استعدادات التربية وإدارات المدارس في العاصمة عدن (2-1) ضعف الميزانية ونقص المعلمين والكثافة الطلابية وغياب الكتاب أبرز تحديات العام الدراسي الجديد

> استطلاع / وئـام نجيب

> دشن يوم أمس العام الدراسي الجديد 2017 / 2018 في ظروف لاتزال تشكو فيها بعض الإدارات التربوية والمدرسية من قلة الاستعدادات وغياب الإمكانيات التي من شأنها إنجاح العملية التعليمية دون عراقيل أو معوقات.
وكثير من ينتقد وضع التعليم في البلد، ويشكو من مخرجات التعليم في اليمن، وفي العاصمة عدن بصورة خاصة، وهناك من يرجع السبب إلى الوضع المتردي الذي تشهده البلد في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والأمنية، والبعض الآخر يرى أن وضع التعليم المتدهور يعود إلى عقدين من الزمن.. وتتلخص إشكاليات العام الدراسي الجديد في انقطاع المعلمين عن العمل، ومكوثهم بالمنزل مع استمرارية سداد رواتبهم، ما أوجد نقصا كبيرا في الكادر التربوي في الكثير من المدارس والمنشآت التعليمية، وحرمان الطالب من أبسط حقوقه التعليمية، كانعدام الكتاب المدرسي، وضعف المناهج التعليمية، ووجود مبان غير مؤهلة، وكثافة طلابية تفوق قدرة الفصول على استيعابها.
«الأيام» نفذت زيارة ميدانية لعدد من الإدارات والمدارس الأساسية والثانوية في العاصمة عدن للتعرف على مدى استعدادات هذه الإدارات والمدارس للعام الدراسي الجديد.
ولمعرفة مشكلات المدارس وكثافة الطلاب في الفصول إضافة إلى مشاكل داخلية، واضطرار بعض إدارات المدارس إلى تقليص عدد الطلاب بسبب نقص الكادر التربوي، وعن الاستعدادات والإمكانيات التي وفرتها وزارة التربية والتعليم لتذليل الصعاب وتوفير الظروف الملائمة لاستقبال العام الدراسي، وحجم الميزانية المعتمدة، ومستوى الإمكانيات المتوفرة في مدارس وثانويات العاصمة عدن.. قامت «الأيام» بالتواصل مع الجهات ذات الاختصاص والإدارات المدرسية، لتسليط الضوء على بعض هذه الجوانب في المؤسسات التعليمية.
*جملة من المشكلات
يشير مدير ثانوية النهضة للبنين بمديرية الشيخ عثمان فهد عبدالله إلى استعدادات إدارة الثانوية للعام الدراسي الجديد، حيث قال: “إن الإدارة المدرسية عملت على تهيئة الظروف المناسبة من أجل خلق أجواء تربوية وتعليمية تساعد على الارتقاء بالعملية التعليمية”، مضيفا: “الخطوات التي قمنا بها كانت ترتكز على محورين هما: تهيئة مبنى المدرسة من ناحية النظافة وتقسيم القاعات الدراسية لاستقبال الطلاب، إضافة إلى عملنا على تجاوز بعض المشاكل التي تواجه المدرسة، والمحور الثاني يعتمد على وضع الخطط العامة من جانب التنظيم، الإدارة، التعليم، الأنشطة الاجتماعية والصحية”.
وأضاف إلى أن “الثانوية تواجه حالياً صعوبات متمثلة بزيادة أعداد الطلاب، تصل إلى 120 طالبا في الفصل الواحد، برغم أن القدرة الاستيعابية للفصل لا تزيد على 60 طالبا فقط، إلى جانب ذلك فإن النقص الكبير في عدد المعلمين أصبح يمثل معضلة كبيرة”.
أجهزة الحاسوب المقدمة من دولة الإمارات في ثانوية النهضة بالشيخ عثمان
أجهزة الحاسوب المقدمة من دولة الإمارات في ثانوية النهضة بالشيخ عثمان

ويكمل: “أما بالنسبة للمبنى فهو غير مؤهل، لصغر مساحته وصغر فصوله، وهو عبارة عن دورين، كما أنه يفتقر إلى وجود مكاتب خاصة بالمعلمات، وقد سخرنا لهن غرفة المختبر لتصحيح دروس الطلاب، إضافة إلى عدم وجود غرف أنشطة، وإشراف اجتماعي”.
وأضاف: “ومن ضمن المشكلات التي نعاني منها عدم أهلية سور المدرسة فهو منخفض جداً، وقد تعرضنا في أكثر من مرة إلى اعتداءات من مسلحين، وإلى تهديدات من قبل بعض أولياء الأمور، حيث وصل الأمر إلى أن ولي أمر وضع لي (رصاصة) في المكتب، إذا لم أعمل على ترفيع ابنه إلى مستوى لا يستحقه، إلى جانب ذلك فإن مشكلة ضعف الكهرباء تعد مشكلة مضاعفة، والتي عملت على إعاقتنا في إدارة العمل بتشغيل 20 جهاز حاسوب وفرته لنا هيئة الهلال الإماراتي، الذي لا ننسى دورها في دعم وإعادة الكثير من الأنشطة، إلى جانب دور دولة الكويت الشقيقة التي عملت هي الأخرى على تذليل الصعاب من خلال عمل صيانة لدورات المياه والصرف الصحي في مبنى الثانوية”.
ويواصل: “عملنا على رفع كل هذه المشاكل إلى إدارة التربية والتعليم في المديرية، ولكن لم نلقَ أية استجابة لمطالبنا”.
*استعدادات وفق الإمكانيات
يقول مدير مدرسة خالد بن الوليد للبنين بمديرية خورمكسر، معمر الجعدني: “تختلف استعدادات العام الجديد من مدرسة لأخرى، وذلك بحسب الإمكانيات المتوفرة لدى كل مدرسة، نحن سبق وقدمنا تصورات نهاية العام إلى الإدارة العامة، وهناك جوانب أعاقت عملنا في العام السابق بعدم تزويدنا بشهادات الطلاب، ما وضعنا في موقف حرج مع طلابنا وأولياء الأمور، ونأمل ألّا تتكرر هذه المسألة في العام الحالي”.

ويضيف الجعدني: “قمنا من جانبنا ببعض التجهيزات بالتشاور مع المجلس المدرسي، والإخوة في دولة الإمارات الشقيقة، ممثلة بالهلال الأحمر الإماراتي الذي كان له الفضل في إعادة تأهيل الكثير من المدارس في العاصمة عدن في مدة زمنية قصيرة، ما ساعد في استمرار العملية التعليمية بعد فترة انتهاء الحرب، كما ساهم مساهمة فعالة في دعم الكثير من الجوانب والأنشطة التربوية في مجالات متعددة منها: دعم الطلاب بالحقيبة المدرسية، ودعم الأنشطة المختلفة، وتعزيز جوانب الدعم النفسي لكثير من الطلاب”، متمنياً في الختام من إدارة التربية والتعليم أن “تلتزم بتزويد إدارة المدرسة بالكتاب المدرسي”.
*دمج الروضة بالمدرسة
وتحدثت لـ«الأيام» مديرة روضة الصهاريج في مدينة كريتر، ابتسام عبدالله قائلة: “قمنا بقدر استطاعتنا على تهيئة الظروف الملائمة لأطفالنا لاستقبال العام الدراسي الجديد، ومحاولة خلق أجواء تتناسب مع نفسية الطفل، للعيش والتأقلم في أجواء جديدة خارج منزله”، مشيرة إلى أن “مكتب التربية والتعليم في المديرية لم يقدم لإدارة الروضة أي شيء يذكر”.
كراسي أطفال روضة الصهاريج
كراسي أطفال روضة الصهاريج

وبخصوص الصعوبات التي تواجه إدارة وطلاب الروضة قالت: “أبرز الصعوبات التي تواجهنا هي دمج مدرسة الطويلة للتعليم الأساسي منذ خمس سنوات في مبنى الروضة، بسبب توقف ترميم المدرسة قبل فترة، مما اضطرنا إلى تقليص عدد ساعات الدوام لمعلمات الروضة، حيث يبدأ دوامهن في الساعة السابعة صباحا وينتهي في العاشرة ظهرا، ليتسنى لطالبات مدرسة الطويلة الحضور لتقلي تعليمهن، وللأسف لم يحافظن على ممتلكات ومقتنيات الروضة من أثاث ومحتويات خاصة بالأطفال”.
وتواصل: “عمل الهلال الإماراتي على ترميم وتأهيل مبنى الروضة، ولكن عملية دمج المدرسة بالروضة، أفسدت جمالية المظهر الذي وضعه الإماراتيون على مبنى وفصول ومحتويات الروضة، حيث عملت إدارة المدرسة الأساسية على استبدال كراسي الروضة بكراسي وأدراج كبيرة لا تناسب الأطفال، مما اضطرنا إجباريا لتجليس الأطفال في كراسي أكبر منهم حجما ما سبب لبعض أطفالنا أضرارا جسدية”.
وقالت: “رفعنا أكثر من مرة لمكتب التربية والتعليم لفصل المدرسة عن الروضة، لكن دون جدوى، ولم نحصل على ردود إيجابية حتى الآن”.
وبشأن نسبة إقبال الأطفال هذا العام على الروضة قالت: “الإقبال كبير جداً، فنحن عملنا على أن يكون منهج الروضة خاص جداً وبأسعار رمزية تتناسب مع ظروف الناس المعيشية، وكل ما نحتاجه حاليا هو بناء (مظلة) في ساحة الروضة، ودعمنا بألعاب أطفال إضافية لأننا نشكو من شحتها”.
*إجراءات بحق المعلمين المنقطعين
التقت «الأيام» بمدير عام مكتب التربية والتعليم في عدن محمد الرقيبي، والذي أشار في مستهل حديثه إلى أن استعدادات إدارة التربية والتعليم لاستقبال العام الدراسي الجديد بدأت - حد قوله - في نهاية العام الماضي في شهر أغسطس من خلال إقرار اتجاهات عديدة بدءا من تجهيز وتهيئة المدارس في محافظة عدن بالأثاث المدرسية، وإعادة ترميم أكثر من ثلاثة آلاف كرسي وطاولة”.
وقال: “خلال إجازة العام الدراسي تم تأهيل الكثير من المعلمين والموجهين بواسطة دورات تدريبية، إضافة إلى أنه تم إعداد الخطط الدراسية من قبل إدارات مكاتب التربية والتعليم في المحافظة، ومراجعة الكثير منها”، مستطردا: “ووافقنا على ضرورة إجراء بعض التغييرات في الإدارات المدرسية، عن طريق التدوير أو التغيير بحسب التقييم العام الذي جرت عليه العادة في مثل هذه الحالة”.
وفيما يتعلق بموضوع المعلمين المتخلفين عن العمل، والمنقطعين عن قطاع التدريس قال الرقيبي: “ما يخص المنقطعين عن العمل فهذا نتيجة لأسباب مختلفة، إما بسبب نزوح البعض منهم أو الهجرة أو الأشغال العامة، حيث تم حصر هؤلاء جميعاً في العام الماضي، وجُمِّدت رواتبهم، إضافة إلى أنه تم إعادة الكثير منهم إلى عملهم”، وقال مردفاً: “وقد تم توريد ما يقارب 140 مليون ريال يمني، وترحيلها إلى مكتب المالية في عدن، (الحسابات)، وهذا يحدث لأول مرة في مرفق حكومي على مستوى المحافظة”.
وأضاف: “بعض هؤلاء المنقطعين أخذوا إجازة بدون راتب، والبعض الآخر له ظروف صحية، وعملنا على تحويلهم إلى الصحة المدرسية لعمل اللازم، ونحن مستمرون في هذا الإجراء لكي تتم الاستفادة القصوى من جميع معلمينا ومعلماتنا، كون القطاع التربوي بحاجة للكثير من هؤلاء المعلمين نتيجة التوسع العمراني، وزيادة الكثافة السكانية، وتوسع عدد المدارس، وأعداد الطلاب”.
ويواصل في هذا الصدد: “قمنا بعقد اتفاقيات مع الصندوق الاجتماعي للتنمية لرفدنا بطاقم تربوي، حيث بلغ عدد المعلمين والمعلمات 140 معلما ومعلمة في مديرية البريقة و94 معلما ومعلمة في مديرية دارسعد، وهذا يعد إنجازا كبيرا يساعد على استقرار العملية التعليمية في المديريتين”.
وأضاف: “ما تبقى لنا هو جزء يسير من معلمين ومعلمات في إطار بعض المديريات، وهو ما نسعى لاستدراكه هذا العام بمعية الجهات المانحة والجهات الرسمية في قيادة السلطة المحلية والوزارة، متمنين التوفيق في ذلك”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى