> رصد/ رائد محمد الغزالي
في منطقة الصلولي الواقعة في مديرية الملاح بمحافظة لحج، والتي تبعد عن الجهة الغربية من مدينة الملاح عاصمة المديرية بنحو كيلو متر تقريباً، توجد مدرسة الصلولي التي تأسست في عام 2010م، مكونة من أربعة فصول دراسية، ومخيم مستحدث وضع ليستوعب الطلاب الذين تزايد عددهم خلال العام الدراسي الجاري، حيث يدرس فيها حاليا مستويات الصف الأول وحتى الخامس الأساسي.
مدرسة الأطفال الوحيدة
يقول بهذا الصدد مدير إدارة المدرسة، فاروق قائد تركي: “إن المدرسة والمؤلفة من أربعة فصول، تم إضافة لها فصلين دراسيين على نفقة المجلس المحلي بمديرية الملاح، وفصلين عبر مشروع النقد مقابل العمل”.
المبنى لا يستوعب المتقدمين
يستطرد مدير المدرسة بشأن الوضع المتعلق بالعوائق التي تواجه الإدارة المدرسية: “من أهم الصعوبات التي تواجهنا هي الكثافة العددية، ومع كل عام يمر تتزايد نسبة الإقبال لكون المدرسة مدرسة ابتدائية تعلم من المستوى الأول وحتى المستوى الخامس”.
وعبر تركي عن شكره لإدارة التربية والتعليم بالمديرية على توفيرها مخيمين للمدرسة مقدمة من منظمة اليونيسف، ليتم تدريس الطلاب فيها في ظل الأجواء الشتوية الباردة التي تشهدها المنطقة حاليا.

عدد الطلاب الدارسين
يبلغ عدد الطلبة والطالبات الدراسين إلى أكثر من 244 ذكورا وإناثا يتلقون تعليمهم في مبنى صغير، وأربعة فصول ضيقة، وهذا العدد من المتقدمين مقارنة بوضع المدرسة يعد كبيرا، والمبنى يستوعب نحو 15 معلماً يدرسون الطلاب في أوضاع غير مستقرة، وفي بيئة غير مؤهلة، ويمثل صعوبة بالغة على سير العملية التربوية والتعليمية.
احتياجات أساسية
تفتقر المدرسة إلى جوانب هامة لابد من توافرها، فالاحتياجات الأساسية التي يحتاجها مبنى المدرسة في الوقت الحال، فصول إضافية توازي الكثافة العددية الوافدة إلى المدرسة خصوصا وأنه يتوقع أن تزيد ضعف ما هي عليه اليوم، كما أن المدرسة تفتقر إلى الخدمات الضرورية، ودورات المياه (الحمامات).
ويناشد القائمون على إدارة هذه المدرسة، الجهات المختصة في المديرية والمحافظة ببناء حمامات لكونها تعد من الاحتياجات الأساسية المطلوبة، بالإضافة إلى استحداث مكتب مراجعة لجلوس المعلين على طاولته، فالمدرسة حتى الآن لا يتوفر فيها مكتب للمعلمين، ولا حتى مستودع لوضع المستلزمات المدرسية، من كتب وملفات وشهادات.
وتنتظر الإدارة التربوية في المدرسة أن تفي الجهات المعنية في مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج، بالتزاماتها بشأن توفير النواقص والمتطلبات لهذه المدرسة، حيث قام قسم التوجيه في إدارة تربية المحافظة بزيارة المدرسة قبل أشهر، لتقييم وضعها واستلام الاحتياجات التي قدمتها إدارة المدرسة، وحتى الآن لم تقم بأي شيء لحل مشكلة المدرسين والطلاب الدارسين فيها.
مقومات شبه معدومة
يتحدث أحد معلمي المدرسة، وهو المعلم فضل محسن الحنشي، عن وضع المدرسة الذي وصفه بالسيء والصعب، وقال: “إن المدرسة تفتقر لكل العوامل والمناخات التي تساعد على استقرار العملية التعليمية”.

ويضيف: “فلا تتوفر في المدرسة الظروف الإيجابية والمشجعة التي توفر جواً دراسياً يستطيع من خلاله الطلاب تلقي الدروس في أوضاع مستقرة”.
ويستطرد الحنشي: “لا يمكن الحديث عن عوامل إيجابية والمدرسة مازالت بحاجة ماسة لرفدها بأبسط المتطلبات لتكون قادرة على أداء رسالتها في نطاق رقعتها الجغرافية المهمة التي تزداد فيها الكثافة السكانية”.
ويوضح الحنشي أبرز الاحتياجات والمتطلبات التي لابد من توفيرها لطلاب المدرسة، منها: الكراسي ولوحة التعليم، ومواد الكتابة، إلى جانب النقص الكبير التي توجه إدارة المدرسة في عدد من مقررات التعليم، ناهيك عن عدم وجود الإذاعة المدرسية والأجهزة الصوتية الخاصة بهذا الغرض.
ظروف تعليمية قاسية
تشكل غياب الوسائل والاحتياجات عائقاً صعباً أمام الطلاب، وهو أيضا يشكل تحديا أمام قدرتهم على ترجمة إبداعاتهم وأفكارهم، بسبب عدم توفر المناخ الذي ينشط من خلاله تلك الإبداعات الطلابية، حيث أنه لا يمكن أن يبدع الطالب، ويخط أفكاره المبتكرة، وهو يدرس وسط العراء ووسط البرد القارس.
ختاماً
إن المعاناة التي تشكو منها إدارة المدرسة ومعلموها وطلابها تتطلب التفاتة عاجلة وتحركا رسميا وشعبيا من قبل الجهات المسؤولة والأهالي للبحث عن مصادر لتأهيل متطلبات المدرسة واحتياجات طلابها.
ونشد على المؤسسات العامة والمنظمات الدولية المعنية بدعم التعليم في الدول والمناطق النائية إلى زيارة المدرسة للاطلاع على ظروفها وأوضاعها الصعبة، وتقديم ما يحتاجه هؤلاء الطلاب الصغار من احتياجات ووسائل التعليم، لأجل أن نغرس فيهم حب الدراسة ومفاهيم الاجتهاد والإبداع التي تخدم مستقبل الإنسان والمجتمع.
رصد/ رائد محمد الغزالي