قصة شهيد "محمد عاتق حنش الكلدي “ربِ أمتني شهيدا”"

> تكتبها: خديجة بن بريك

> حفرة واحدة جمعت كلا من الشهداء عمر البطر وسهيل قائد ومحمد عاتق الذين استشهدوا في 2 إبريل 2015 كما جمعتهم حب عدن، وجمعهم العمر الواحد (33) عاماً.
محمد عاتق حنش الكلدي ثاني أكبر إخوانه، متزوج، له ولد و ابنتان، وهو من كريتر حي القطيع واشتهر باسم (بقشان).
ولد الشهيد و ترعرع و درس في مدينة كريتر، ثم هاجر لطلب لقمة العيش في دولة قطر، وعمل فيها لمدة عام تقريباً، و لكن لم يستطع فراق عدن أكثر من ذلك، فشد رحاله وعاد إلى محبوبته التي قدم لها أعز ما يملك روحه نهار يوم الخميس 02 /04/ 2015م
اشتهر أبو عاتق بالشجاعة والإقدام والشهامة والبشاشة والمغامرة منذ الصغر.
يقول شقيقه نزار : “في صباح يوم الخميس انطلق الشهيد محمد الكلدي من منزله الواقع في حي القطيع بكريتر ضمن خلية للمقاومة الجنوبية مكونة من ثمانية أفراد، هجموا على مليشيا الحوثي وصالح قرب المحكمة بجانب مجمع عدن مول التجاري، و من ثم اشتدت المعركة ضد مليشيا الحوثي وصالح المدججة بالأسلحة و العتاد الثقيل و المتوسط بينما كان شباب المقاومة مسلحين بأسلحة الكلاشنكوف و سلاحي (آر بي جي) فقط، كان الشهيد محمد يحمل أحدهما، و مع ذلك لقنوا العدو دروسا في الرجولة والفداء، و كبدوا مليشيا الحوثي وصالح خسائر في الأرواح و المعدات مما اضطر الغزاة إلى الانسحاب إلى الخلف و إطلاق قذائف المدافع الهاون والدبابات بشكل مكثف مما أدى إلى استشهاد البطل محمد الكلدي و رفاقه بقذيفة دبابة حتى كادت تختفي ملامحهم بينما استطاع اثنان من زملائهم الانسحاب وقاموا بإبلاغ والدي باستشهاد ابنه”.
ويواصل حديثه: “لم يستطع أحد العثور على جثة الشهيد و من معه إلا بعد 24 ساعة، و ذلك في صباح الجمعة 03 /04/ 2015 م بالقرب من مجمع عدن مول، كان الشهيد بإذن الله قبيل الحرب في زيارة للمملكة العربية السعودية للعمرة و زيارة إخوانه، وقبل أسبوعين فقط من استشهاده عاد من المملكة بعد إصرار منه عندما حاول أخوه الأكبر ثنيه عن السفر في ظل هذه الأحوال، وعند وصوله عدن مباشرة التحق مع شباب حي القطيع الذي تطوعوا لحماية فرع البنك المركزي بكريتر من أي اعتداء فشكلوا فرقا للمناوبات لمدة 24 ساعة يومياً”.
ويختتم قائلاً : “في أثناء طوافه على الكعبة قد كان يدعي ربه “ربِ أمتني شهيدا.. ربِ أمتني شهيدا” و حين قال له إخوته ماذا تقول فقال لهم “لا يوجد أفضل و أطهر من هذه البقعة فإنني أطلب من ربي أن يميتني شهيدا”، و قد دعا ربه أكثر من مرة بهذه الدعوة، فقد ذهب لزيارة إخوته في مكة و كأنه يودعهم و قال لي “يا أخي سوف تشتاق إليِّ وسوف أشتاق إليك، فوالله ما أتيت مكة إلا لشوفتك و شوقي لك، فأوصيك بأولادي و بأمي و بأبي”، وكان يقول لأخيه حينما رفض إعطاءه جواز سفره “يا أخي لمن نترك عدن؟!”.
محمد عاتق ترك عدن وترك الحياة ودفن مع أصدقائه الذين كان يجمعهم حب عدن وحب الاستشهاد في سبيل الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى