مدرسة الثورة الضباب بحالمين في محافظة لحج.. تفتقر إلى مقومات تتناسب وعراقتها بعد نصف قرن من العطاء

> رصد/ رائد محمد الغزالي

> تقع مدرسة الثورة الضباب في مديرية حالمين محافظة لحج، في منطقة تسمى “الضباب”، وتتصل بها أرياف عدة تمتد على سلسلة من التلال الجبلية والسهلية.
تأسست هذه المدرسة في عام 1978م كأقدم مدرسة في المديرية، ومضى خمسون عاما على تأسيسها.. وشهد هذا العام (2017م) مهرجانا احتفاليا كبيرا أقامته إدارة المدرسة والأهالي وداعمون مغتربون من أبناء المنطقة بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيسها.

وخلال السنوات التي مرت تلقى العديد من أبناء المناطق القريبة من المنطقة والبعيدة تعليمهم فيها، منذ أن تم بناء صفوف دراسية متواضعة المبنى، لتتطور مع مرور السنوات بإضافة فصول دراسية تم تشييدها في السنوات الخمسة عشر الأخيرة.
«الأيام» وفي إطار نزولها الميداني لتفقد مدارس المناطق البعيدة في محافظة لحج، رصدت تقريرا عن هذه المدرسة العريقة التي تدرس فيها المرحلتان الأساسية والثانوية، وعن حالها اليوم واحتياجاتها المستقبلية.
المدرسة العريقة
هذه المدرسة كما يقول مديرها الحالي فارس علي، يعود الفضل في تأسيسها إلى نخبة من المعلمين الأوائل عندما بدأوا بجمع الطﻻب تحت سقفها، بعد أن كانوا يدرسون تحت الأشجار، لتشكل تلك الانطلاقة ملتقى تربويا للارتقاء المعرفي بعد أن كان التخلف والجهل سائدين لدى الكثيرين، فمنهم من توجه نحو دراسة الطب ومنهم إلى الهندسة، والسلك العسكري، وفي المجال التربوي.
ويضيف: “لقد مثلت هذه المدرسة رافدا رئيسيا لمختلف المجالات، وكان الدور الأكبر للإدارات التربوية المتعاقبة وإدارات المدرسة والمعلمين في تطوير العملية التعليمية والتربوية” وقال: “هذه المدرسة هي من أهم المدارس في المحافظة من حيث العملية التعليمية والأنشطة المدرسية الثقافية والفكرية والفنية، فقد أصبحت اليوم صرحا علميا شامخا يؤدي عمله في جميع الجوانب العلمية وجميع الأنشطة المدرسية، ويوجد فيها معرض مدرسي يحتوي أجنحة أخرى لعدة مجالات منها جناح يتضمن مراحل التعليم القديم، واللوحات العلمية والفنية والابداعية”.

واختتم: “إن الجهود التي يقدمها هذا الصرح العلمي العريق لا يعني أن كل شيء جميل، أو أنه لا ينقصنا شيء، فالمدرسة بحاجة إلى أشياء عدة، أبرزها احتياجها لسقف خارجي يغطي ساحتها الداخلية، وكذلك لملعب يمارس فيه طلاب المدرسة انشطتهم الاعتيادية”.
احتياجات لابد من توفرها
يتحدث المعلم عبود سيف الأمير، شاكرا «الأيام» على زياراتها الميدانية المتواصلة لتفقد أوضاع المدارس في المناطق النائية والبعيدة عن العاصمة عدن، وقال: “مدرسة الثورة الضباب مرّ على تأسيسها خمسون عاماً، وتخرج منها أجيال لا حصر لها، وأصبحوا اليوم منهم الطيار، ومنهم الدكتور، والمهندس والمحامي والمعلم، وكلهم تعلموا في هذه المدرسة على مدى خمسون عاما من العطاء والتقدم”.

ويضيف قائلا: “هذا المكان لن ينساه التاريخ، لقد بذلت جهود تركت بصمات خالدة بفضل أيادي الرواد الأوائل الذين لايتسع المجال لذكرهم، وأسهمت جهودهم في بناء مجتمع مسلح بالعلم والمعرفة”.
ويتطرق عبود إلى ما تعانيه المدرسة في الوقت الحالي، قائلا: “المدرسة تحتاج إلى الكثير من المقومات التي تتناسب مع عراقتها، ومنها توفير الوسائل التعليمية المختلفة التي ترسخ المعلومة في أذهان الطلاب وتحسن مستواهم التعليمي، وتوفير المختبرات المتكاملة، وإجراء التجارب وتوفير الكمبيوترات، وإدخال التقنيات وكذلك توفير الكتب المدرسية ودليل المعلم وإنشاء المكتبه المدرسية”.
الدور المجتمعي
يتحدث صالح مساعد رئيس مجلس الآباء عن الدور المجتمعي في تأسيس المدرسة، فقال: “كان الدور المجتمعي بارزا في تأسيس المدرسة من خلال المتابعات مع الإدارة المدرسية عندما تم بناء مباني حديثة”.
وأوضح أن “التعليم في المنطقة بدأ تحت الأشجار لمدة عامين حتى استطاع المجتمع المحلي تنظيم نفسه على شكل فرق مبادرات لتجهيز المبنى الذي احتوى على أربعة فصول، ثم أضيفت بعد ذلك أربعة أخرى خصوصاً بعد دمج مدرسة بوران ومدرسة ماور مع مدرسة الثورة الضباب وشكل ذلك الدمج تطورا كميا ونوعيا للعملية التعليمية بالمدرسة، وظلت المدرسة النموجية في مركز حبيل الريدة سابقاً مديرية حالمين حالياً.
مبنى المدرسة
مبنى المدرسة

وأضاف ونظرا للكثافة العددية للمتعلمين كانت الحاجة ملحة لزيادة عدد الصفوف الدراسية إلى اثني عشر صفا تشمل الادارة المدرسية والمكتبة”.
إعادة تحديث المدرسة
في عام 2003م تم بناء مدرسة ثانوية وافتتح التعليم الثانوي وعام 2009م تم هدم مبنى المدرسة القديمة وإعادة بناء مدرسة حديثة مع ملحقاتها، وحالياً تتكون مدرسة الثورة الضباب للتعليم الأساسي والثانوي للبنين والبنات من مبنيين مع الملحقات. وقال: “كان لابد من رد الجميل للجيل الذي تعاقب على خدمة هذه المدرسة من معلمين ومدراء مدارس فتم إقامة مهرجان احتفالي كبير منذ أشهر بمناسبة ذكرى التأسيس بمشاركة مجتمعية واسعة وكان هذا المهرجان رائعا بكل ماحملته فقراته”.
مختتما حديثه باستعراض بعض من احتياجات المدرسة، فقال: “في الوقت الحالي المدرسة بحاجة إلى اهتمام السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم بالمديرية، لابد من توفير الكتاب المدرسي، وكذلك عمل مظلات للمدرستين للوقاية من حرارة الشمس، ولتكون ساحة المدرستين متنفسا للطلاب لممارسة الأنشطة اللاصفية المختلفة.. وكذلك المدرسة بحاجة إلى مولد كهربائي أو طاقة شمسية لتشغيل الوسائل الإعلامية وأجهزة المختبرات لتفعيل التعليم النظري وتطبيق التجارب المختبرية للمواد العلمية المختلفة”.
احتياجات المدرسة
مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية حالمين عبدالحكيم صالح، كان لنا لقاء به ليحدثنا بشكل مختصر عن هذه المدرسة، وعن دورهم كجهة مسئولة في تقديم الدعم لهذه المدرسة، ورفدها بالاحتياجات المطلوبة بحسب ما تحدثت به إدارة المدرسة ومجلس الآباء فقال: “أولا شكرا على لقائكم لتسليط الضوء على وضع العملية التربوية والتعليمية في مديريتنا وعبر مدرسة الثورة وهذا دليل حرصكم في صحيفة «الأيام» على نقل ما يهم المجتمع”.
ويواصل: “بالنسبة لمدرسة الثورة الضباب فهي من أقدم مدارس حالمين حيث تأسست في نهاية الستينيات، مبنى وقبلها تدريس تحت الأشجار، وكانت نقطة تجمّع للطلاب من العديد من المناطق وهي مدرسة عريقة تخرَّج منها الكثير من الكوادر في مختلف المجالات، ولها تاريخ ناصع بالبياض”.
وعن احتياجات المدرسة التي من المفترض على إدارة التربية والتعليم بالمديرية السعي لتلبيتها وفق ماهو ممكن أجاب: “بالنسبة لنواقص المدرسة فهي كثيرة، وكما ذكرت في استفسارك فهي تعاني كما تعانيه غيرها من مدارس حالمين، ولكننا بدورنا سبق وإن قدَّمنا خطتنا ومطالبنا إلى الجهات المسئولة في محافظة لحج فيما يخص المختبرات والمظلة، وهذه ليست مجرد خطة وإنما بناء على طلب ترشيح قدم إلينا من المحافظة فيما يخص المختبر والمظلة وكذلك الترميم ورفعناها ضمن ذلك ويبقى أن تفي المنظمات الواعدة بذلك”.
وأضاف: “بخصوص الاحتياجات الأخرى المتعلقة بالكتب والآثاث والوسائل التعليمية وغيرها، هذه الاحتياجات تعاني منها جميع المدارس ونحن في متابعة مستمرّة لذلك، وسنضع مدرسة الثورة نصب أعيننا وسنولي لها اهتماما أكبر وذلك مرهون بمدى الاستجابة من قبل الجهات المعنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى