بندح البذيجة بالشمايتين تعز.. بين مطرقة الفقر وسندان الحرمان.. منطقة جميلة تفتقر الخدمات الإنسانية والتعليم أبرز مشكلاتها

> استطلاع/ محمد العزعزي

> يتحدث سكان قرية بندح القاهر التابعة لعزلة البذيجة بمديرية الشمايتين في تعز بحسرة وألم عن واقع قريتهم البائس في هذا الزمن الصعب، والتي أصبحت تعاني فيه جملة من المشاكل على حد تعبير أحد الأهالي، فمن الصحة إلى الماء مرورا بالسكن وغياب الخدمات وانتشار الفقر ووعورة الطرق.
«الأيام» قامت بزيارة إلى قرية "بندح" التي تبعد عن مدينة التربة مركز المديرية حوالي (35) كيلو متر إلى الغرب، واعتبر من قابلناهم أن هذ صحيفة «الأيام» بمثابة متنفس كان يبحث عنه سكان القرية منذ زمن طويل لبث همومهم لعلها تجد آذانا صاغية لحل مشاكلهم المعقدة وخاصة توسع دائرة الفقر والبطالة وعودة النازحين من مدن الحرب.

*أسماء القرى
تتكون عزلة البذيجة بمديرية الشمايتين من ثلاث قرى كبيرة هي: (بندح والقاهر والبطنة) وأكبرها هي قرية (بندح)، إذ تشكل قرابة نصف السكان والمساحة لهذه العزلة وأشهر قراها هي: النوبة، الزر، الحجرة، القريف، الذاري، النقيل، الزريبة، الحصب، الكاذية، الهشمة، الملف، الشحطة، وكذلك قرى أصغر هي: الشعب، وقحفة، واللق، والحماري، وهيجة، وشكير، ونوبة، والوزف, والمهبي.
*المياه
مشروع المياه الذي يتزوّد منه السكان للشرب والاستخدامات المنزلية منذ سنين عديدة، أضحت المياه فيه غير كافية بحكم التوسع العمراني وعودة المهاجرين والنازحين للمنطقة، حسب إفادة بعض الأهالي.
وتتميز البذيجة بأنها تسعف العزل المجاورة بالمياه فيتم إيصال المساكن بالأنابيب، وهو عمل إنساني رائع لبعض قرى الكويرة المتاخمة لها، وأسهم أرباب الخير والأهالي في إيجاد هذا المشروع إلى حيز الوجود لسقي الناس، إذ تصل قيمة الـ (10,000) لتر إلى (300) ريال فقط حيث تصل الأنابيب إلى المنازل من الآبار الإرتوازية من جبل قحفة العقر على مسافة (3) كم، ويدعى هذا المشروع (مشروع مياه بندح القاهر) الذي يخدم عدة قرى كبيرة هي بندح والقاهر واللصبة.
بالإضافة إلى وجود آبار سطحية تستخدم في أوقات الشدة خاصة في فصل الشتاء حيث تجلب النساء الماء على رؤوسهن بمساعدة أطفالهن.
*التربية والتعليم
تعد مشكلة التعليم من أعقد المشاكل التي تؤرق سكان هذه العزلة، حيث أوضحوا بأن هناك مدرسة يتيمة وهي مدرسة بندح للتعليم الأساسي (1-9) مختلطة للجنسين، ومعظم الإناث يتسربن من التعليم إلى المنازل للمساعدة في أعمال المنزل والزراعة وجلب الماء، وأخريات ينهين الدراسة بالزواج المبكر.. وبلغ عدد الإناث الحاصلات على الشهادة الثانوية ست فتيات فقط، أما الذكور فالبعض يواصل الدراسة الثانوية في عزلة الكويرة وعدد كبير منهم يتركون الدراسة للالتحاق بالعمل ومساعدة أسرهم الفقيرة في البحث عن لقمة العيش، بالإضافة إلى بُعد المدارس الثانوية عن قراهم وعدم قدرة الآباء الوفاء بتكاليف دراسة الأبناء.

وأكد الأهالي أن الدراسة في مدرستهم الأساسية للعام الدراسي الحالي (2017 - 2018) تعطلت بسبب إضراب المعلمين لعدم الاستجابة لمطالبهم بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ عام.
*نازحون
استقبلت البذيجة قرابة (30) أسرة نازحة من مديرية الوازعية نتيجة الحرب الدائرة هناك، فسكنوا في المدرسة والبعض مستضاف في منازل الأهالي المحليين، فيزداد الناس ألما وفقرا في ظل عدم استقرار المجتمع، وحركة السكان، والهجرة الإجبارية نتيجة الحرب، ويعاني النازحون من عدم التكيف مع الوضع الجديد، وانعدام العمل، واختلال ميزانية الأسر وتردي الوضع المعيشي وغياب الخدمات الضرورية، وارتفاع الأسعار وبروز سوء التغذية بين الأطفال.
*الصحة
توجد وحدة صحية في العزلة يقتصر دورها على تقديم لقاحات الأطفال والإسعافات الأولية، ولا توجد بها أجهزة ومعدات طبية ولا كادر متخصص ولا أدوية مجانية.. هذا المرفق الصحي عبارة عن مبنى دون معنى، فيضطر السكان لإسعاف مرضاهم إلى مستشفى مدينة التربة (عاصمة المديرية)، وتكلف أجرة السيارة لنقل المريض مبلغ (40) ألف ريال ذهابا وإيابا، كما لا توجد في العزلة قابلات متخصصات حيث تتم الولادة بطرق بدائية، مما قد يعرض النساء (الولدات) للخطر في حالة حصل تضاعف من نزيف وغيره أثناء الولادة بسبب غياب الخدمات الصحية في الوحدة الصحية في العزلة.
*الطرق
الطريق إلى البذيجة محفوف بالمخاطر، وهي طرق وعرة صخرية تم شقها بعمل تعاوني ومساعدة الصندوق الاجتماعي للتنمية قبل الحرب في بعض الأجزاء، وهي سيئة ووعرة لا تسلكها سوى سيارات (لاند كروزر) كما أن بعض القرى لاتزال محرومة من الطرق الصالحة لمرور المركبات.
*الطاقة البديل
يعتمد الناس على نار الحطب في طهي الطعام، والذي يتم جلبه من أعالي الجبال على رؤوس النساء.. وما يزال مصدر الإضاءة (القمقم) و(الفانوس) لبعض السكان، والبعض الآخر يعتمدون على الطاقة الشمسية كمصدر بديل عن الكهرباء غير الموجودة في عزلتهم.
*الصرف الصحي
لا توجد شبكة للصرف الصحي في المنطقة وتعتمد المنازل في تصريف المياه العادمة إلى الحفر المكشوفة، والتي تنتج انتشارا للذباب والبعوض ما يعرض السكان لخطر انتشار الأمراض وخاصة شريحة الأطفال، مثل الحميات المختلفة والإسهالات الحادة.
البذيجة.. منطقة جميلة تزداد جمالاً في موسم الصيف المطير، وهي أرض جبلية مرتفعة تحتاج رعاية واهتمام، وخدمات مختلفة وبنى تحتية لتكون مصيفا لجذب السياح.
استطلاع/ محمد العزعزي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى