لستم على النقيض!

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
عدالة قضيتنا وجوهرها واحد، معاناتنا واحدة دون شك، ذلك ما يدوعنا لتوحيد صفوفنا وتجاوز التباينات التي هي في الأصل ليست جوهرية إطلاقاً عند قراءتنا لبيان الأخوة في الساحة الأخرى (أعني ساحة العروض) لم أجد في لغتهم ما يوحي بالتباين أو إننا على النقيض من بعضنا، شعاراتهم لا تختلف عن صدى الجموع الهادرة في ساحة المعلا.
بيان الأخوة في ساحة العروض لم يكن متحاملا على أحد، كما لم تكن لغتهم نابية إطلاقاً ولا تشنجية البتة حمل بيانهم ذات مضمون ساحة المعلا من حث معاناة شعبنا، وموقفهم كان واضحاً تجاه قضيتنا الأساسية، فهم مع ثوابت الثورة الجنوبية يرفعون علم الجنوب وصور بعض رمزونا الوطنية بمن فيهم اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، ذلك يعني أن الأخوة في نفس خندق الجميع ومع قضية الوطن الجنوبي.
بل هم في الأصل جزء من قيادات المقاومة الجنوبية التي أبلت بلاء حسناً في الذود عن الأرض والعرض، الأمر الذي يفتح باب الأمل بتقارب وجهات النظر الجنوبية، ومثل هذه المؤشرات الطيبة بحاجة لالتقاء من قبل القيادات الجنوبية كافة، وأن يتم العمل وبكل جهد وإخلاص باتجاه تنقية الأجواء وإزالة ما هو قائم من لبس وتجاوز خلافاتنا الثانوية طالما ونقاط التقائنا كثيرة ومعاناتنا واحدة.
مؤشر ساحة العروض بمناسبة ذكرى أكتوبر لابد أن يوحي لنا بالكثير من الأمل، فمن غير المعقول ألا نصغي لبعضنا وألا نعمل على تقارب تبايناتنا التي ستظر بعدالة قضيتنا إذا لم يتم التعاطي مع الأمور بنفس وطني مخلص، وحكمة نسطيع عبرها أن نخلق تلاحما وطنيا يحقق في نهاية المطاف إرادة شعبنا العظيم الذي استطاع خلال سنوات العقد المنصرف أن يشكل نموذجاً في التحدي والعطا والقضية وتجاوز الماضي.
فما أجمل أن نسمو على الصغائر، وما أروع أن نرى قياداتنا الجنوبية تسعى لردم البنايات وتحقيق توافق عارم يخدم اتجاهات ثورتنا المنتصرة التي هي بحاجة في هذه الأثناء للعطاء النوعي والرموز الوطنية التي تتميز بسعة الصدر، فما هو نابع من القلب يصل إلى القلب دون شك من ذلك، بمعنى.. لسنا بحاجة للظهور في ساحتين طالما وجميعنا يؤمن بعدالة قضيته الواحدة.
لماذا نترك مثل تلك الثغرات منفذاً يستطيع الآخرون من خلاله إخفاق مسيرتنا وخلق الإحباط لدى جماهيرنا الفريدة بعطائها العظيمة بتضحياتها، علينا أن نستحضر معاناة أهلنا على مدى سنوات العقود الماضية،ونعيد إلى الأذهان صفة تلاحم نضالات شعبنا المؤمن بالحرية.
فقطف ثمار عطاء هذا الشعب الوفي يقتضي من الجميع العمل باتجاه توحيد الصفوف على الصعيد السياسي والاجتماعي، وبما يمكننا من تحقيق الانتصار لعدالة قضيتنا، فهل نحن فاعلون؟ فهل نحن قادرون على تقديم هدية المحبة والتوافق لأهلنا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى