطالب المواطن الميسري الحكومة الشرعة بسرعة إنجاز مشروع إنشاء طاقة كهربائية تكفي حاجة محافظة عدن بشكل كامل، وكذا اعداد دراسة علمية واقعية بشأن انعكاسات تدهور خدمة الكهرباء في عدن في تعكير مزاج المواطنين، وتكدير حياتهم.
*ظروف صعبة للغاية
المواطن أحمد يوسف، مدير القوى العاملة بمكتب الخدمة المدنية عدن، قال: "إن انقطاعات الكهرباء لساعات كثيرة أسهمت وإلى حد كبير في مضاعفة معاناة المواطنين الذين أضحوا يعيشون حالياَ أوضاعا وظروفا صعبة للغاية".
ويضيف: "إن انقطاع الكهرباء لاسيما أثناء فترة الدوام الرسمي يسبب تدهور النشاط المهني والتراجع في إنجاز معاملات وتلبية خدمات المواطنين"، مناشدًا في سياق حديثه الحكومة والسلطة المحلية وضع المعالجات السريعة لأزمة الكهرباء عبر جلب الطاقة المشتراة التي وعد بها المواطنون سابقًا، ولم يتم تنفيذها كاملة حتى الآن.
وقال: "المواطن الفقير لا يستطيع توفير البدائل لمواجهة ما نحنُ عليه من صيف حار في ظل تعقيدات الحياة وظروف العيش، فساعات الانقطاع بلغت أربع ساعات بمعدل ساعة واحدة لعودة التيار وهو ما ضاعف معه انتشار وتزايد الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط والسكري والأمراض الجلدية، بين شرائح المسنين والنساء والأطفال".
مولدات كهربائية
مولدات كهربائية

وناشد يوسف دول التحالف والأشقاء في الخليج مساعدة إخوانهم في عدن وإعانتهم على إنشاء محطة كهربائية جديدة بطاقة كهربائية تُلبي الاحتياجات العامة والكاملة، لافتا في السياق إلى أن الممارسات الخاطئة التي يُمارسها المواطن في توصيل التيار الكهربائي بربط خطوط عشوائية لأكثر من منزل يزيد من أعباء الضغط على شبكة الطاقة التي هي في الأصل قديمة وبالكاد تعمل على إيفاء خدمتها.
*على الحكومة الوفاء بالتزامها
يوضح المواطن أبو محمد أن مشكلة الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة والمتكررة غدت تشكل عبئا مضاعفا على المواطن البسيط. وأشار إلى أن تفاقم تدهور وضع الكهرباء في عدن تتقاسمه الجهات المسؤولة الرسمية، وكذا شرائح المواطنين الذين لا يكترثون بتسديد فواتيرالكهرباء، ما تسبب في تعميق الازمة ونتائجها السلبية على إدارة مؤسسة الكهرباء، في عدم قدرتها على توفير مرتبات موظفيها، وتوفير قطع الغيار للمحطات.
وقال: "إن صيانة المحطات تُعد من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق الحكومة، والتي بدورها تعد معنية وبشكل إلزامي بتوفير مادتي الديزل والمازوت لمؤسسة الكهرباء، لتعمل على ضمان إيصال الخدمة دون انقطاع، وحتى لا يتكرر معاناة المواطن العدني.
*أزمة إنسانية بامتياز
يقول الحاج عبدالله المطحاني: "الكهرباء في محافظة عدن أصبحت أزمة إنسانية بامتياز، فهي تنقطع من أربع إلى خمس ساعات متواصلة، فالمواطن البسيط هو الضحية في الأخير، لأنه يواجه فصل الصيف الحار والظلام الدامس لعدم قدرته على توفير البدائل".
وتشير الصحفية هبة حسن الصوفي، مؤسسة 14 أكتوبر، إلى أن أزمة الكهرباء أصبحت كسرطان ينهش جسد المجتمع، ويؤدي إلى شلله ووفاته ببطء.
وتضيف: "كل محاولات إصلاح وضع الكهرباء مازالت محكومة بعوامل مجهولة، يصعب معرفتها في هذا البلد، الذي لا نعرف إلى أين يقوده المجهول".
وتردف قائلة: "بالرغم من وجود تداولات إعلامية بشأن حلول ومعالجات لإعادة كهرباء عدن إلى عهدها السابق إلا أن هناك من يسعى محاولا عرقلة إصلاحها ودعمها بالمولدات الحديثة، والطاقة المشتراة، ويحول دون إنقاذ المواطن من حياة الضنك والضيق، ويعمل على إبقائه في حالة بؤس في ظل صيف ساخن، وظروف معيشية أكثر صعوبة وسخونة".
وتختتم قولها: "مازالت حرارة الصيف قاتلة، وهناك أشخاص لا يستطيعون تحمل ارتفاع معدلات الحرارة، التي زادت من ارتفاع معدل الأمراض المزمنة.. لقد شكلت الانقطاعات الكهربائية كارثة كبيرة على أهالي عدن، الذين لايزالون ينتظرون أن تفي الحكومة الشرعية بالتزاماتها في حل أزمة الكهرباء وتوفير مشتقات تشغيلها، رأفة ورحمة بأنين المرضى والأطفال ومعاناة ربات البيوت".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى