قراءة مختصرة عن الوضع السياسي

> رائد الغزالي

>
رائد الغزالي
رائد الغزالي
إنها مجرد قراءة سياسية فقط بتحليل شخصي، وكتبت هذه القراءة بناء على الواقع، فالمشكلة أن الوضع في اليمن مرتبط بقرار دولي حاسم، اليمن ليست سوريا، وأقول لكم كيف؟ في سوريا فشلت الدول التي سعت للإطاحة بنظام الأسد ورغم أنها زجت بعشرات الآلاف من المقاتلين وكان النيتو يشرف عليهم وعبر تركيا قبل أن تدخل هذه الأخيرة في حسابات اقتنعت بعد حين ألا أمل لها في سوريا ولم تتمكن أمريكا وحلفاؤها من الإطاحة بنظام الأسد، في سوريا حاليا النظام يسيطر بشكل شبه كامل على البلاد طبعا وبدعم من حلفائه من الروس وحزب الله.
في اليمن التحالف (السعودية) كان من ضمن أهدافه السيطرة على اليمن ومن ثم إيجاد نظام واحد لحكم اليمن يخضع لها، ولكن ذلك لم يحدث والحرب في عامها الثالث بل تعقدت الحسابات وأصبح هذا التحالف بين فكي كماشة، والسبب مقاومة ضده من قبل القوى المتحالفة في الشمال، ومع أنه يسيطر على الجنوب ولكن الوضع في المحافظات الجنوبية سيدخل في حسابات معقدة، فمؤخرا تزايدت الانتقادات لذلك التحالف بسبب وضع الحياة اليومية السيء في كل الجوانب، وكذلك غموض يكتنف الشعب في مصير القضية الجنوبية بعد ظن الكثيرين أن هذه الحرب ستحقق فك الارتباط، ولكن ذلك إلى الآن لم يحدث، فقد طغى الوضع المعيشي اللامستقر على التفكير بأي شيء آخر، بل إن ذلك دفع بالشباب في الجنوب للقتال مع التحالف في جبهات لا يعرفون جغرافيتها.
ومع أن هناك مجلس انتقالي جنوبي على أساس يمثل القضية الجنوبية ويحقق الأهداف ولكن هذا المجلس لم يثبت بعد، ولم يقدم على التصعيد من أجل الأهداف، ولعل السبب مرتبط بالتحالف فهذا المجلس لن يتحرك إلا بأمر من قيادة التحالف، الذي يتخذ من العاصمة الجنوبية عدن مقرا له، أي أنه لا يستطيع أن يخرج عن طاعة التحالف، وهذا ما أعلنه المجلس في بيانين صادرين أنه جزء من التحالف، فالشعب في الجنوب يتمنى في الوضع الراهن الخروج من أزمة الخدمات التي تحدث تعكيرا لنفسياتهم في يوميات الحياة، وهذا هو الطموح الحالي، وقد يكون هناك تصعيد قادم.
كما أن هناك الكثير في الجنوب يدركون أن التحالف في اليمن المتمثل في السعودية والإمارات لديهما صوت قوي في مجلس الأمن يتمثل في أمريكا وتمران بعلاقة مستقرة ولديهما مصالح، فالسعودية تريد مصلحة أمنية والإمارات تريد مصلحة اقتصادية.
ما اتضح في هذه المرحلة هو تلاشي نفوذ وقوة حزب الإصلاح، ولم يعد إلا بشكل محدود، خاصة مع دخول الدولة الداعمة لهم قطر بأزمة مع دول خليجية أخرى.
في الأخير إما أن تستمر الحرب ويستمر الاستنزاف أو أن هناك حلول سياسية سيقبل بها التحالف وبتفاهم مع قوى الشمال مصحوبا بضمانات.
وفي الجنوب أعتقد أن الحال سيبقى كما هو عليه، ويكون هناك دعما للجهة التي تحظى بدعم من التحالف وهو المجلس لكي يدير الأوضاع مع وجود قوة أمنية إلى حين تتضح الأمور بشكل كامل، أو أن هناك تغيرات مفاجئة قد تطرأ تخالف كل التحليلات، والعلم عند الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى