قصة شهيد "سفيان أمين سفيان" (الشهيد المُغير الذي فك حصار 15 شابا من المقاومة)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> (يا شباب العيدروس إخوانكم بالجبل محاصرون)..(يا شباب العيدروس إخوانكم بالجبل محاصرون)، كان مصدر الصوت من مكبرات الصوت في مسجد العيد روس، أيقظه صوت النداء من نومه وجد نفسه في داخل السيارة التي بجانب منزلهم تذكر بأنه نام خارج المنزل حتى لا تعلم أمه بأنه أصيب بطلقة رصاصة بإحدى قدميه، كان دائماً يطلب من أمه الدعاء، فقلبها نبأها بأن ابنها في الخارج، ظلت تراقبه طوال الليل عبر نافذتها الصغيرة.. بعد سماع صوت "حيا على الجهاد"، حاول أن يتسلل من الجهة الأخرى التي تفصل بين منزله والجبل حتى لا تراه أمه، فانطلق مسرعاً ليصعد إلى قمة الجبل، كان يطل على منزله، أمسكت أمه على قلبها وهي ترى فلذة كبدها يتسلق الجبل وبيده سلاحه.. دقائق ووصل إلى القمة، فاهتز جسد أمه عندما سمعت صوت الرصاص الذي أنهال على ابنها فانتفضت وهي ترى ابنها ينادي عليها (يأماه أنا شهيد)..(يا أماه أنا شهيد)، فيتدحرج من أعلى الجبل.
الشهيد البطل سفيان أمين سفيان (عشرون عاما) من أبناء شعب العيدروس بكريتر، على الرغم من أن إصابته في رجله لم يمض عليها ساعات إلا أنه استطاع تسلق جبل العيدروس والوصول إلى جبل العين وفك الحصار عن خمسة عشر فردا من شباب المقاومة في كريتر ظلوا محاصرين لساعات من قبل مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح بعد نفاد ذخيرتهم.
قبل يوم من استشهاده في الساعة التاسعة مساء أخذ سفيان الذخيرة وصعد إلى الجبل حيث يتمركز شباب المقاومة، وكانت الاشتباكات مشتعلة وأصيب في إحدى رجليه وتم إسعافه إلى المجمع الصحي، وبعد علاجه طلب منه الطبيب أن يتوجه للمنزل لأخذ قسط من الراحة إلا أنه لم يذهب وفضل أن يبقى في السيارة التي كانت تقف بجانب منزلهم حتى لا تعلم أمه بإصابته، وما هي إلا سويعات ونادى المنادي (حي على الجهاد.. حي على الجهاد.. إخوانكم محاصرون في الجبل يا شباب كريتر).. توجه سفيان مباشرة وصعد الجبل، فعلى الرغم من إصابته في رجله إلا أنه بإصراره وحماسه الفولاذي استطاع الوصول إلى موقع زملائه، فقام بإطلاق الرصاص بشكل مكثف على الجهة التي يتواجد فيها عناصر مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح، وظل يطلق الرصاص بشدة وبدأ يصرخ طالباً من زملائه الانسحاب، كان عددهم خمسة عشر شابًا من مقاومة كريتر.
الجبل الذي تحاصروا فيه شباب المقاومة
الجبل الذي تحاصروا فيه شباب المقاومة

نجحت خطة سفيان في إنقاذ حياة زملائه الذين انسحبوا جميعاً بينما اخترقت جسده العديد من الطلقات.. صمد سفيان صمود الأبطال إلى آخر طلقة، ثم سقط وتدحرج من أعلى الجبل.. وتحول لون كفنه الأبيض إلى لون دمه الظاهر الذي لم يتوقف حتى دفنه..(المغُير سفيان) ضحى بحياته فداءً للدين والوطن والعرض.
تقول أمه: "ابني فلذة كبدي ومن مثله سفيان - رحمة الله عليه - ومن لم يبكيه، استشهد في 21 أبريل 2015م، كنت أراقبه طول الليل وهو نائم في السيارة، وعند الفجر بعد سماع صوت نداء المسجد رأيته ينهض ويحاول ألا أراه، كان يركض مسرعاً وأنا أتتبع تلك الخطوات بنظري ويكاد قلبي أن يخرج من مكانه، رأيت ابني وهو يرفع السلاح ويقاتل بشجاعة، كان جسدي يهتز لكل طلقة أسمعها موجهة لتخترق جسد ابني وكأنها تخترقني حتى سقط وسمعته يقول: "يا أماه أنا شهيد.. يا أماه أنا شهيد"، وسمعه زملاؤه أيضاً.
ويقول أبوه (في إحدى المقابلات التلفزيونية):"أنا مكسور بعد استشهاد ابني سفيان، كنت قاسيا عليه، لم أفهمه من البداية، ظننته عاصيا، سفيان كان (المغُير) لي ولأهل حارته وأنا دائما أسميه (المغُير)".
كان إجماع شباب المقاومة في العيدروس بأن سفيان كـ(الجبل) لا يهزه شيء وكـ(النحلة) ينتقل من جبهة إلى أخرى، سواء للمشاركة في المعركة أو لإحضار الذخائر للجبهات أو إحضار الوجبات الغذائية.. فجميع الجبهات تشهد له بذلك.
سفيان..أيها(المُغير) ستبقى دائما بيننا وستكون خالداً في ذاكرة التاريخ.
تكتبها: خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى