قصة شهيد "مارد هيثم سعيد أبو حرب الحجيلي" (مارد الجنوب)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> شهيد ابن شهيد، وأخو جريح، مارد هيثم سعيد أحد أبناء مديرية خورمكسر، الملقب بمارد الجنوب، مثله مثل أي شاب رفض العدوان الغاشم على مدينته فاستمر في نضاله ضد نظام صالح منذ عام 2007م، حمل السلاح وانخرط مع أول دفعة من شباب المقاومة.
أحد أقاربه يقول: "في 1/4/2015م استشهد مارد في خورمكسر في حي الخبراء، الذي كان يسكن فيه، واستمات ليدافع عن حيه إلا أن رصاصة قناص غادرة اخترقت صدره وأصابته وأردته قتيلا".
ويضيف: "رفض العدو بأن نقوم بدفن الشهيد ولم يسمحوا بإخراجه من منزله، وبعد تدخل أهالي الحي وكبارها سمح قائد من مليشيات الحوثي بإخراج الجثة، وذلك بعد ثلاثة أيام، واستطعنا بعدها دفن الشهيد البطل مارد الجنوب".
ويصف شجاعة الشهيد قائلا: "كان الشهيد يقول دائماً لن تمروا ولن تسيطروا على حي إلا على جثتي، وقد حارب وقاتل قتال الشجعان حتى استشهاده ـ رحمه الله ـ كيف لا وهو من أوائل المناضلين في 2007م، فلا تمر مسيرة سلمية للجنوب إلا وهو في مقدمتها".
وفي ذكرى استشهاده كتب فواز ثابت قاسم الحجيلي في صفحته على الفيس بوك عن الشهيد، والذي روى فيه تفاصيل المعارك التي خاضها الشهيد مارد مع زملائه حيث قال: "الشهيد أبو حرب تاريخ ثوري حافل بالتضحيات منذ انطلاقه في 2007 حيث حمل راية التحرير حتى نال الشهادة، وفي 2015 تم اجتياح الجنوب من قبل قوات مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح فكان مارد أبو حرب من الأوائل الذين أشعلوا بركان الثورة الجنوبية في مدينة خورمكسر، حمل سلاحه وذهب إلى جبهة القتال في خورمكسر ورابط فيها لتشكيل جبهة المطار مع رفاقئه، وقد خاض المعارك وسطر بطولات في صولات وجولات وهجمات نفذها في المقدمة للكر لا يعرف الفر".
وكما كتب الحجيلي أيضاَ: "بأن مليشيات الحوثي وعفاش حاولت السيطرة على الحي الذي يسكن فيه الشهيد مارد، وقد دارت معركة شرسة بين شباب المقاومة ومليشيات الحوثي ونظام صالح، وفي تلك المعركة قتل فيها أحد قادة مليشيات الحوثي واثنان من مرافقيه مما جن جنون العدو الغاشم حيث كثف العدوهجومه واستطاع السيطرة على جزء من الحي وتمركز فيه القناصة على أسطح المنازل".
ويقول الحجيلي : "روى الشهيد بدمه أرض عدن الطاهرة، لقد صنع بطولات لم يصنعها أي قايد عسكري، رفع رؤوس الجنوبين مما جعلهم يفتخرون به كلما ذكروه، فكله فخر، فهاهم أبناء حيه عندما يتحدث الناس بأن الشهيد مارد من منطقتهم يردوا بفخر وعزة: نعم، إنه من منطقتنا، وهو شهيد ووالده شهيد، فهما من أسرة اشتهرت بالنضال، فهذه الأسرة رفدت الجنوب بشهيدين أب وابنه".
عرفناه مناضلا، صلبا، شجاعا، مقداما، متواضعا، شهما، كريما، رفيع الأخلاق.. الابتسامة لا تفارق محيَّاه، لم يحب الظهور أو المفاخرة ببطولاته، يعمل بصمت، وعاش فقيرا لكنه أغنى الأغنياء بعزته، لا ينظر للمال أو يخضع لأذناب من الناس، ولم ينحاز لفصيل أو مكون أو تيار، شعاره دائما الجنوب وطن وكلنا ثوار لأجله حتى النصر، وراية التحرير والاستقلال هي الراية التي ناضل لأجلها منذ الانطلاقة حتى نال الشهادة، فرحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى