قصة شهيد "أحمد محمد إبراهيم الدجح" (الشهيد القائد)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> “الناس كلهم قدموا شهداء ما عدا نحن، ما فيش منكم واحد ربنا يحبه با يموت شهيد اليوم”، بهذه الكلمات خاطب الشهيد أحمد محمد إبراهيم الدجح أصدقاءه ورفاقه شباب المقاومة في منطقة القلوعة أثناء استعدادهم لخوض معركة ضد مليشيات الحوثي وقوات صالح، قبل أن يستشهد مساء اليوم نفسه 3 /5 /2015م في حي “حجيف” على مدخل مديرية التواهي.
يقول زميله في المعركة جميل القاسم: “بدأنا مقاومة العدو الغاشم منذ اللحظات الأولى من اجتياح مليشيات الحوثي وقوات صالح لعدن، فشاركنا في معارك خورمكسر والمعلا دكة والتواهي”.
ويضيف: “في يوم 3 /5 /2015م بدأنا معركتنا مع الحوثة منذ الفجر، وكان هجومهم قويا ولكننا استمتنا بقوة في الدفاع والمقاومة من على جبال التواهي (حجيف)، وكان الشهيد القائد أحمد محمد إبراهيم الدجح معنا من أولى اللحظات، وكنا لأول مرة نشاهد طيران التحالف يقصف مواقع الحوثي بمنطقة (حافون) المتمركزين فيها، وكان ذلك يخفف عنا قصف الدبابات ومدرعات (BMB) التي تستخدمها المليشيات الحوثية وقوات صالح، واستمرت المعركة ذلك اليوم حتى المغرب، وهو أطول يوم قتالي من يوم بدأنا الجبهة في مديرية التواهي، لأن الحوثيين قرروا دخول المديرية”.
وتابع “جميل” صديق الشهيد الدجح حديثه: “وبعد أن هدأت أجواء المعركة وسكتت المدافع وغربت شمس ذلك اليوم العصيب، قسمنا مجموعتنا إلى فريقين: فريف يراقب والآخر يستعد في أحد المنازل على جبل حجيف.
وكنا منهكين جدا، فالغداء كان قليلا إلى درجة أن كل اثنين منا يقتسمان وجبة واحدة والتي هي أصلا لا تكفي لشخص واحد، وكالعادة كان العشاء يصلنا مع صلاة المغرب ولكن ذلك اليوم لم تصل إلينا وجبة العشاء بسبب انتهاء المؤن الغذائية في مدينة التواهي”.
وأردف: “ذلك اليوم طلب منا الشهيد القائد أحمد الدجح أخذ استراحة مع الاستعداد الكامل لأي طارئ، ولكن مع ساعات الليل الأولى وبالتحديد الساعة التاسعة أطلق الحوثيون قذيفة “هاون” سقطت داخل مدرسة البشائر (الأهلية) الواقعة أسفل البيت الذي كنا فيه ولم يصب منا أحد، وبعدها مباشرة سقطت قذيفة أخرى بين المواطنين في حي حجيف واستشهد على إثرها 3 مواطنين، فكنا في تلك اللحظات مستعدين بكامل جاهزيتنا لأي اجتياح من طريق العقبة (مدخل التواهي) لأن المنزل الذي كنا فيه كان مطلا عليها، حينها سمعنا أصوات النساء في حي حجيف وذلك بعد إطلاق الحوثيين قذيفة الهاون الثالثة على نفس موقع القذيفة الثانية فاستهدفوا بها المسعفين الذين حضروا إلى مكان وقوع القذيفة الثانية والتي أوقعت ثلاثة شهداء من المواطنين، فأوقعت القذيفة الثالثة 4 شهداء آخرين والكثير من الجرحى وكان الحي كله يصرخ والدماء في كل مكان.. فصرخ حينها القائد أحمد الدجح بأهل الحي قائلا: “اخرجوا يا ناس إلى التواهي واتركوا حجيف”، كان يصرخ بأعلى صوته ليسمعه الجميع مما جعل الناس القريبة من موقع سقوط قذائف الهاون تغادر فورا”.
ويواصل جميل زميل الشهيد (الدجح) قائلاً: “ساد الهدوء لمدة ساعة ونصف بالتحديد، وفجأة مع الساعة الـ10 والنصف مساء إذا بقذائف الهاون تنزل على كل المواقع في الجبهة كالمطر، وكان نصيبنا منها الكثير، حيث إن أربع قذائف استهدفت المنزل الذي كنا فيه، وعندها سمعنا هاتف الشهيد القائد أحمد يرن، كان المتصل “زوجته”، رد عليها بصوت المطمئن والحنون، وختم الاتصال بقوله: “لا تقلقي علي، سأعود لك قريبا”، أغلق الاتصال وفجأة وقع الانفجار بيننا، فعمت الفوضى المكان، فأصابتني شظية جراء ذلك الانفجار في رقبتي، وضعت يدي على الجرح وأنا أصرخ: هل هناك أحد أصيب، وقبل الانفجار كان صديقي أحمد الدجح يقف أمامي، ومع شدة الانفجار طار إلى وسط الغرفة، فسمعت صوت أحد الشباب يقول (الدجح .. الدجح)، فربطت إصابتي وأسرعت إليه وأنا أنزف، وأضأت كشاف الجوال باتجاهه فرأيت بركة من الدماء تحيط بالقائد أحمد الدجح، وكان مطبقا على وجهه، فأسندته لمعرفة مكان الإصابة لأعمل له الإسعافات الأولية، فقد كانت الاصابة مباشرة في الرقبة وقطع وريده الأيمن وكان النزيف شديدا، فجعلت أحد الشباب يضغط على الجرح لتخفيف تدفق الدم وعملت له إنعاشا قلبيا وتنفسا اصطناعيا بسرعة، إلا أن روحه الطاهرة فارقت جسده إلى بارئها، فارتقى القائد أحمد الدجح شهيدا، رحمه الله”.
أحمد الدجح، أب لثلاثة أطفال، وكان يتمتع بأخلاق عالية، فطيبته اللا محدودة معروفة لدى كل من عرفه، فمن ذا الذي لا يبكيك يا أحمد؟!!.. نسأل الله أن يتقبله شهيداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى