قـصـة شهيـد "محسن فضل عبدالواسع" (صنديد لحج)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> أبناء الجنوب الأحرار، كما هي طبيعتهم التي جُبِلوا عليها، لا يرتضون الذل والهوان والتركيع، بل إنهم مستعدون أن يجعلوا من جماجمهم سلما للوصول إلى الحرية والعزة والكرامة في أرضهم الغالية، ولن يسمحوا بأن تطأ أرضهم أقدام أي غزو لتدنيسها.. ففي 2015 عندما حاولت مليشيات الحوثي وقوات صالح اجتياح محافظات ومدن الجنوب، بإيعاز من دولة إيران المجوسية، فوقف أبناء الجنوب في وجه تلك المليشيات المأجورة، وواجهوا عناصرها بسلاح العزة والكرامة، وبكل بسالة وصمود أسطوري اجترحوا ملاحم قتالية ليس لها نظير، رغم أن المعارك كانت غير متكافئة، حيث كان العدو المليشاوي يمتلك ترسانة حربية ضخمة وآليات عسكرية وأسلحة متنوعة، مقابل أسلحة بسيطة وفردية وتقليدية يمتلكها أبناء الجنوب الأبطال.. لعلم أولئك الصناديد أن النصر ليس بالعدد والعدة وإنما النصر دائما يكون حليفا للحق.. فقدم شباب المقاومة الجنوبية في جميع مدن الجنوب تضحيات جساما ورووا بدمائهم تربة أرضهم الغالية، فكان النصر حليفهم، وتم طرد تلك الجحافل من أرض الجنوب، بعد أن لقنوهم دروسا في الشجاعة وحب الأوطان والتضحية من اجل نيل الحرية.
الشهيد محسن فضل عبدالواسع (25 عاماً) من أبناء قرية الثعلب (شرق مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج)، درس دبلوم حاسوب بكلية التربية صبر بلحج.. هو أحد أبطال المقاومة الجنوبية، الذين وقفوا في وجه مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في حرب 2015، لصد هجومهم الغاشم.
يقول حميد السلامي، الذي يقوم بتوثيق سيرة الشهداء في محافظة لحج: “كان الشهيد محسن فضل واحداَ من شباب الحراك الجنوبي، وقد كان له الحظ بأن يساهم في ساحة التحرير في خورمكسر وفي المعلا، وكان يتطلع ليوم يسطع فيه نور الحق وتشرق فيه شمس الحرية التي ننشدها جميعاَ.
وفي حرب 2015 التحق محسن فضل بصفوف المقاومة الجنوبية في لحج في جبهات الحوطة وتبن، ثم تنقل في عدد من الجبهات بالمحافظة منها: مغرس ناجي في تبن وصبر، ثم انتقل إلى جبهة (الرباط)، بعد ذلك تسلل مع شباب من المقاومة إلى جبهة دار سعد بمحافظة عدن، ثم إلى “التقنية” بالمنصورة، حتى وصل إلى جبهة “بئر أحمد، وقاتل في هذه الجبهات دفاعاَ عن دينه وعرضه وأرضه”.
وأضاف: “كان الشهيد محسن يتنقل ما بين عدن ولحج، وعندما اتفق قادة المقاومة الجنوبية في محافظة لحج على معاودة فتح جبهة الحوطة وقرى تبن لاستئناف القتال ضد الحوثيين هناك بدأ الشباب المقاتلون بالتوجه إلى ضواحي الحوطة وبدأوا بتعقب فلول الحوثيين وقوات صالح، فشكــل الشباب طوقا في بعض القرى وبدأوا يصلون إلى مبتغاهم ويقتلون الحوثيين الهاربين من مقاومة الحوطة.. وكانت تدور معارك متقطعة في قرى الحوطة في مثلث المجحفة والحمراء والثعلب، وقدم الشباب هناك عددا من البطولات في تلك الأيام في بداية شهر أغسطس 2015م”.
ويردف السلامي قائلا: “ استبسل شباب المقاومة بلحج في يوم تحرير مدينة الحوطة من مليشيات العدوان الغازية، بفضل تضحيات المقاتلين من الحوطة وقرى تبن.. وفي نفس اليوم وفي ملتقى القرى الثلاث في مثلث المجحفة والحمراء والثعلب سقط عدد من شباب التحرير شهداء وجرحى، وكان محسن فضل عبدالواسع أحد أولئك الشهداء البواسل الذين سقطوا في ذلك المثلث، صباح الثلاثاء بتاريخ 2015/8/4م، ومن شهداء تلك الهجمة في ذلك اليوم: الشهيد غسان عبده اللصيصي، من قرية المجحفة (خصصنا له حلقة سابقاً).. وجرح ثلاثة من المقاومين في اليوم نفسه، وهم: أحمد صلاح السلامي، وأحمد فضل عبدالواسع (أخو الشهيد محسن فضل عبدالواسع)، وسعيد جلال سعيد سعد، من قرية “الثعلب”.
رحم الله الشهيد محسن فضل ورفاقه الأبطال، وتقبلهم وطيب ثراهم، وشفا الله زملائه الجرحى.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى