«الأيام» تزور مناطق المواجهات العسكرية في مناطق طور الباحة والقبيطة وحيفان

> تقرير/ فارس الشعبي

> ما يزال أبناء الصبيحة يسطرون أروع الملاحم في مختلف جبهات القتال، والتصدي للغزاة المعتدين القادمين من كهوف مران، وما تركوا قمة إلا وصعدوا إليها، صوبوا نيرانهم التي لا تخطئ على صدور المعتدين، تشهد لهم بذلك مناطق الوازعية وذباب وباب المندب والمخا وكرش وحيفان والمقاطرة وكهبوب والبقع، وكان لقادتهم العسكريين أدوار يسجلها التاريخ في صفحات من نور في معارك عدن ولحج وتعز بل وفي جميع جبهات المواجهة مع الانقلابيين.
رغم شحة الإمكانيات لدى أبناء الصبيحة وتباطؤ التحالف والحكومة الشرعية عن دعم ومساندة لأهم الجبهات المشتعلة لدحر ميليشيات الحوثي وصالح التي تشن هجوما وقصفا عشوائيا على المناطق المكتظة بالسكان، وبشكل هستيري، وحلمها بالعودة مرة أخرى للمناطق المحررة، إلا أنها في كل مرة تواجه مقاومة قوية استطاعت أن تلقنهم دروسا قاسية، وهزائم وخسائر فادحة، وبأبسط الأسلحة الشخصية.
خلال الأيام الماضية استطاعت مقاومة الصبيحة وجيشها الوطني من تطهير مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة تعز، وأجبرت الحوثيين على الفرار من مواقعهم، وفتح طريق طور الباحة المقاطرة، ورغم استمرار محاولات الميليشيات الانقلابية بقصف المارة وفرض سيطرتها للخط الوحيد الذي يربط عدن بمحافظة تعز، وهو شريان الحياة الذي يمد تعز بالضروريات.
معارك مستمرة
تشهد جبهتا حيفان ووادي شعب والقبيطة مواجهات ضارية مستمرة وتقدما لقوات الجيش الوطني ومقاومة الصبيحة في عدد مناطق تابعة لمديرية حيفان بعد أن تمكنت من تطهير أجزاء واسعة سبق للمليشيات أن سيطرت عليها قبل أيام، فيما تؤكد قوات الجيش ومقاومة الصبيحة بأنها في طريقها إلى تحرير حيفان ووادي شعب بالكامل وصولاً إلى كرش.
المقاومة والجيش في التباب
المقاومة والجيش في التباب

وتخوض كتائب من اللواء 17 مشاة واللواء الرابع مشاة جبلي ولواء العمالقة وبإسناد من قبائل الصبيحة معارك ضارية في حيفان ووادي شعب وتوغلها في القبيطة من الجهة الغربية والشرقية، وبسطت سيطرتها على مرتفعات استراتيجية هامة مع استمرار تقدمها في المنطقة لدحر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وفرض الحصار عليهم في المرتفعات الجبلية المطلة على وادي شعب ومناطق الصبيحة لتطهيرها.
وكانت زيارة قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن لخطوط التماس قد رفعت روح المعنوية التي يتحلى بها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية من أبناء الصبيحة في التصدي ومواجهة فلول الانقلاب.
تصعيد ميداني
يقول قائد اللواء الرابع مشاة جبلي الواقع في مديرية طورالباحة لـ«الأيام»، إن زيارة قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن، والقائدين البطلين العميد تركي والعقيد شكري كان لها أثر كبير في رفع معنويات المقاتلين وتوسيع الحشود بصورة أكبر، رفدت الجبهات بعدد من المقاتلين، الأمر الذي انعكس على الميدان حيث بات التقدم ملحوظا في جبهة شعب - القبيطة متزامناً مع انهيار العدو وهروبه.
قذيفة
قذيفة

وأوضح العميد أبوبكر الجبولي، أنه منذ منتصف الأسبوع الماضي والجبهات تزداد اشتعالاً، والمقاتلون يزدادون تصميماً على إحراز مزيد من التقدم لتخليص المنطقة كلها من خطر الميليشيات الانقلابية.
استهداف المواطنين
يستمر القصف العشوائي من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح المتمركزة في السلسلة الجبلية المطلة على وادي شعب ومنطقة نفاخة الواقعتين في الشمال الشرقي من مديرية طور الباحة بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، وفي نفس الوقت تتعرض مناطق مختلفة في الصبيحة لقصف عشوائي بمختلف أنواع الأسلحة.
وتقدمت تلك الميليشيا من مرتفعات جبلية مطلة لوديان ومناطق مديرية القبيطة كانت تتمركز فيها سابقاً حتى أصبحت في أعلى قمة مطلة على وادي شعب ومناطق الصبيحة وهي قمة جبل (الركيزة) دون تدخل من قبل طيران التحالف العربي.

وتشير مصادر محلية في طور الباحة لـ«الأيام» إلى أن الميليشيا الانقلابية تستهدف المناطق السكنية الحدودية للمديرية بشكل هستيري، وقد قامت بقصفها خلال اليومين بأكثر من 20 صاروخ كاتيوشا من تبة المنظرة الاستراتيجية في منطقة الأعبوس بحيفان ومن قمة جبل الركيزة المطل على وادي شعب.

ويستمر القصف الهستيري على المناطق السكنية يوماً بعد يوم، حتى بعد أن أصبحت شبه خالية من السكان، ويقابل ذلك صمت من التحالف التي لم تشن مقاتلاته غارة جوية واحدة على أي منصة تطلق منها صواريخ المليشيات والمواقع التي تتمركز فيها وتهدد حياة عشرات الآلاف من المواطنين.

ويناشد الأهالي عبر صحيفة «الأيام» التحالف العربي بالتحرك العاجل لإنقاذ منازلهم وأطفالهم من صواريخ ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الإجرامية التي تتساقط باستمرار على مناطقهم بشكل هستيري، بعد تعرضهم لهزائم متتالية من أبطال جيش ومقاومة الصبيحة، وتكبيدهم خسائر فادحة، مطالبين التحالف بإنقاذ فلذات أكبادهم ومساعدة الجيش والمقاومة بحسم المعركة.
أهمية جبل الركيزة
تقع قمة جبل الركيزة في منطقة وادي شعب ناحية الصبيحة وتعد أعلى قمة جبلية في الصبيحة وثاني أعلى قمة في محافظة لحج، ولهذه القمة أهمية استراتيجية عسكرية كبيرة جداً حيث من يسيطر عليها يستطيع أن يشرف على خطوط المواصلات والنقل في منطقتي طور الباحة والرجاع، وقد يتمكن من الوصول إلى الوهط في لحج وأجزاء من عدن.

ويذكر المحلل السياسي باسم الشعبي، أنه في إحدى المناسبات العيدية عندما كنت طالباً في الثانوية العامة ارتقيت إلى قمة الركيزة لإشعال النيران ابتهاجا بالعيد، واستطعنا رؤية أضواء لحج وعدن كما بدت لنا شعلة مصافي عدن متوهجة.

وأوضح الشعبي لـ«الأيام»، فإن سيطرة قوات الانقلابيين على هذه القمة يكتسب أهمية كبيرة عسكرياً وسبق وأن حذرنا من ذلك، لكن إذا عززت المقاومة قواتها في وادي شعب وطور الباحة والقبيطة، وتدخل سلاح الجو فإنه بالإمكان انتزاع القمة، والسيطرة عليها من قبل المقاومة.
وأشار إلى أن هناك طرق التفافية كبيرة يمكن للمقاومة أن تستخدمها للوصول إلى قمة الركيزة إما عبر مناطق القبيطة أو عبر وادي شعب، إذ ما تزال سيطرة المليشيات على هذه المناطق هشة ويمكن طردها بسهولة.
نزوح سكاني
مئات الأسر النازحة من المناطق المحاذية لحيفان “البيضاء والمفاليس” والمناطق الشرقية من مديرية طور الباحة “وادي شعب، الجوازعة”، غادرت مساكنها إلى مناطق آمنة، والبعض اتجهت إلى محافظتي عدن ولحج في ظروف صعبة ومعقدة.
مواقع تمركز الميليشيا الدائرة الاولى في قمة جبل الركيزة
مواقع تمركز الميليشيا الدائرة الاولى في قمة جبل الركيزة

وتعتبر أكثر الأسر النازحة التي أجبرتها الميليشيات الحوثية لترك منازلهم بعد استهدافها بصواريخ الكاتيوشا وبمختلف أنواع الأسلحة، مدرجة ضمن الأسر الأشد فقرا التي كانت مصدر دخلها لقوت يومهم من خلال تربية ورعي (الأغنام) والتي اضطرت إلى بيعها لدفع ثمن إيجار السيارات التي نقلتهم للأماكن الآمنة.
وأوضحت لـ«الأيام» مصادر محلية في طور الباحة، بأن المئات من الأسر اتجهت إلى عدد من المناطق الأمنة في المديرية وإلى محافظتي عدن ولحج في ظل ما تعانيه من ظروف صعبة أجبرتهم المواجهات والقصف الميليشيا إلى ترك منازلهم متجهين إلى قرى المديرية والمدن، ما شكل ذلك عبئاً إضافياً على عدد من الأسر المستضيفة، والبعض لجأ إلى اتخاذ (الطرابيل - الخيم) كسكن مؤقت لهم.
مناشدة المنظمات الإنسانية المحلية والدولية وفاعلي الخير إلى سرعة التخفيف من معاناة هؤلاء النازحين المشردين وتقديم يد العون والمساعدة لهم بصورة عاجلة ومستعجلة للتخفيف من معاناتهم القاسية وظروفهم الصعبة.
تقرير/ فارس الشعبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى