أعيادنا الوطنية.. بين تهنئة وعزاء

> إلهام أحمد أبوبكر/ عدن

> كما يقال اتفق العرب على الا يتفقوا.. كالعادة انقسمنا، هناك من غنّى على الأطلال ماسكا عود الحرية يدندن على أوتار الشجاعة والصمود والقوة، وما إلى ذلك من شعارات، كنّا..، وكان أجدادنا، فعلنا...، انتصرنا، وكأن النحو في لغتهم حكرا على الفعل الماضي، يفتخرون بمجد أجدادهم وشجاعتهم، ولكن عندما يُسَألون عن فعلهم؟! بلحظة تتحول الأفعال الماضية المبنية على الفخر إلى أعذار ما لها حصر، ممنوعة من الصرف في لغة العقل والمنطق، تنصرف فقط في قواميس الجبناء بباب الخذلان صفحة الهروب.
أتساءل دائما كيف يمكن لفاعل أن يتحول مع مرور الزمن إلى مضاف إليه؟! فلا أجد إجابة، إلا أن الفاعل غالبا مرفوع، ولا يمكن للمضاف إليه إلا أن يكون مجرورا.
وهناك من لَبس ثوب مبجلة، وفضّل الولولة والنويح كأرملة مات زوجها العشريني، ما من أحد يذكره أمامها إلا وضاع يومه وهو يستمع لقصائد ما لها حصر من الرثاء، زوجي بنى، زوجي عمّر، ليته يعود!! وكأن الدم الذي يجري في عروقه ماء بارد لا نخوة ولا شجاعة ولا غيرة على وطن ولا إقدام، فقط استسلام!!
هل سمعتوا من قبل عن أحد يبحث عن استعمار؟! نعم، لقد كشفت الأبحاث عن كائنات غير واضحة الملامح تتكون من خلايا مجردة من الإحساس تفضل العيش على فضلات من يلتهمون غذاءها، في حقيقة الأمر جميعنا فنانون، شعراء ومغنون.
ولكن ذلك لا يعني أنه ليست هناك شريحة من نوع آخر، فهناك شباب تفننوا في صناعة الحرية، عازفين على أوتار حياتهم، يسطروا أبيات النصر بدمائهم، شباب رفضوا أن يكونوا مجرورين، ورفضوا الخضوع، شباب عاشوا فاعلاين وماتوا مرفوعين، شباب صُنّفوا من الكائنات النادرة تلتهم من ينظر إلى غذائها، شباب كريات دمائهم شجاعة وإقدام، شباب قرروا ألا تكون 14 أكتوبر مجرد ذكرى.
ولكني مازلت أتساءل.. أهنئ أم أعزي؟! أهنئ الصنف الأول أم أعزي الصنف الثاني؟ أهنئك يا عدن على الصنف النادر أم أعزيك على من استشهد من أبنائك؟؟!
إلهام أحمد أبوبكر/ عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى