حرب خفية تحصد عشرات الأرواح في المدينة.. 75 حالة اغتيال تم تسجيلها خلال 9 أشهر في تعز

> تعز «الأيام» صلاح الجندي

> شهدت مدينة تعز خلال الفترة الفائتة من العام الحالي تزايدا عمليات الاغتيالات في ظل حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق تشهدها المدينة مع غياب شبه تام للأجهزة الأمنية.
وبحسب وثائق رسمية صادرة عن القيادة والسيطرة في إدارة عام شرطة تعز فخلال النصف الثاني من العام 2016 تم تسجيل 16 حالة اغتيال من ضمن 40 جريمة قتل، بينما في الفترة الممتدة من بداية العام 2017 حتى 15 سبتمبر تم تسجيل 75 حالة اغتيال من ضمن 145 جريمة قتل تم توثيقها.
وتأتي سلسلة الاغتيالات المتلاحقة التي تشهدها المحافظة خلال الفترة الأخيرة في ظل عجز القوى الأمنية عن فرض الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة نتيجة عدم امتلاكها للإمكانات المطلوبة في جوانب الدعم المختلفة سواء الدعم المالي أو اللوجستي أو الدعم بتقديم المعدات المطلوبة من سيارات شرطة وأسلحة بالإضافة إلى غياب جهاز الاستخبارات الذي يعد صمام الجهاز الأمني.
الملاحظ أن معظم عمليات الاغتيالات التي تمت خلال الفترة السابقة استهدفت أفراد وقيادات في المؤسستين العسكرية والأمنية بعد حملات تحريض ضدهما من قبل جماعات إرهابية يعتقد أنها مرتبطة بالنظام السابق.
وكانت المؤسستان العسكرية والأمنية قد تعرضتا لحالة من الانهيار عقب الحرب التي شنتها الميليشبات الانقلابية على تعز ما تسبب بغياب الكثير من الكادر الذي التحق بالانقلابيين أو لزموا بيوتهم، بالإضافة لتعرض المباني التابعة لها للتدمير وتعرض سيارات الأمن والشرطة وأجهزتها للسرقة والنهب، بالإضافة إلى تعرض قواعد البيانات والأرشيف للنهب والإخفاء وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في حالة الانهيار الأمني.
*تصريح عسكري
قال قائد اللواء 35 مدرع في تعز، العميد ركن، عدنان الحمادي في تصريح صحفي له: "الكل يعلم من الذي جلب العناصر التي تقوم بعمليات الاغتيال إلى تعز".
وأشار إلى أن "بعض المجموعات التي تقوم بحوادث الاغتيالات والفوضى قد يكون لها صلة ببعض الوحدات العسكرية".
وحول الحلول للوضع الأمني في تعز قال العميد الحمادي: "إن حل الانفلات الأمني الذي تشهده مدينة يتطلب تكاتف الجميع وعدم استبعاد أيّة جماعة منضوية في إطار الجيش الوطني".
وأضاف خلال حديثه لـ«الأيام»: "إن الأجهزة الأمنية في تعز لم يتم إعدادها بشكل صحيح"، داعيا إلى وجود دور للألوية العسكرية في تحقيق الأمن والاستقرار في تعز".

وذكر أن قيادة اللواء ترى بأن مواجهة الانفلات الأمني يأتي من خلال تقسيم تعز إلى مربعات أمنية يتحمل كل لواء من ألوية الجيش في تعز مسؤولية الأمن في مربعه، لافتاً إلى قدرة الوحدات العسكرية في هذه الألوية على تحقيق الأمن والاستقرار مع توفر الدعم للأجهزة الأمنية المختصة.
*فوضى الجماعات المسلحة
زيادة انتشار السلاح في يد الجماعات والفصائل المسلحة وعدم تنظيم الدولة لحمل السلاح وحيازته يعد أيضا من أهم الاشكاليات التي ساعدت في زيادة الانفلات الأمني وانتشار حالة الفوضى، وهي الإشكاليات التي تأتي متزامنة مع ضعف أداء الحكومة الشرعية وعجزها عن استعادة وتفعيل مؤسسات الدولة من أقسام شرطة ونيابات ومحاكم.
كما أن تهريب الانقلابيين عقب دخولهم إلى تعز للآلاف من المجرمين والقتلة الذين كانوا محتجزين في السجن المركزي قد ساهم في انتشار معدلات الجريمة وزيادة حالة الانفلات الأمنية التي تعد معضلة وتحديا كبيرا أمام السلطة المحلية بالمحافظة.
لكن أهم أسباب فشل المؤسسة الأمنية تعود - بحسب متابعين - إلى الآلية التي تمت بها إعادة بناء الكادر والتي تم من خلالها تسجيل 3000 فرد جديد ضمن الجهاز الأمني، بالإضافة إلى آلاف الأفراد المحسوبين ضمن قوام الكادر السابق، لكن عملية التسجيل تمت وفقا لمعايير المحسوبية والقرابة من أهل النفوذ، كما أن معظم هؤلاء الأسماء قابعون في منازلهم ويستلمون مرتباتهم دون أن يكون لهم أي دور في حفظ الأمن.
مراقبون أشاروا إلى دور الرئيس السابق علي عبدالله صالح من خلال تفعيله للخلايا النائمة التابعة له والتي تهدف إلى نشر الفوضى وزيادة معدل الجريمة وتأزيم الأوضاع في المناطق المسيطر عليها من قبل الحكومة الشرعية وكذلك تأجيج الخلافات والصراعات بين قوى الشرعية.
ويرى المراقبون أن التحدي الأمني في تعز يعد أهم التحديات أمام الجهات المسؤولة في سبيل استعادة الدولة ومؤسساتها والقضاء على الانقلاب، وأنه لا يمكن إعفاء السلطة المحلية من تجاوز مرحلة القصور من أجل تحمل مسؤوليتها في تفعيل دور الأجهزة الأمنية بما يساعدها على بسط الأمن والاستقرار من خلال توفير الاحتياجات الضرورية التي تمكن الأجهزة الأمنية من القيام بدورها.
ومع حالة الصراع الذي تشهده تعز تتفاقم جرائم الاغتيالات التي يتم التعامل معها بحالة من اللامبالاة من الجهات الحكومية التي تكتفي بالتنديد وإطلاق التصريحات الإعلامية التي تسجل الجريمة ضد مجهول لا يتم كشفه ولا إلقاء القبض عليه، وهو ما زاد من انتشار معدل الجريمة بشكل مخيف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى