في الشمايتين عاصفة حب فوق السحاب.. تتوج بزواج مهمشة من قبيلي طاهر وفريدة قصة حب كسرت العادات والتقاليد

> الشمايتين «الأيام» محمد العزعزي

> على غير العادة دارت أحداث قصة حب حقيقية بعقد نكاح شرعي في مدينة التربة بتعز، حيث أنه ليس من المقبول في ذاك المجتمع أن تطلب الأنثى المهمشة الزواج بقبيلي.
لكن شابين هناك أصرا على إكمال الحياة بعقد قرانهما، دون النظر إلى الفوارق العنصرية التي ظلت حليفتهما ست سنوات سراً خوفا من عادات وتقاليد المجتمع من مثل هكذا زيجات تعتبره العادات عيبا كبيرا، ولاتتم طقوس مراسم الزواج إلا بعد التأكد من الأصل والفصل، حيث لم يعد الإيمان والتقوى والصلاح مقياسا، بل الحسب والنسب أقوى المقاييس للقبول في وسط مجتمع قبلي لا يرحم.
فريدة المقرمي (22) عاما قالت: "إنها حُرمت من التعليم، ووالدها متوفى، ويعولها شقيقها الأكبر، الذي يعمل بمهنة إسكافي الذي قال: عندما تقدم الشاب طاهر للزواج من شقيقتي وافقت مباشرة ولم أتردد بعد أخذ الإذن منها بالقبول منه".
فريدة رفضت العديد من الخطاب المتقدمين للزواج منها وقالت: "قلبي رفض العديد واستقر على طاهر" معللة بأنه إنسان (مقطوع من شجرة ) وطيب ويتمز بالكرم والأخلاق النبيلة.
وعن نظرة المجتمع لها أوضحت فريدة "إنها لا تعير هذا الموضوع أي اهتمام، فمهما يقول الناس عنا، وقصة زواجي ليست الأولى فقد سبقتني قصص مماثلة هنا في التربة".
أما فتور العلاقة بينهما مستقبلاً فقالت: "أنا واثقة بأنه لن يتخلى عني، فقد كسرنا حاجز الخوف والتهميش وما ربطني به أنه محارب من أهله واتهموه بالجنون"، ووعدت أنها ستعيش معه في أي مكان إلا قريته فلن تقبل لأن أسرته لن ترضى بعودته بينهم.
الشاب طاهر عبده أحمد (35) عاما هو خريج دبلوم حاسوب، ولم يحصل على وظيفة فاشتغل عامل بالأجر اليومي، أما قصة الارتباط بمهمشة فقال: "انتظرت فترة من الزمن وخطبتها منذ ستة أشهر وترددت على أربعة أمناء شرعيين بالمنطقة لكتابة العقد فرفضوا العقد الشرعي بحجة التفرقة العنصرية، فالزوج قبلي والزوجة مهمشة".
وأضاف: "اليوم أشعر بالسعادة بعقد قراني وستكون الوليمة بأقرب وقت بعد تجهيز المهر المتفق مع أهلها"، وهو (150000) ألف ريال، ومؤخر صداق (100000) ألف ريال، حسب الاتفاق بينهما.
أثناء عقد نكاح شرعي في مدينة التربة بتعز
أثناء عقد نكاح شرعي في مدينة التربة بتعز

وأضاف: "حبي لفريدة لا يوصف وأنا مؤمن بأنه لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى، وعندما تعرفت عليها وجدتها تبادلني الحب، وصبرت ست سنوات حتى تكلل بالزواج ولم تبق إلا الوليمة والإشهار".
طاهر بدا سعيدا وواثقا من أسرة فريدة، واصفا إياهم بالناس الطيبين وأخلاقهم عالية، أما كلام الناس فقال: "لا يهم ما سيقولون فقد ارتبطت بفريدة عن حب لا يمكن وصفه إلا (بحب فوق السحاب)".
القاضي خالد علي سأل الشابين عن قبول الزواج ببعضهما فوافقا على ذلك، ولعدم وجود بطاقات إثبات هوية فقد عرف بهما شاهدين عدلين، فحرر لهما عقد النكاح في مقر منظمة انترسوس العالمية بالتربة بحضور عدد من الشهود.
وفي تصريح مدير مكتب منظمة انترسوس الإيطالية بالتربة المهندس وهيب حزام قال فيه: "هذا العمل إنساني بحت، وبما أن الحب حصل فقد تكلل بعقد القران، وأتمنى لهما التوفيق في حياة زوجية سعيدة".
من جانبه قال محامي المنظمة عادل الحمداني: "يوجد تفرقة عنصرية في المجتمع اليمني، وقد حاول الشابان عدة محاولات لإجراء العقد فرفض الأمناء الشرعيين في المنطقة بسبب أن الزوج قبيلي والزوجة مهمشة، وهذه تفرقة يمقتها الشرع والدين الإسلامي، ويجب القضاء على هذه الظاهرة، وقد سعينا للتوفيق بين الشابين من خلال إتمام عقد قران المذكورين لدى منظمة انترسوس".
وفي سياق متصل قالت الباحثة الاجتماعية بالمنظمة فاطمة النظاري: "هذا الحدث يعتبر بادرة طيبة وعملا إنسانيا بحتا في التوفيق لهذا الزواج الذي كسر حاجز التفرقة في مجتمعنا اليمني، لأن هذه المعاملة واضحة في الشارع وفي المجتمع، وأعتقد أن العنصرية والانكماش في المجتمع اليمني مازال يمارس بصورة علنية وغير علنية ضد كل ما هو أسود، حيث لا تجد قوانين حقوق تكفل حياة المهمشين، لأن هناك جهلا كبيرا في نهج الإسلام الذي يدعو أصلا إلى المجتمع المدني.. نعم نحن نرى أن هناك عنصرية كبيرة ضد إخواننا السود، وللأسف نفتقر للتثقيف ضد كل تمييز بين أبناء البشر، وخصوصا في مجتمعنا العربي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى