تدمير يستهدف معالم أحور الحضارية

> سكان محليون: نناشد الحكومة الاهتمام بمعالمنا ووقف الأعمال الهادفة إلى طمس هويتنا وتاريخنا

>
تقرير/ صلاح أبو لحيم
لم يتبقَ سوى النذر القليل من رونقها بعد أن تهالكت كل جدرانها بفعل التغيرات المناخية، والسياسات الهدامة التي مرت بها منطقة أحور الجنوبية الواقعة في محافظة أبين شرق العاصمة عدن.
شكلت تلك المباني الوجه المشرق وواحدة من أبواب التاريخ للمدينة كونها ارتبطت بمكونات المدينة الماضي والحاضر.

وأمام تلك المعالم الحضارية التي تحلت بنقش البناء البديع، وفن المعمار الجميل تقف العين شاخصة البصر نحو ذلك الجمال الذي بات يتهالك في كل حين، دون أن تحرك السلطات المحلية في المديرية والمحافظة ساكنا.
يقول السكان المحليون في أحور إن أعمال الحفر طالت أساسات وأركان المعالم الحضارية في المدينة، وأضحت تهدد تلك المباني بالانهيار الوشيك في أي لحظة.

حيث سبق وأن تهدمت واجهة قصر أبو بكر أحمد بن علي “نائب سلطان سلطنة العوالق السفلى” وذلك قبل ستة أعوام، وكذلك تعرض قصر السلطان ناصر عيدروس للإهمال ما جعله عرضة للتشققات بفعل الأمطار والتقلبات المناخية، ومع ذلك لم تتحرك أي جهة مسؤولة وكأن الأمر لا يعنيها.
حفريات تطال المعالم
يتم حالياً عمل حفريات بين أهم معلمين حضاريين لمدينة أحور تحت غطاء تنفيذ مشاريع خدمية في المدينة، وتطلب تنفيذ تلك الحفريات وسط أساسات المباني العتيقة دون مراعاة أن تلك المعالم تمثل نموذجا حيا من تاريخ أحور السياسي، ولهذا فإن تلك الحفريات تتم دون تدخلات من السلطة المحلية أو المنتديات الثقافية، والمؤسسات والجمعيات المختصة بالتراث في محافظة أبين.

بنيت تلكم المعالم التي تتوسط الشارع العام في المدينة في ستينيات القرن الماضي وتم تكملت بنائها قبل قيام الثورة بسنوات لتتحول في عهد الثورة الجنوبية إلى مدارس لتعليم أبناء أحور، ثم تحولت إلى إدارة لمكتب مدير عام المديرية، وأقسام منها خصصت لتقبع فيها محكمة أحور الابتدائية حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، حيث أعيدت تلك المباني إلى ملاكها الأصليين.
مناشدات الأهالي لوقف العبث
اليوم وصلت أيادي العبث إلى تلك المباني التاريخية المهجورة منذ سنوات خلت، لتهد تلك المباني تحت غطاء تنفيذ مشاريع خدمية، وهو ما يؤكد أن تلك المشاريع خُطط لها في ليل مبهم لتصبح واقعا على أرض الواقع، ولو كلف ذلك الأمر تدمير كل المعالم الحضارية في أحور، مستغلين صمت السلطات والمؤسسات المدنية والثقافية التي ما انفكت تلوذ بالصمت، وتقف مكتوفة الأيادي حيال ذلك التدمير الممنهج لتاريخ أحور.

يقول السكان المحليين في المدينة: “لقد بحت حناجرنا، ونحن نناشد كل الجهات المختصة في أحور ومحافظة أبين، والحكومة، بضرورة الاهتمام بمعالمنا لأنها وجهنا المشرق، وهي هويتنا وتاريخنا وأرضنا التي تسكن في سويداء قلوبنا”.
مشاريع تطمس معالم حضارية
ففي الوقت الذي كنا نأمل من السلطات المحلية في أحور وأبين والحكومة، بإعادة إعمار تلك المعالم الحضارية، والمحافظة على مكوناتها، والاهتمام بأثرها التاريخية، نرى مالم يخطر على البال، وهو تحول تلك المعالم إلى هدف استراتيجي لإلغاء الهوية وطمسها من خلال أعمال الحفر المقيت لتنفيذ مشاريع خدمية ستبنى على حساب أهم المباني التاريخية، والمعالم الحضارية في مدينة أحور، وهذا ما يعني أن تلك المشاريع تنفذ بطرق عشوائية دون خطط مدروسة مسبقا، ولعل الصورة أبلغ في نقل الحقيقة.
نبذة عن مدينة أحور
تعتبر أحور العاصمة الأولى لسلطنة العوالق السفلى في آخر مراحل تطور العهد القبلي، حيث كان مقر السلطنة بادئ ذي بدء في منطقة الحيق أو الحالق بالمنقعة ناحية المحفد، وكان للدولة حصن معروف بالشقماء يسكنه سلاطين البلاد، ثم انتقل الحكم من الحاق إلى أحور، ثم انتقلت السلطنة إلى أحور المعروفة اليوم بهذا الاسم، ومن أهم مدن العوالق السفلى المحفد، وهي العاصمة الثانية، والسوق الذي تجتمع فيه قبائل آل سعد المنتشرين في أودية المحفد المنقعة، وما حولها.

ومن أهم أوديتها (حمراء) وفيه قرى عديدة منها لباخة والخور والعرقين والجانح والشقيب ووادي رفض ووادي مريع والجبر.
ويتبع أحور عدة قرى منها امبسطي وحناذ والرواد والشواق والمساني والمحصامة والبندر وجول الهيل وجول الشوير حية وحصن بلعيد والملحة وغيرها.
ويعمل معظم سكان مديرية أحور في مجال الزراعي وصيد الأسماك وتربية المواشي، وهي تعد من مصادر الدخل اليومي بالنسبة لكثير من أبناء هذه المدينة التي تتميز عن غيرها من بقية مديريات المحافظة بطبيعتها الجغرافية والمناخية، فهي أرض زراعية خصبة تزرع فيها أجود أنواع الحبوب ومحاصيل القطن والخضار والبطيخ، كما أنها تقع على شواطئ البحر العربي ومعظم سكانها يعمل في المجال الزراعي وتربية الحيوان والنحل وأيضاً في مجال الاصطياد.
ومديرية أحور من أكبر مديريات محافظة أبين، وتمتلك المديرية ثروة اقتصادية هائلة في المجال الزراعي والسمكي والمعدني والحيواني، وفي تربية النحل وغيرها من الثروات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى