قصة شهيد "عبدالصمد فضل محمد سعد المرزوقي"

> تكتبها: خديجة بن بريك

> من رحم عدن ولد الأبطال وفي ترابها دفنوا شهداء، رجال بواسل اجتمعوا من كل حدب وصوب هبوا لتلبية النداء.
فناد المنادي (حي على الجهاد) فانتفضت كريتر وانطلق شباب العيدروس والتحموا بشباب الطويلة والقطيع، هب الشباب من حي في كريتر التحموا ليشكلوا مقاومة شبابية ضد عدوان أراد أن يغتصب أرضهم.
كان الشهيد عبدالصمد فضل محمد سعد المرزوقي أحد أبناء حي العيدروس، لبى النداء وكان في مقدمة الصفوف، واستشهد في 8 / 5 /2015م.
تقول شقيقته غادة: “في حوالي الساعة الثالثة عصرا دخل الشهيد عبدالصمد ومعه سلاح (آلي) إلى البيت وكان يبحث عن أمي وهو يقول أين بنت عبدالله؟ كما اعتاد أن يسمي والدته عندما يحب مزاحها ويريد شيئا منها، فخرجت تضحك وتقول: أيش معك اليوم، أكيد في شيء، ابتسم وحضن والدته وقبلها على رأسها، وقال: أنا سأذهب إلى الجبهة، وطالب الشهادة، سامحيني وكوني راضية عني، احتضنته أمي بكل قوة وكأنه اللقاء الأخير، وحاولت أن تثنيه عن الذهاب، إلا أنه أصر وطلب منها تشجيعه والدعاء له، ثم نادى كل أخواتي فقام باحتضانهن وقبل كلا منهن على جبينها، وطلب السماح والدعاء بالنصر أو الشهادة ثم غادر البيت”.
وتواصل قائلة: “توجه بعدها أخي إلى خورمكسر في بداية اندلاع الحرب، وكان يتغيب عن المنزل لعدة أيام، وعند عودة أصدقائه كانوا يخبروننا بأنه في مقدمة الصفوف، واشتدت الحرب بعد ذلك، وزاد القصف على منطقة (شعب العيدروس) اضطرت أسرته للمغادرة، وظل الشهيد بالجبهات، غادرت الأم دون أن تراه، وبعد عشرين يوما جاء الخبر بأن عبدالصمد قد استشهد برصاص قناص تربص به أثناء عودته من ساحة البنوك ـ الساحة الأكثر اشتعالا بكريتر ـ بعد مواجهات مستمرة، وقد أصابته الرصاصة في الرقبة، فارق على إثرها الحياة ولقي ما تمناه (الشهادة) فهنيئا له”.
ويستعيد صديقه باسل محمود باشا ذكرياته مع الشهيد، حيث كتب على الفيس بوك: “إن الشهيد كان صاحب بشرة سوداء، وقلب ناصع البياض، كان ـ رحمة الله عليه ـ من أوائل الشباب المنخرطين في صفوف المقاومة، وكغيره من أفراد المقاومة دافع عن عدن حتى نال الشهادة، رحمه الله، ومما لا يعرفه الكثيرون عن الشهيد عبد الصمد هو أنه من هواة القراءة والمطالعة، وكان أكثر شغفه بالشعر العربي القديم، وقد كان يحفظ الكثير من الأبيات الشعرية، وكانت لي معه صولات وجولات على مجلات ومجلدات ماجد وميكي وسمير وقصص الشياطين الـ13 ومجلة العربي”.
ما أشد الأمر وما أقساه على أم الشهيد وهي ترى مشهدا في التلفاز فيه اشتباكات مسلحة، ويكون ابنها أحد المشتبكين، وتكون هذه هي لحظات وداع أم عبد الصمد لابنها فلذة كبدها!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى