هويشة المقاطرة.. معجزة شق طريق وسط الجبال هل تتحقق؟ (1100) فرد سيستفيدون من الطريق الجديدة

> تقرير/ محمد العزعزي

>
الهويشة.. منطقة في المقاطرة بمحافظة لحج، تعرف بجمالها رغم وعورة طرقاتها وسلسلة الجبال التي تطوق مساكنها الريفية من كل الجهات وانتشار الاشجار الشوكية والحشائش وبعض الاشجار المثمرة وأشجار القات في كل مكان منها تقريبا.

لطالما وجد رجال مخلصون في عزلة الهويشة بالمقاطرة فإن كسر عزلتها بات ضروريا لهذه المنطقة المحرومة منذ زمن طويل من كافة الخدمات والتنمية.
الحديث عن طريق الهويشة وما يجري فيه من شق بين الجبال بمثابة معجزة كبيرة أشبه بالخيال كما يقول سكان الهويشة حيث تجدر الإشارة إلى ان هذه المنطقة الواقعة في أغوار الجبال في المقاطرة حرمت من ابسط الخدمات كالماء النقي للشرب والغذاء والدواء والطرقات ومدرسة لتعليم الأطفال، وهي على بعد 15 كم جنوب شرق مدينة التربة بتعز، وتحديداً غرب قلعة المقاطرة الشهيرة. ومن هنا ربما تقترب الصورة ويتبين حجم الإنجاز الذي يلف المنطقة وينعكس ايجاييا على الاهالي لتسهيل حركة السكان البالغ عددهم (1100) نسمة حيث سينقل الأهالي مرضاهم بوسائل النقل العصرية بعد أن كانوا ينقلون مرضاهم بجنائز الموت سيرا على الأقدام إلى مستشفى خليفة بالتربة.
الشق رغم المخاطر:
عملية التطوير بالمنطقة تصطدم بحواجز عدة أولها قسوة الطبيعة التي وجدت بها المنطقة حيث حصار الجبال وتباين المنحدرات والمرتفعات وشق الطرق إلى هذه القرى، وهو ما يترتب عليه من مشاق وارتفاع جهد الإنسان بشق الطرقات.
تجمع الأهالي في مكان العمل للمساعدة والمؤازرة
تجمع الأهالي في مكان العمل للمساعدة والمؤازرة

ما سبق لم يثن قيادة لجنة المستفيدين عن الإصرار على استكمال واحد من أهم مشاريع البنية التحتية حيث تجري الأعمال بين نفق الحرية والدهمشة والقرى المتناثرة وتمهيدها، والاستعاضة أحيانا بتفجير الجبال في أغوارها كبدائل لتسهيل حركة السير وربط مسارات الطرق التي تأخذ المنطقة وما جاورها إلى المستقبل.
حلقات الربط الجغرافي:
ويتكون الطريق من اتجاه واحد للسير بعرض (4 متر) وطول يبلغ حوالي (2500 متر) مع أكتاف ترابية إضافة إلى جدران ساندة.. وتحتاج هذه الطريق إلى عبارات لتصريف مياه الأمطار الموسمية إضافة إلى أعمال الخدمات الأخرى.
وتضم المرحلة الثانية من المشروع الجاري العمل فيه على ربط قرى الدهمشة والمكابرة والهويشة الذي يربط المقاطرة الغربي بالمقاطرة الشرقي عبر نفق الحرية وصولا إلى عدن وتعز، وتم إنجاز قرابة (800 متر) والذي يشكل الانطلاقة الثانية في حلقات الربط الجبلية في مسار الطريق الحيوي الهام.
حركة العبور:
والمشروع يعد واحداً من أهم المشاريع في المقاطرة لما له من فوائد وانعكاسات تستفيد منها القرى ومناطق عدة غرب المقاطرة بعد معاناة دامت عشرات السنين من السير على الأقدام بين الممرات الخطرة المحفوفة بالمخاطر.

كما يمر بالعديد من الجبال الصخرية الشاهقة، ويحقق عنصر الربط الجغرافي بين القرى ويوفر الوقت في حركة السير بين تلك المناطق والمناطق الأخرى بشكل آمن، كما يمثل شريانا تنمويا يعول عليه فك العزلة والحصار المفروض في الماضي والسير نحو آفاق المستقبل. ومن المتعارف عليه أن شق الطرق يترتب عليه سهولة الحركة والتنقل بين المناطق المار بها والمدن وتعزيز الروابط الاجتماعية.
توقف الحلم:
وقد توقف العمل بهذا المشروع في أغسطس الماضي وتوقفت ماكنة (الجريدر) عن الشق لانتهاء عقد منظمة (كير)، ولإنجاز الحلم تبرع فاعلو الخير بأجور نقل ماكنة الشق بمبلغ وقدره (450) ألف ريال ونفقة تشغيلية بمبلغ مليون ومائتي ألف ريال لكنها ذهبت في مهب الريح.

مدير الأمن بالمنطقة قام بإيقاف الطريق («الأيام» حصلت على نسخة من خطاب إيقاف العمل)، كما أن المستفيدين توقف حالهم فهم بأمس الحاجة لإنقاذهم من مشقة السير في طرق محفوفة بالموت، ويحتاج المشروع إلى ممول جديد بعد رفع المشروع من قبل (كير) ومعاقبة المتسبب في عرقلة الطريق، ورفع معاناة الأهالي، وإكمال شق الطريق يحتاج جهدا وعملا لماكنة الشق لمدة 300 ساعة تقريباً.
من ناحية أخرى فإن لجنة المستفيدين قام بحلها أرباب النفوذ وتم تنصيب لجنة جديدة لم تقم بمواصلة العمل حتى الآن، وطالب الأهالي مدير عام المديرية عمر مقبل الصماتي بالتدخل ومواصلة شق ورصف الطريق رحمة بالناس المتعبين والمحرومين من هذه المشاريع الإستراتيجية.
تقرير/ محمد العزعزي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى