أعمار الوفيات تراوحت ما بين 25 إلى 60 سنة.. تزايد نسبة وفيات السرطان في منطقة وحدة بردفان ومناشدات لمعرفة الأسباب
صورة عامة تبدو من خلالها منطقة وحدة محاطة بالتضاريس الجبلية
> استطلاع / رائد محمد
> تزايدت في السنوات الخمس الأخيرة أعداد الوفيات بين المواطنين نتيجة إصابتها بداء السرطان الخبيث، الذي استشرى بصورة مقلقة في منطقة وحدة الجبلية (15 كيلو شرق مدينة الحبيلين مركز مديرية ردفان بمحافظة لحج)، ويقطنها حوالي 5010 نسمات، وتحيطها الجبال من عدة جهات.
«الأيام» تسلط الضوء في هذا الاستطلاع على ما يواجهه المواطنون في هذه المنطقة البسيطة من مخاوف وقلق جراء انتشار مرض السرطان دون معرفة الأسباب.. سنحاول من خلاله لفت انتباه الجهات ذات الاختصاص لسرعة اتخاذ إجراءات من شأنها تحديد أسباب انتشار السرطان في منطقة وحدة وإنقاذه الحالات المصابة.
يتحدث أحد سكان المنطقة عن وجود أكثر من 40 حالة مصابة بهذا المرض، تتراوح أعمارهم ما بين 25 سنة إلى 60 سنة.. حيث لايزال هناك مواطنون يعانون من مرض السرطان يقبعون في العناية الطبية المركزة.
يكشف أحد وجهاء المنطقة ويدعى عبدالعزيز أحمد حسن الوحدي أن “سكان المنطقة بكافة عزلها يحوم حولهم القلق نتيجة تزايد عدد الوفيات والإصابات بداء السرطان”، مشيرا إلى أنه ما من عام يمر إلا وتحدث فيه إصابات ووفيات على الرغم من جمال وهدوء المنطقة التي تتسم بتعدد المواسم الزراعية والأجواء النقية.
ويضيف عبدالعزيز: “لكن تفشي السرطان بين سكان المنطقة لا نعلم من أين مصدره وأسبابه، فقد ظهر هذا المرض كأول إصابة منذ 15 عاماً والذي توفي فيه الطالب عبدالله أحمد عبدالله (22 عاما)، حيث يتوغل الورم السرطاني في أجزاء الكبد والحنجرة والامعاء”.
وقال: “نخشى أن يتزايد انتشار هذا الداء الخبيث مع مرور الوقت، ما لم يوجد هناك تشخيص موضوعي، وإجراءات عاجلة للكشف عن أسباب ومصادر هذا المرض كدرجة أساسية ورئيسية”، مضيفاً: “حتى الآن لم تأتِ أي جهة حكومية أو مؤسسة طبية للمنطقة، حيث سبق وطالبنا مؤسسة طبية ميدانية بإجراء عملية تشخيص لمعرفة أسباب انتشاره، لكنها تعللت بعدم امتلاكها أدوات وأجهزة يمكن من خلالها الوصول إلى تشخيص الحالات ومعرفة الأسباب”.
ويناشد عبدالعزيز عبر «الأيام» الجهات المختصة في كل من المديرية والمحافظة، والمنظمات الدولية الطبية أن تتحرك لزيارة المنطقة والقيام بالإجراءات التي من شأنها أن تساعد على تفادي الاصابة والحد من انتشار هذا المرض الخطير والمستعصي.
هناك عدة أسباب
يوضح مدير مركز القاهرة الطبي، الدكتور نبيل عبدالسلام الحالمي، خلال حديثه لـ«الأيام» بالقول: “لاشك أن التطرق إلى هذا الموضوع يعد في غاية الاهمية، فلقد لاحظنا في الأونة الأخيرة من خلال معاينتنا للواقع، ظهور بعض الأمراض بشكل كبير وبنسب عالية، منها على سبيل المثال الأمراض السرطانية لاسيما أورام القولون، وأورام الكبد، والتي تشكل نسبة مرتفعة من مجموع الحالات التي اكتشفناها وهي في مراحلها المتأخرة”.
ويجيب من منطلق المفهوم الطبي بشأن الاسباب التي قد تؤدي للاصابة بهذا المرض الفتاك، قائلا: “هناك عدة أسباب للتعرض للإصابة، قد يكون أحد مصادرها الإصابة بالتهابات فيروس الكبد الوبائي، بأنواعه المختلفة، وعلى وجه الخصوص فيروس (بي) وفيروس (سي)، بالإضافة إلى الأخطاء الناجمة عن طريق خزن (الحبوب) في أماكن مغلقة وتعرضها للفطريات التي قد تكون أحد أسباب أورام الكبد”.
ويضيف: “كذلك التغيير وعدم الالتزام بمحتويات التوازن الغذائي، وطبيعة نمط الحياة، وظروف الناس وقلة وعيهم بالجوانب الصحية، وإهمالهم بإعطاء أبنائهم اللقحات المقررة”.
وحذر الدكتور نبيل أهالي المنطقة من استخدام الزيوت بطريقة عبثية وتكرار غليها أكثر من مرة، فهو يعتبر من أهم أسباب الأورام التي تصيب جدار المعدة”.
ويواصل: “بعض القرى النائية التي تنتشر فيها البرك والمستنقعات بشكل واسع ولا يمنع الأهالي فيها أبناءهم من ارتيادها، نظراً لخطورة ما تحتويه من فيروسات قاتلة، منها فيروس مرض البلهارسيا الذي يصيب المسالك البولية والقولون والكبد، إلى جانب وضع المحولات اللاسلكية التي تبعث موجاتها من على أسطح المنازل، لاسيما ونحن غير متأكدين من سلامة ذلك الانبعاث من الإشعاعات على سلامة النساء الحوامل والمواليد”.
ويختتم حديثه بالقول: “الجميع أصبح ملزماً بمطالبة الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الصحة بالنزول إلى هذه المناطق وتفعيل دور الوحدات الصحية وتقديم الخدمات الأولية والإسعافات اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة الناس”.
موقف الجانب الرسمي
من جانبه يوضح مدير مكتب الصحة بالمديرية، أنيس مهدي المنصب، الذي التقيناه في مستشفى ردفان العام، دورهم تجاه مناشدات المواطنين وما يعانونه نتيجة انتشار مرض السرطان في منطقتهم، قائلا: “نحن نقدر قلق المواطنين في تلك المنطقة ونقف إلى جانب كل سكان مناطق ردفان.. وعن جهودنا وإمكانياتنا التي نستطيع تقديمها لهم، هي إننا كمكتب صحة في المديرية سنقدم هذه المطالب إلى الجهات المختصة في محافظة لحج، وسنبلغهم بحاجة وإلحاح المواطنين الذين يريدون معرفة أسباب السرطان الذي توفي بسببه عدد غير قليل من سكان المنطقة خلال السنوات الخمس الأخيرة”.
يواصل: “لكوني مديرا جديدا لم يمض عام منذُ أن توليت إدارة المكتب، فقد وصل إلينا في هذه الفترة مريض من تلك المنطقة، مصاب بمرض السرطان، وقد توفي قبل أسبوع، حيث قمنا بإجراء االإسعافات الاولية قبل تحويله إلى مستشفيات خارج ردفان”.
ويؤكد مدير مكتب الصحة بأنه سيقوم برفد الوحدة الصحية التابعة للمكتب في تلك المنطقة بالاحتياجات الدوائية الأولية التي تلبي احتياجات المواطنين والذين بدروهم عليهم إبلاغ مكتب الصحة عن أي أعراض يشعرون بها حتى يتم التعامل معها بحرص شديد.
وقال مديرالصحة إن المكتب سيساند المواطنين وسيقوم بدوره في متابعة الجهات المختصة في المحافظة لإرسال فريق متخصص في جوانب التشخيص والأبحاث الطبية للكشف عن الأسباب التي تطمئن المواطنين هناك، وتنظيم برامج توعوية لتوجيه النصائح الطبية للسكان وبالتنسيق مع الوحدة الصحية في المنطقة.
واختتم حديثه: “فلو كانت لدى المكتب الامكانية الكافية للقيام الفوري بالكشف عن الاسباب لما ترددنا، ونحن ندعو المواطنين بأي منطقة كانت في ردفان أن يبلغونا بوجود مثل هكذا حالات حتى وإن ذهبت للعلاج خارج المديرية، وذلك كإجراء توثيقي، لإبلاغ الجهات العليا، لأنه أحياناً لا تردنا بلاغات من قبل الأهالي عن إصابتهم او إصابة أحد من اقاربهم بداء السرطان”.
«الأيام» تسلط الضوء في هذا الاستطلاع على ما يواجهه المواطنون في هذه المنطقة البسيطة من مخاوف وقلق جراء انتشار مرض السرطان دون معرفة الأسباب.. سنحاول من خلاله لفت انتباه الجهات ذات الاختصاص لسرعة اتخاذ إجراءات من شأنها تحديد أسباب انتشار السرطان في منطقة وحدة وإنقاذه الحالات المصابة.
يتحدث أحد سكان المنطقة عن وجود أكثر من 40 حالة مصابة بهذا المرض، تتراوح أعمارهم ما بين 25 سنة إلى 60 سنة.. حيث لايزال هناك مواطنون يعانون من مرض السرطان يقبعون في العناية الطبية المركزة.
يكشف أحد وجهاء المنطقة ويدعى عبدالعزيز أحمد حسن الوحدي أن “سكان المنطقة بكافة عزلها يحوم حولهم القلق نتيجة تزايد عدد الوفيات والإصابات بداء السرطان”، مشيرا إلى أنه ما من عام يمر إلا وتحدث فيه إصابات ووفيات على الرغم من جمال وهدوء المنطقة التي تتسم بتعدد المواسم الزراعية والأجواء النقية.
ويضيف عبدالعزيز: “لكن تفشي السرطان بين سكان المنطقة لا نعلم من أين مصدره وأسبابه، فقد ظهر هذا المرض كأول إصابة منذ 15 عاماً والذي توفي فيه الطالب عبدالله أحمد عبدالله (22 عاما)، حيث يتوغل الورم السرطاني في أجزاء الكبد والحنجرة والامعاء”.
وقال: “نخشى أن يتزايد انتشار هذا الداء الخبيث مع مرور الوقت، ما لم يوجد هناك تشخيص موضوعي، وإجراءات عاجلة للكشف عن أسباب ومصادر هذا المرض كدرجة أساسية ورئيسية”، مضيفاً: “حتى الآن لم تأتِ أي جهة حكومية أو مؤسسة طبية للمنطقة، حيث سبق وطالبنا مؤسسة طبية ميدانية بإجراء عملية تشخيص لمعرفة أسباب انتشاره، لكنها تعللت بعدم امتلاكها أدوات وأجهزة يمكن من خلالها الوصول إلى تشخيص الحالات ومعرفة الأسباب”.
ويناشد عبدالعزيز عبر «الأيام» الجهات المختصة في كل من المديرية والمحافظة، والمنظمات الدولية الطبية أن تتحرك لزيارة المنطقة والقيام بالإجراءات التي من شأنها أن تساعد على تفادي الاصابة والحد من انتشار هذا المرض الخطير والمستعصي.
هناك عدة أسباب
يوضح مدير مركز القاهرة الطبي، الدكتور نبيل عبدالسلام الحالمي، خلال حديثه لـ«الأيام» بالقول: “لاشك أن التطرق إلى هذا الموضوع يعد في غاية الاهمية، فلقد لاحظنا في الأونة الأخيرة من خلال معاينتنا للواقع، ظهور بعض الأمراض بشكل كبير وبنسب عالية، منها على سبيل المثال الأمراض السرطانية لاسيما أورام القولون، وأورام الكبد، والتي تشكل نسبة مرتفعة من مجموع الحالات التي اكتشفناها وهي في مراحلها المتأخرة”.
ويجيب من منطلق المفهوم الطبي بشأن الاسباب التي قد تؤدي للاصابة بهذا المرض الفتاك، قائلا: “هناك عدة أسباب للتعرض للإصابة، قد يكون أحد مصادرها الإصابة بالتهابات فيروس الكبد الوبائي، بأنواعه المختلفة، وعلى وجه الخصوص فيروس (بي) وفيروس (سي)، بالإضافة إلى الأخطاء الناجمة عن طريق خزن (الحبوب) في أماكن مغلقة وتعرضها للفطريات التي قد تكون أحد أسباب أورام الكبد”.
ويضيف: “كذلك التغيير وعدم الالتزام بمحتويات التوازن الغذائي، وطبيعة نمط الحياة، وظروف الناس وقلة وعيهم بالجوانب الصحية، وإهمالهم بإعطاء أبنائهم اللقحات المقررة”.
وحذر الدكتور نبيل أهالي المنطقة من استخدام الزيوت بطريقة عبثية وتكرار غليها أكثر من مرة، فهو يعتبر من أهم أسباب الأورام التي تصيب جدار المعدة”.
ويواصل: “بعض القرى النائية التي تنتشر فيها البرك والمستنقعات بشكل واسع ولا يمنع الأهالي فيها أبناءهم من ارتيادها، نظراً لخطورة ما تحتويه من فيروسات قاتلة، منها فيروس مرض البلهارسيا الذي يصيب المسالك البولية والقولون والكبد، إلى جانب وضع المحولات اللاسلكية التي تبعث موجاتها من على أسطح المنازل، لاسيما ونحن غير متأكدين من سلامة ذلك الانبعاث من الإشعاعات على سلامة النساء الحوامل والمواليد”.
البرك المكشوفة قد تكون أحد مسببات المرض
ويختتم حديثه بالقول: “الجميع أصبح ملزماً بمطالبة الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الصحة بالنزول إلى هذه المناطق وتفعيل دور الوحدات الصحية وتقديم الخدمات الأولية والإسعافات اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة الناس”.
موقف الجانب الرسمي
من جانبه يوضح مدير مكتب الصحة بالمديرية، أنيس مهدي المنصب، الذي التقيناه في مستشفى ردفان العام، دورهم تجاه مناشدات المواطنين وما يعانونه نتيجة انتشار مرض السرطان في منطقتهم، قائلا: “نحن نقدر قلق المواطنين في تلك المنطقة ونقف إلى جانب كل سكان مناطق ردفان.. وعن جهودنا وإمكانياتنا التي نستطيع تقديمها لهم، هي إننا كمكتب صحة في المديرية سنقدم هذه المطالب إلى الجهات المختصة في محافظة لحج، وسنبلغهم بحاجة وإلحاح المواطنين الذين يريدون معرفة أسباب السرطان الذي توفي بسببه عدد غير قليل من سكان المنطقة خلال السنوات الخمس الأخيرة”.
يواصل: “لكوني مديرا جديدا لم يمض عام منذُ أن توليت إدارة المكتب، فقد وصل إلينا في هذه الفترة مريض من تلك المنطقة، مصاب بمرض السرطان، وقد توفي قبل أسبوع، حيث قمنا بإجراء االإسعافات الاولية قبل تحويله إلى مستشفيات خارج ردفان”.
ويؤكد مدير مكتب الصحة بأنه سيقوم برفد الوحدة الصحية التابعة للمكتب في تلك المنطقة بالاحتياجات الدوائية الأولية التي تلبي احتياجات المواطنين والذين بدروهم عليهم إبلاغ مكتب الصحة عن أي أعراض يشعرون بها حتى يتم التعامل معها بحرص شديد.
وقال مديرالصحة إن المكتب سيساند المواطنين وسيقوم بدوره في متابعة الجهات المختصة في المحافظة لإرسال فريق متخصص في جوانب التشخيص والأبحاث الطبية للكشف عن الأسباب التي تطمئن المواطنين هناك، وتنظيم برامج توعوية لتوجيه النصائح الطبية للسكان وبالتنسيق مع الوحدة الصحية في المنطقة.
واختتم حديثه: “فلو كانت لدى المكتب الامكانية الكافية للقيام الفوري بالكشف عن الاسباب لما ترددنا، ونحن ندعو المواطنين بأي منطقة كانت في ردفان أن يبلغونا بوجود مثل هكذا حالات حتى وإن ذهبت للعلاج خارج المديرية، وذلك كإجراء توثيقي، لإبلاغ الجهات العليا، لأنه أحياناً لا تردنا بلاغات من قبل الأهالي عن إصابتهم او إصابة أحد من اقاربهم بداء السرطان”.
