تاريخ يهدده الاندثار.. "المعلامة" التي تحولت إلى مدرسة خرّجت آلافا من الكوادر بالمنطقة

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

> تعد مدرسة التربة للتعليم الأساسي بمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج جنوب البلاد أعرق مدرسة تعليمية في منطقة الصبيحة، لاسيما مناطقها الجبلية إذ يعود تاريخ إنشائها إلى الخمسينات من القرن الماضي عن طريق "كتاتيب" أو ما سمي "بالمعلامة" بالمسمى الشعبي، حيث كان يتم فيها تدريس الفتية الصغار مختلف العلوم لكن سرعان ما لبث أن تحولت تلك الكتاتيب إلى فصول نظامية عندما أسس في عهد الاستعمار البريطاني والسلطنة العبدلية التي حكمت لحج آنذاك وكانت مناطق الصبيحة تحت إدارتها.
وبني في العام 1956 أربعة فصول دراسية ثم تتابع إكمال بقية فصول المدرسة التليدة مع بقية ملحقاتها، ومنذ ذلك الزمن ارتاد الآلاف من أبناء المناطق الجبلية بمديرية المضاربة ورأس العارة في لحج هذه المدرسة التي كانت حينها المعلم الوحيد الذي أضاء سماء مناطق عاشت ردحا من الزمن في أتون الجهل وسجلت هذه المدرسة وجود تعليم مبكر للصبيحة بجهود الأهالي والشخصيات الاجتماعية في المنطقة.
*ترقيعات لم تحل المشكلة
منذ أواخر الخمسينات وحتى منتصف التسعينات ظلت مدرسة التربة للتعليم الأساسي بمنطقة الصبيحة الوجهة المفضلة للآلاف من طلبة العلم في مناطق الصبيحة، حيث كان التعليم يقتصر فيها على مرحلة التعليم الأساسي قبل أن تنشئ بجوارها مدرسة للتعليم الثانوي تم بناؤها منتصف التسعينات بعد أن بدأت الثانوية مرحلتها في البدء بأخذ بعض فصول التعليم الاساسي لإداء العملية التعليمية وتم نقل بعض الفصول من مدرسة التعليم الاساسي لفصول تم بناؤها من العشش كما أنشئت بجوارها مدرسة خاصة للبنات للتعليم الاساسي في مطلع الالفية الجديدة لكن العقد الاخير دفعت المدرسة ثمنا باهضا جراء نقص كادرها التعليمي بسبب الهجرة والرحيل لمدارس اخرى ناهيك عن إهمال الادارات المتعاقبة على الادارة التربوية في المديرية للمدرسة وتجاهلها من خلال عدم رفدها بكوادر علمية من التوظيفات الحكومية الامر الذي تسبب بوجود ثغرة كبيرة في منظومة المدرسة التعليمية وهو ما خلق مشكلات كبيرة داخل المدرسة العريقة وأوقف التعليم فيها لأكثر من مرة قبل أن تعود فيها العملية التعليمية من خلال حلول ترقيعيه لم تحل المشكلة بتاتا من خلال التعاقد مع بعض المدرسين من أبناء المنطقة على نفقة الطلبة والاهالي.
*قدم المبنى
لعل من أبرز المصاعب التي تواجه مدرسة التربة للتعليم الاساسي في مديرية المضاربة بمحافظة لحج هي قدم مبناها التعليمي الذي يعود لستة عقود والذي أضحى على شفا الاندثار بعد تعذر ترميمه خلال السنوات الماضية على الرغم من النداءات المتكررة لإنقاذ المدرسة من السقوط بعد أن ظهرت التشققات في فصول المدرسة ناهيك عن جلوس المئات من الطلاب في عشش دراسية أنشأت بداخل المدرسة نظرا للازدحام الكبير من الطلاب داخل المدرسة ويتساءل القائمون على المدرسة وأهالي المنطقة عن أسباب امتناع الجهات المعنية عن ترميم المدرسة على الرغم من المطالبات المتكررة حتى قبيل اندلاع الحرب بضرورة ترميمها والحفاظ على هذا المعلم التاريخي لكن كل هذه النداءات لم تلقى بالا للجهات المعنية وستظل معضلة تهاوي مبنى المدرسة ونقص الكادر التعليمي من أهم المنغصات التي ستعيق أداء العملية التعليمية فيها على مدى السنوات القادمة حتى يتم حلحلتها بشكا نهائي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى