سقوط الرقابة.. الكتاب المدرسي يختفي من المدارس ويظهر بالأسواق.. إدارات المدارس: من الغرابة توفر كتب مدرسية بطبعات جديدة في السوق السوداء ومدارسنا تخلو منها

> رصد/ رعد الريمي

> بدأت العملية التعليمية بالعاصمة عدن تفتتح أبوابها منذ شهرين مشرعة على عام دراسي جديد مليء بالصعوبات، بعضها انتقلت مع العام الدراسي كانعدام الكتاب المدرسي، الذي بات مختفيا في المدارس، وحاضراً وبشكل يدعو للريبة.
تقول لـ«الأيام» المواطنة أمل محمد سعيد، وهي أم لثلاثة طلاب، إنها أشترت ما نسبة 70% من الكتب المدرسية من السوق السوداء الخاصة ببيع الكتاب المدرسي في العاصمة عدن، وتحديدًا من مديرية الشيخ عثمان.
وتضيف بقولها إنها باتت تشتري الكتاب المدرسي في ظل ما تفرضه قيمة هذه الكتب من ميزانية مضاعفة على قدرتها، خاصة بعد أن بلغ سعر بعض الكتب الدراسية خمسمائة ريال للكتاب الواحد، وتحدثت بأنها لجأت لشراء الكتاب المدرسي لأبنائها الدراسين بعد أن نفذ صبرها بأن تقوم إدارة المدارس الحكومية بتوفير الكتاب للطلاب.

وأكدت أمل أنها على استعداد لشراء المزيد من الكتب برغم ما تعانيه من أوضاع مادية صعبة نظرا لحاجة أولادها وحبهم للدراسة بعد أن فشلت وزارة التربية والتعليم بتوفير الكتاب المدرسي”.
*أزمة الكتاب المدرسي
ويناشد عدد كبير من مدراء مدارس التعليم الأساسي والثانوي بعدد من المحافظات الجنوبية المحررة، وزير التربية والتعليم بسرعة توجيه مطابع الكتاب المدرسي وإرسال الكتاب المدرسي لعدد من الفصول الدراسية، والتي تفتقر إلى انعدام الكتاب بشكل شبه كامل، خاصة للصفوف المتدنية كالفصل الثالث والرابع والخامس والسادس في ظل غياب جميع المواد الدراسية، بالإضافة إلى مواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية للمرحلة الوسطى للصفوف السابع والثامن والتاسع، وكذا لمادة القرآن الكريم والتربية الاسلامية والفقه والتوحيد للمرحلة العليا، الأول والثاني والثالث الثانوي.
من جهتها تقول لـ«الأيام» مديرة مدرسة الشهيد العبيدي بمديرية الشيخ عثمان، أشواق طه أحمد عمر: “إن مشكلة الكتب المدرسية مستمرة من بداية العام الدراسي بعد أن تم حل مشكلة انعدام كتاب نهج القراءة هذا العام، ونأمل من جهات الاختصاص حل بقية المشكلة بخصوص الكتب الناقصة”.
وتضيف: “ليست الغرابة في انعدام الكتب من قبل التربية، بل الغرابة تكمن في توفر هذه الكتب وبطبعات جديدة في السوق السوداء، الأمر الذي جعلنا كمدراء مدارس نقف في موقف حرج أمام الطلاب وأوليائهم”.

*غياب الكتاب بنسبة 70%
تستطرد التربوية أشواق: “إن غياب الكتاب بات مشكلة حقيقية تؤثر سلباً على العملية التعلمية، وعلى أداء المعلم والطلاب على حد سواء، لاسيما وأن نسبة غياب الكتاب المدرسي للمراحل التعليمية بلغ ما يمكن تقديره بـ 70%”.
ولفتت إلى أن “نسبة الغياب كبير، حيث أن كل مرحلة دراسية تكون هناك ثلاث مواد على الأقل لا تتوفر لها كتب في ظل ما يعانيه أولياء الأمور من أوضاع صعبة”، وقال: “هذه المشكلة لدى بعض أولياء الأمور الذي يكون لدية أكثر من طالب في المراحل التي يكثر فيها غياب الكتاب المدرسي مسببة أعباء مضاعفة عليهم”.
*نزوح الطلاب مشكلة إضافية
ففي الوقت الذي تشهد فيه العاصمة عدن، وبقية المحافظات المحررة، من غياب بارز للكتاب تبرز مشكلة نزوح الطلاب من المحافظات التي تشهد صراعا، ويشكل نقل الطلاب من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية مشكلة أخرى تعاني منها المدارس العامة، ومدراء المدارس، ما يتطلب الأمر إلى إجراء علاج جذري وحقيقي من قبل وزارة ومكتب التربية والتعليم بالعاصمة عدن.
وتطرقت إلى جملة من الجهود التي بذلتها إدارة المدرسة في توفير الكتاب، وقالت: “إنها بذلت جهودا مع مكتب التربية بعدن لتوفير الكتاب، غير أنها لم تظفر بتجاوب، وهي مشكلة كبيرة عامة في نظري، بأن يتوفر الكتاب المدرسي في الأسواق السوداء وبطبعات جديدة بل وحديثة، وهو الشيء المحزن بالنسبة لمدراء المدارس والطلاب”.
*أعباء مضاعفة تؤرق الأولياء
شكل غياب الكتاب المدرسي مأساة حقيقية تعددت صوره وفصوله، ولعلى أبرزها تجسدت في أن يدرس أكثر من طالب في كتاب واحد، والاضطرار إلى استدانة الكتاب المدرسي في حالة تعذر شراؤه من السوق، وتصويره من قبل ولي أمر الطالب.

وأشارت مريم أحمد، وهي طالبة سنة سادسة، بمدرسة خديجة بالمنصورة، إلى أنها تعاني معاناة بالغة تمثلت في عجزها عن حل واجباتها المدرسية في ظل انعدام الكتاب الدراسي، وعدم استطاعة والديها على شراء الكتاب، وأضافت قائلة: “أصبح اعتمادنا على الكتاب شبه كلي، إذ من خلاله نستذكر الدروس السابقة ومذاكرة الاختبارات، وحل الواجبات، ما يعني أن غياب الكتب بكل تأكيد سوف يؤثر على تحصيلي العلمي”، مطالبة إدارة مدرستها أن تجتهد في توفير الكتاب؟
*طبعة جديدة في السوق
ويؤكد من جهته المدير التنفيذي للمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي، الدكتور محمد عمر باسليم، لـ«الأيام» إن الكتاب المدرسي الموجود في السوق السوداء هو من طبعات جديدة، حد قوله.
ولفت إلى أن هناك جهودا بذلت من قبل الوزارة وإدارة مطابع الكتاب بتوجيه مذكرة إلى إدارة أمن عدن بالتحقق في القضية، خاصة أن الكتب باتت تتوفر بكميات كبيرة وبطبعات حديثة يحضر بيعها في السوق، لكنها تباع وبغير أي إجراءات، ونطالب بإجراءات قانونية والمتسبب يتحمل ما اقترفه.
رصد/ رعد الريمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى