شهداء مجزرة حي السنافر.. في ذكرى استشهادهم الأولى

> كتب/ علاء عادل حنش

> مرت سنة 2016م مرورًا دمويًا على جميع الجنوبيين، وفقدت فيه الآف الأُسر الجنوبية أبناءها، فمنهم من فقد ابنه إبان الحرب التي شُنت في مارس 2015م، وربما كان الجميع مؤمنا بأن القتال عن الأرض والوطن واجب حتمّي، فكان واضح بأن جميع الشباب يتوقون للشهادة في سبيل الوطن.
لكن هناك أُسر فقدت أبناءها بعد تحرير عدن وباقي المحافظات الجنوبية، وبأعمال إجرامية خبيثة، وكانت سنة 2016م شاهدةً على أغلب الأحداث الإجرامية، فما أن استبشر الجنوبيون بطردهم للحوثيين وصالح من الأراضي الجنوبية إلا وظهر لهم ما يُسمى بـ"الإرهاب"؛ هذا الإرهاب الذي أزهق أرواحًا عدة، وسفك دماءا كثيرة، ولربما الأحداث الدموية التي وقعت ما بعد الانتهاء من التحرير أكثر بكثير مما وقع أبان الحرب المُنصرمة.
ففي صباح يوم الإثنين الموافق 29 أغسطس 2016م، حدثت جريمة بشعة في عدن - والتي تُعتبر وصمة سوداء على الإنسانية والبشرية - فقد استيقظ أهالي المدينة الساحلية "عدن" على واقع انفجار عنيف هز المدينة في مدرسة الفقيد "علي سالم بن رباع" في حي السنافر بالشيخ عثمان، حيث راح ضحيته أكثر من 60 شهيدًا، وجُرح ما لا يقل عن 120 شابًا جنوبيًا إزاء انفجار سيارة دخلت بغتة للمدرسة لتنفجر وسط الشباب الذين ينتظرون أن تُسجل أسماؤهم ضمن الجنود الذين سوف يحمون الوطن ويدافعون عنه، لكن الشهادة كانت أسرع لتخطفهم من بيننا ولترتفع أرواحهم للخالق عز وجل، لتُصاب - حينئذ - مدينة عدن بالصدمة، وليُغطي الحزن كلّ أرجائها، وليسود بيوت الشباب الذين سقطوا في هذه الحادثة اللون الأسود.
واليوم إننا نعيش في رحاب ذكرى استشهادهم الأولى والتي تُصادف الثلاثاء 29 أغسطس 2017م، والذي ما يسعني إلا أن أعزي نفسي وأسر الشهداء.
فرحم الله كلّ الشهداء الأبرار، وأسكنهم فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى