ترك مقاعد الدراسة بكلية الطب ليلتحق بجبهات الشرف والبطولة حتى تحررت عدن.. بين عدن وعمّان والهند المقاوم الجريح إبراهيم البكري يقضي رحلة علاجية مضنية

> دلهي «الأيام» فارس العزيبي

> الطالب في كلية الطب إبراهيم محمد علي الجرمي البكري - تخصص طب بشري - ترك مقاعد الدراسة والتحق بجبهات الشرف والبطولة للدفاع عن أرض الجنوب وتطهير تراب عدن من دنس الغزرة المحتلين أبان حرب اجتياح الجنوب الثانية في مارس 2015م.
الطالب المقاوم هو أحد أبطال كتيبة السهم الذهبي (النخبة) التي تدرّبت في إريتريا وأشرف على تأهيلها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون إحدى ركائز عملية تحرير مدينة عدن من مليشيات الحوثي وقوات عفاش الغازية للمحافظات الجنوبية بما فيها العاصمة عدن.
واختير إبراهيم من ضمن الرماه الذين امتطوا مدرعات التحالف في كتيبة السهم الذهبي أثناء بدء عملية تحرير محافظة عدن وضواحيها، فكان يوم تحرير مطار عدن الدولي في 27 رمضان 1436هـ - الموافق 13 يوليو 2015م يوماً فاصلاً في حياة إبراهيم البكري.
فبعد ساعات من بدء عملية تحرير مطار عدن الدولي حسب الخطة المتفق عليها مع التحالف وجنود كتيبة السهم الذهبي انتشرت كل المدرعات والآليات في النقاط المحددة وكانت المدرعة التي يمتطيها إبراهيم في موقعها تمشط المباني والأشجار الكثيفة بالقرب من معسكر بدر بخور مكسر.
وصلت مدرعة إبراهيم إلى داخل معسكر بدر لمتابعة عملية التمشيط وبعد ساعات نفذت ذخيرة المدرعة فبدأ إبراهيم بتركيب شنطة ذخيرة أخرى، وما لبث أن أمسك بمقبض الرماية ليعاود التمشيط اخترقت في هذه اللحظة طلقة قناص الجهة اليسري من جسده أصابت العمود الفقري بشكل مباشر وسكنت في أحشائه وارتمى بعدها فوراً في جوف المدرعة.
نُقل مباشرةً إلى مستشفى 22 مايو وباشر الإطباء بالكشف حالته واستخراج الرصاصة التي سكنت في جسده، وعلى وجه السرعة تم نقله إلى مستشفى النقيب ورُقِّد هناك قرابة الشهر وعشرة أيام أدرك خلالها أنه أصيب بشلل نصفي، نتيجة الإصابة المباشرة التي استهدفت عموده الفقري.
بعد هذه المدة انتقل للمملكة الأردنية الهاشمية مع مجموعة من الجرحى الآخرين بغية العلاج، إلا أن الجانب الإداري هناك كان يُبلغ الجرحى بمختلف إصاباتهم عن إنعدام الأمل في الشفاء.
عاد إبراهيم من الأردن إلى العاصمة عدن واستمرت رحلة البحث عن حلول تلملم جراح إصابته فكانت ولازالت قواه الإيمانية الدافعة المعززة لعزيمته العظيمة الصارخة في وجه اليأس بالثبات والرضى.
فانتقل إلى جمهورية الهند بعد تأسيس مكتب شؤون جرحى المقاومة المعني بعلاج الجرحى والذي ترعاه دولة الإمارات العربية المتحدة وخضع للفحوص والاستشارات الطبية لتقييم حالته وما يتناسب مع إصابته فقرر الأطباء أن يخضع للعلاج الطبيعي والتمارين الرياضية بمركز متخصص.
وكان مستشفى (سانشتي) التخصصي بجراحة العظام وتأهيل ذوي الإعاقة بمدينة بونا الهندية أحد وجهات الجريح البطل إبراهيم لممارسة العلاج الطبيعي بشكل يومي.
واوضح الجريح، وبعد أشهر من تلقيه للعلاج الطبيعي، أنه يشعر بتحسن كبير خلافاً عن السابق.
وقد خضع إبراهيم لعملية جراحية في أذنه قبل أسابيع تكللت بالنجاح وسيجري بعد أيام عملية جراحية بالليز لعينه لغرض تصحيح الانحراف.
وأبدى إبراهيم عن شكره للقائمين على مكتب شؤون جرحى المقاومة في الهند وخصّ بالذكر دولة الإمارات العربية المتحدة الراعية لعلاج الجرحى في الجمهورية الهندية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى