قصة شهيد "خالد أمين محمد قاسم الديواني" (الشهير بشهيد القبرين)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> كان بحضن أبيه كالطفل يهمس له والده بحنان ويقبله ستكون بخير يا بني، أنت بطل، ستكون بخير، تمتم خالد أمين بشهادة رافعاً إصبعه السبابة لا فضا آخر أنفاسه ففارقت روحه جسده الطاهر ونحتسبه عند الله شهيدا، بأذن الله.
يقول أصدقاؤه بأنه استشهد وقاتل قتال الأبطال هو وأصدقاؤه الأربعة، حاصروا القناصين في حي السفارات، وقد قتلوا عددا من مليشيات الحوثيين.
وبعد أن سطروا أروع القتال ونكلوا بهم تقدموا أكثر ولم يتراجعوا خطوة للخلف، وإذا بقناص من مليشيات الحوثي وقوات صالح الحاقدة ترمي رصاصة على بعد واخترقت صدره مباشرة.
كان الشهيد خالد أمين الديواني من شباب مديرية خور مكسر، وكان حلمه أن يصبح مهندساً، فكان في المستوى الثاني في كلية الهندسة ومعروف بأخلاقه العالية بين أوساط مجتمعه.
يقول والده: "أستشهد ابني في 27 إبريل 2015 وهو بحضني أثناء إسعافه إلى المستشفى، وكان عمره 21 عاماً، شاب في ريعان شبابه، أخبرني زملاؤه الذين حضروا إلى المنزل بأن ابني اُصيب، لم أشعر بنفسي وإلا وأنا خارج المنزل أركض مسرعاً، لم أكثرث للقناصة ولا للرصاص الذي كان يمر من أمامي، وأنا أركض في أزقة خور مكسر، ووجدت ابني خالد بالقرب من حي السفارات على الأرض وأخذته مسرعاً، وضممته إلى حضني وأنا أهمس له بأنه سيكون بخير، ثم أخذته بسيارة، وتم إطلاق رصاص على السيارة التي كنا بها، وعند وصولي إلى باب مستشفى الجمهورية رفع إصبعه السبابة وتمت بالشهادة".
ويضيف والد الشهيد: "لم أستطع أن أصدق في البداية، أخذته بقوة إلى حضني وأنا أقبله وأتذكر كلماته قبل خروجه، وهو يقول لي: والله ما جلسنا في بيوتنا وهم داخلين علينا با نخرجهم.. ومرحبا بالشهادة، كان يقولها وهو يقسم، فقلت له: ربي يحميك ويعطيك على نيتك أنت والشباب، واتجه مع الشباب".
ويواصل أبوه قائلاً: "كنت خائفا على أمه فهي متعلقة به كثيراً، عندما رأته لم تستطع أن تتمالك نفسها فكانت تصرخ وتقول: لمن تركتني يا خالد أنت سندي لِمَ تركتني يا بني".
ويتابع: "عدت للمنزل ووضعته على السرير وقمت أصلي ركعتي حمد وشكر لله على أنه مات شهيدا ـ بإذن الله ـ كما يحب، وعندما حاولنا تشييعه إلى مقبرة أبو حربة رفضت مليشيات الحوثيين وقوات نظام صالح، ورفضوا خروجه من خور مكسر، وطلبوا مني رميه للكلاب، فكانوا يصرخون علينا ويقولون هذا داعشي ارموه للكلاب، عدنا إلى البيت ووضعنا الشهيد في غرفته ونحن نسمع أصوات الاشتباكات، وكان قرارنا أن ندفنه في (الحوش)، وفي اليوم الثاني خرجت أنا والشباب لنحفر قبرا في حوش المنزل المجاور لنا، خرجنا نحمل جثة ابني بحذر، والقناصة تحيط بنا، حفرت قبر ولدي وكل شيء داخلي يصرخ، دفنت ابني بيدي بتاريخ 27 إبريل 2015م".
واشتدت المعارك واشتد الحصار على مديرية خور مكسر فنزح منها سكانها، وكانت أسرة الشهيد خالد أمين إحدى هذه الأسر.
بعد انتصار عدن عادت أسرة الشهيد خالد أمين فقرر والد الشهيد بأن يخرج جثة ابنه من قبره في حوش جاره ودفنه بمقبرة جماعية، فما كان من زملاء الشهيد خالد إلا أن قاموا بتلبية رغبة أبي الشهيد، وتم إخرجه من قبره، ويقول أصدقاؤه ووالد الشهيد برغم من مرور أربعة أشهر من دفن ابني إلا أن جثته لم تتعفن، وتم دفنه في مقبرة (أبو حربة).
اشتهر الشهيد خالد أمين التي كتبت الصحافة المحلية والعربية عن قصته بـ (بالشهيد الذي دفن في قبرين) و(الشهيد الذي دفن مرتين)،
الشهيد خالد أمين شهيد المحبة والسلام كان من الشباب الناشطين في عملية السلام المجتمعي وبناء السلام، فنم يا شهيدنا بسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى