قصة شهيد.. عرفان يونس السلامي (الشهيد الذي تلقى 38 طلقة)

> تكتُبها: خديجة بن بريك

> (تحت أمرك يا وطن يا هوانا والسكن) هذه الكلمات الوطنية الحماسية كان يرددها الشاب عرفان يونس السلامي قبل استشهاده بعدة أيام، هكذا هم شباب عدن دافعوا عن دينهم وعرضهم وارضهم ها هو الشاب البطل الشهيد عرفان يونس شاب في عقده الثاني من مديرية صيرة حي البوميس، لم يهب تلك المليشيات التي حاولت غزو مدينته واجههم بكل شجاعة وجها لوجه.
تقول ابن خالته مشيرة: "الشهيد عرفان كان يعاني من مرض (قرحة المعدة) وكذا من نقص في صفائح الدم ما أدى إلى دخوله المستشفى والعلاج، ونتيجة لعدم توفر الأدوية والعناية في المستشفى وكون عدن محاصرة من قبل مليشيات الحوثي الغازية أخرجته أمه من المستشفى وعادت به إلى المنزل، وهناك كان يقول لأمه بأنه يرى شباب المقاومة ينادون عليه ويطلبون مشاركته معهم وقبل استشهاده بيوم كان يقول لأمه "يا أماه، انظري، الجميع يصور وأنا أزف شهيداً.. وكانت أمه تشعر بالخوف عليه وتمنعه من المشاركة حتى يتحسن من مرضه".
يقول والده يونس السلامي: "ابني واجه العدو بشجاعة كان مقداماً لم يستطع أن يشارك مع شباب المقاومة من بداية المعركة، وكنت أخاف عليه كثيراً وفي تلك الفترة كان يعاني من نقص في صفائح الدم وكنت أخرج معه أينما ذهب.. وفي يوم استشهاده بتاريخ 17/6/2015 طلب أن يخرج في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، فرفضت ذلك وطلبت مرافقته، فرفض في البداية، وبعد اصراري وافق وعندما خرجنا من المنزل مشينا وكان مركز شرطة كريتر قريبا من الحي الذي نسكن فيه، وعندما بدأنا نقترب من مركز الشرطة طلب مني التوقف وقال لي "عد يا أبي"، فرفضت، فقال لي "سامحني يا أبي، ولكن هناك اتفاق مع شباب المقاومة سنقوم بهجوم على مركز الشرطة حيث يتمركز فيه عناصر مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح"، فرفضت العودة إلى المنزل وأتركه لوحده، فترجاني كثيراً وحاولت منعه من المشاركة في تلك الهجمة إلا أنه رفض بشدة، وطلب مني السماح وأن أبلغ أمه بأن تسامحه أيضا، ودفعني وهرب، وسقطت حينها عندما دفعني، وكنت اسمعه أثناء جريه يقول: "يا حوثيين اخرجوا من أرضنا، سأقاتلكم يا مجوس وسيأتي من بعدي من يقاتلكم".
ويضيف والد الشهيد: "حينها أشهر سلاحه، وما هي إلا دقائق وسمعت صوت وابل من الرصاص من كل مكان لم أستطع حتى الوقوف من كثر خوفي على ولدي، واستمرت الاشتباكات من كل جانب من مركز الشرطة ومن المنازل القريبة منه وبعد انتهاء الاشتباكات علمت أن ابني اقتحم الشرطة بمفرده وواجه عناصر الحوثي وقوات نظام صالح التي كانت تتخذ شرطة كريتر مركزاً لها وطالبتهم بأن أسحب جثة ابني وأدفنه لكنهم رفضوا وكالوا علي كل أنواع الشتائم والألفاط القبيحة، وقالوا لي أولا: قل لنا من هم الثمانية الشباب الذين كانوا مع ابنك وسنسلمك جثته وأخبرتهم بأني لا علم لي، وبعدها قاموا بحملة مداهمات على الحي واعتقلوا عددا من الشباب في ذلك اليوم".
وتابع: "عندما أصرت عناصر الحوثي على عدم تسليمي جثة ابني عرفان التي وضعوها خارج باب مركز الشرطة اتفقت أنا وعمه وعدد من الأصدقاء بأن نقول لأفراد المليشيات الحوثية إن الشهيد كان يعاني من اضطرابات نفسية عندنا تمكنا من سحب الجثة التي بدأت الكلاب تحوم حولها ودفنها، كانت على جسده ثمانية وثلاثون طلقة، اثنتان في يديه وستة وثلاثون في أجزاء متفرقة من جسده".
رحم الله الشهيد عرفان يونس.. كان موقفه بطولياً لم يهب تلك المليشيات ولم يخافهم، وكان دائما يردد مقولة عمر المختار "سوف تأتي أجيال من بعدي تُقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقيّ".. نعم يا شهيدنا حياتك ستكون أطول من حياة شانقك، فهم سيموتون ولا أحد يعرفهم، أما أنت فستبقى في ذاكرة التاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى