قصة شهيد "حسين فهمي محمود مرشد" (كلبته تبادله الوفاء)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> الكلبة (ليزا) كانت رحيمة ورؤوفة ووفية لصاحبها، حمت جثته التي أطلقت عليها ثمانية عشر طلقة من قبل مليشيات الحوثي ونظام صالح الذين تجردوا من الرحمة والرأفة حيث منعوا الجميع من إسعاف الشهيد حسين فهمي محمود مرشد أحد أبناء حي القطيع بمدينة كريتر.
الشهيد حسين فهمي مرشد كان في السنة الرابعة في كلية الحقوق، كان حينها يبلغ من العمر 24 عاماً، ويتمتع بأخلاق عالية، وكان شجاعاً لا يهاب الموت.. وقد استشهد في تاريخ 18/4/2015م حين دارت معركة قوية في حي القطيع بين طرفين غير متكافئين بين شباب القطيع بمساندة شباب الحارات الأخرى ومليشيات الحوثي ونظام صالح ذوي الخبرة العسكرية والمدججين بالسلاح بمختلف أنواعه من مدرعات ومصفحات وصواريخ الكاتيوشا وبي إم بي والآر بي جي، مع خبره وتدريب في استخدام الأسلحة وقناصة موزعة في ارجاء الحي.. وفي المقابل شباب عدن الذين لا يملكون سوى سلاح آلي (كلاشنكوف) وبعض مقذوفات الآر بي جي التي لا يجيدون استخدامها إلا أنهم كانوا يملكون حب عدن وعزيمة وإصرارا وصمودا كانت كافية بأن يواجهوا العدو بها.
كانت المعركة الأقوى في الحي حيث اشتعلت النيران في بعض المنازل في الحي وكان الشهيد حسين وشباب المقاومة من جهة يحاولون إنقاذ العائلات المتضررة من الحريق ومن جهة أخرى صد هجوم العدو على الحي حيث كانت أشرس حرب شوارع تشهدها حي (المرسابة) بالقطيع.
أجمع بعض الأهالي الذين كانوا متواجدين اثناء استشهاد حسين بأن العدو تجرد من كل مشاعر الإنسانية ومخالفين لكل قوانين الحروب فأصدروا تعليمات عبر مكبرات الصوت بأنهم سيطلقون النار على أي شخص يحاول إسعاف حسين فهمي وإن كان طفلا أو امرأة أو شيخا.
كما أجمعوا بأنهم كانوا محاصرون ليلة كاملة لا يقوى أحد فتح بابه وحسين مرمى في الشارع ينزف لم يستطع أن يقترب منه غير كلبته (ليزا) كسرت ذلك الحصار وظلت تحوم حوله مع ارتفاع صوت نباحها.
كلما ارتفع صوت نباحها شعر الأهالي بالقهر على عدم مقدرتهم على سحب جثة الشهيد.. ومع مرور الوقت ازداد الظلام الدامس وأصبحوا يسمعون صوت نباح الكلاب بشكل مخيف وظن الجميع بأن الكلاب نهشت جثة الشهيد حسين.
وبعد ساعات طويلة والكلاب مستمرة في نباحها سمعوا صوت عبر المكبر يطلب منهم سحب جثة الشهيد وتفاجأ الجميع بأن الكلاب لم تنهش جثته.
كما قال لنا شقيقه بأن أخاه كان يرفض البقاء في المنزل وكان يقول لوالده لن نجلس في المنازل وندع العدو يعبث بمدينتنا ويروع أهالينا وإن لم نقاومهم فسيدخلون لمنازلنا، أخي كان شجاعا قام هو وشباب المقاومة بإجلاء عائلة الشهيد محمد عاتق بعد أن التهم منزلهم الحريق.
وكتب الاخ وديع أمان عبر صفحته في الفيس بوك باسم (شهداء عدن الذين سقطوا في الحرب ضد الحوثي) نقلاً عن صديقه عماد العقرب قائلا: "صديقي الذي شهد لحظة استشهاد حسين مرشد كون منزله يقع قبالة منزل الحاج محمود مرشد جد الشهيد البطل حسين يقول بأن "حسين مات شجاعًا بعد قيامنا بإنقاذ العائلات التي تضررت نتيجة القصف، مات وهو يقاتل أمامي وأنا شاهد على شجاعته وتكريمنا لشجاعته وبفضل الله والرجال الذين خرجوا معي أخدنا جثة الشهيد البطل من الشارع أمام أعين القاتلين الحوثيين".
الشهيد حسين فهمي كنت رؤوفاً ورحيماً بالحيوان امتلكت قلباً يعجز الكثير امتلاكه.. كنت رحيماً ووفياً للكلبة (ليزا) فبادلتك الرحمة والوفاء فصارعت الكلاب من بني جلدتها حتى لا يمسوك ونبحت في وجه الكلاب المليشيات التي كانت مسعورة أكثر من الكلاب نفسها إلا أن بعد استشهادك ونزوح أهالي المرسابة لم تسلم الكلبة (ليزا) من العدو فقتلوها.
نم يا شهيدنا قرير العين.. نم أيها البطل الشجاع، يا من ضحيت بحياتك من أجلنا، نسأل الله أن يتقبلك شهيداً.
تكتبها: خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى