مناضلون وأكاديميون بردفان: 30 نوفمبر ثمرة نضالات 14 أكتوبر.. نوفمبر المجيد.. ميلاد شعب عظيم

> تقرير/ رائد الغزالي

> تحتفل بلادنا اليوم بالذكرى الخمسين لاستقلال جنوب اليمن، الذي أعلن في الــ30 من نوفمبر عام 1967م من المستعمر البريطاني، منهية بذلك احتلال دام 129عاما.
ونال الشعب استقلاله بعد ثورة كفاح مسلح انطلقت شرارته من جبال ردفان بمحافظة لحج في 14 أكتوبر عام 1963م بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة وزملائه، لتشهد على إثرها مناطق ومدن الجنوب مسيرات وانتفاضات مسلحة ضد المحتل البريطاني.

«الأيام» رصدت آراء الكثير من المناضلين ممن شاركوا في تلك الثورة لنقلها إلى الجيل الجديد، ليأخذوا منها الدروس والعبر في ثورتهم التحررية الحالية.
إن لهذه الذكرى التاريخية لجيل اليومين المجيدين أكتوبر ونوفمبر وقعا ومكانا خاصا في نفوسهم، ومصدر فخر واعتزاز لهم، وللأجيال القادمة.

المناضل اللواء قائد علي مجمل وصف لـ«الأيام»، وهو أحد المناضلين الذين شاركوا في تفجير الثورة الأكتوبرية عام 1963م، وصف يوم الـ30 من نوفمبر بأنه «ميلاد وطن ونقطة تحول هامة في تاريخ الجنوب»، مضيفا: «بكل فخر واعتزاز نستقبل هذا الذكرى العظيمة ليوم الاستقلال الوطني بأنفس مفتوحة رغم الجراح التي يعيشها وطننا في الوضع الحالي في كل جوانبه، كونها تُعد ذكرى وتاريخا عريقا سيظل صامداً ومفخرة لكل جيل صاعد، ونصرا انتزعاناه ولم يأتِ هبة أو عطاء، كما أن السبيل إليه لم يكن مفروشًا بالورد والياسمين، بل تحقق بعد تضحيات جسام قدمها ثوار الجنوب منذ انطلاقة الثورة المسلحة المنظمة من شامخات جبال ردفان، برغم أن هناك كانت محاولات نضالية اجتهادية سبقت إعلان الثورة المسلحة المنظمة ضد بريطانيا العظمى بجيشها وبترسانتها العسكرية وتحتل أجزاء من العالم».

وقال: «هذه الملحمة البطولية التي صنعها ثوار الجنوب بعتاد محدود كان حصادها ثمرة عظيمة ونقطة تحول تاريخي تمثلت بميلاد وطن جنوبي حر كامل السيادة وصاحب القرار، ولهذا أوجه نصيحتي لأبنائي في وطني الجنوب بأن يصمدوا، وتجنب التسرع والتهور والانجرار وراء الأقوال التي تُشاع هنا وهناك ضد فلان أو علان، لما لهذه الجوانب من مؤثرات وسلبيات جمة، مع تأكيدنا بأن الخلافات العابرة لابد منها، ولكن النضال من أجل الوطن يتوحد على الجميع، قبائل، ومكونات، ونصيحتي لهم بأن يأخذوا من تاريخ أكتوبر أروع الأمثلة والدروس».
مناسبة كبيرة
فيما أشار المستشار التربوي سلام أحمد علي لـ«الأيام» إلى أن «لهذه المناسبة أهمية كبيرة في استخلاص الدروس والعبر، لتعزيز التلاحم الاجتماعي والوطني، فضلاً عن كونها ذكرى يعتز بها الجميع، ومنها يُستلهم ملاحم بطولية وتضحيات يفتخر بها الكل قدمها شعب الجنوب العظيم طوال 129 عاماً لمقاومة الاستعمار البريطاني حتى تحقق الاستقلال الناجز وغير المشروط».

وأضاف: «إننا نفتخر بهذه المناسبة التي ضمدت جرح الوطن العربي، بعد إصابته بنكسة حزيران، بل أثبتت أن الشعوب الحية لا تُهزم.. سائلين المولى أن يرحم شهداءها الأبطال وأن يُلهم ذوي الشأن إعادة كتابة وتوثيق التاريخ لإنصاف المناضلين والشهداء الذين طالهم التهميش، وتصحيح الوقائع والأحداث بما كانت عليه من ارتباطها بالثورة، وللمضي قدماً في تحقيق خيارات شعبنا الجنوبي في الحرية والحياة الكريمة والتنمية وتوفير الظروف لمستقبل واعد وآمن لأجيالنا الصاعدة».
ميلاد شعب
من جهته قال الشيخ محمد صالح الداعري: «يتوجب علينا في هذه المناسبة الوطنية أن نجعل منها مناسبة لتوعية الجيل وغرس حب الوطن فيه وتخليداً للشهداء وتذكر مواقفهم البطولية، لا مجرد مناسبة وطنية عادية تمر مروراً عاديًا، كما يجب علينا أن نحفاظ على هذا التاريخ والالتفاف حول بعضنا بصفتنا جنوبيين، وعدم الانزلاق وراء ما يمسح هذه الانتصارات والتضحيات التي قدمها شعبنا الجنوبي في مسيرته النضالية للوصول إلى هذا الوطن، باختصار لقد مثلت هذه الثورة والذكرى ميلاد شعب».
قيمة وطنية راسخة في الوجدان
الباحث والأكاديمي د. حافظ قاسم صالح أوضح في حديثه لـ«الأيام» أن «الاستقلال الوطني يُمثل قيمة وطنية راسخة في الوجدان الوطني لأبناء الشعب».

وأضاف: «إننا نستحضر في هذه الذكرى المجيدة الأبطال الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل الوطن واستقلاله، ولينعم أبناؤه وأهله بخيراته كالقضاء على الفقر، والجهل، والمرض، كما يتوجب علينا أيضاً ونحن نحتفل بهذه المناسبة الغالية أن نقف مع أنفسنا وقفة للمراجعة الموضوعية؛ لتصويب جوانب الإخفاق في مسيرة بناء الدولة بعد الاستقلال إلى يومنا هذا، فما تحقق ليس بقدر الطموح، فالفقر منتشر في أوساط المجتمع، والمؤسسات الطبية عاجزة عن أداء واجباتها ومسؤولياتها، والتعليم بائس ومتخلف، ويكاد أن يتم القضاء على مجانية التعليم، وهذه الأخيرة تُعد من أهم أهداف الاستقلال، وإلى جانب ضعف التعليم هناك محاولات مستمرة للقضاء على توافر فرص متساوية لأبناء الشعب في الحصول على التعليم، وكذلك انتشار الجهل والفساد الإداري وضعف مؤسسات الجيش والأمن».

ويشير د. صالح إلى أن «الاستقلال الناجز والكامل هو تحقيق الاكتفاء الاقتصادي، وحسن استغلال الثروات، وبناء المؤسسات الإنتاجية، فإذا وقفنا للتأمل في ما سبق نجد أننا لم نبلغ دلالات الاستقلال الناجز ومازلنا نحكم عن بعد، فلابد من الوقوف بموضوعية لتصويب وتقويم المراحل السابقة لنستطيع النهوض وتحقيق حلم الشهداء والمناضلين، ويجب علينا أن نبتعد عن الحماسية البعيدة عن الفعل والعمل».

اراء عدد من المناضلين
اراء عدد من المناضلين

انتصار الإرادة
وقال منير محمد ناصر: «فعالية الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال 30 نوفمبر تكتسي أهمية عظيمة لدى أبناء الجنوب في الداخل والخارج، لِما تمثله من انتصار لإرادتهم وصمودهم طوال 129 سنة، قدم خلالها أولئك الشرفاء والمناضلون الأوائل تضحيات جسام، ورووا الأرض الجنوبية بدمائهم الطاهرة، ويتوجب علينا في وقتنا الحاضر أن نستلهم الدروس والعبر منها في الثبات والانتصار لعدالة قضيتنا الجنوبية وشهداء انتفاضتها منذ 2007م حتى يومنا هذا، وبإذن الله ستتحقق في الفترة الحالية، وستثمر تضحيات الشهداء والجرحى عن تحقيق هذا المكسب العظيم بإعلان دولة الجنوب ورفع علمها خفاقاً عالياً، ويتوجب علينا أيضاً أن تنعكس تضحياتنا بسلوكنا اليوم بكيفية التحلي بالأخلاق العظيمة والمستقيمة بعيداً عن الثقافات السيئة التي تضر بالوحدة الجنوبية وبالأهداف والثوابت التي بُني عليها عملنا لتحقيق الأهداف المنشودة».
ذكرى لتعزيز التلاحم
العقيد ثابت هيثم الصنبحي تحدث عن هذه الذكرى بالقول: «إننا نحتفل اليوم بالذكرى الــ50 لحصول شعب الجنوب على التحرير والاستقلال وانتزاعه من المستعمر البريطاني في الـ30نوفمبر 1967م بعد 129 عاما من الاحتلال والمعاناة والتخلف والأمية، ليسود البلاد العدل والعلم وبناء جيش وطني لحماية مكتسبات الثورة الأكتوبرية».
وأضاف في حديثه لـ «الأيام»: «نحن اليوم في منعطف ثوري في جنوبنا الحبيب يقودنا نحو النصر العظيم، بدأ بثورة جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين الذين سرحوا قسريًا من أعمالهم عقب حرب صيف 1994م، قبل أن ينبثق منها الحراك الجنوبي».

وطالب الصنبحي أبناء شعب الجنوبي بـ «الوقوف صفًا واحدًا، وكذا دعم المجلس الانتقالي الذي يحمل مشروع القضية الجنوبية برئاسة عيدروس الزبيدي ليحصل الشعب على الاستقلال الثاني».
ذكرى اليوبيل الذهبي
وأشار جمال ناصر إلى أن «الشعب الجنوبي يحتفي بـ(اليوبيل الذهبي) لذكرى الاستقلال الوطني لدولة الجنوب، في ظل تطورات كبيرة وعظيمة شهدها الجنوب، أبرزها تحقيق الانتصار الثاني على قوات نظام صنعاء».
وأضاف: «إلى جانب هذا الحدث التاريخي الذي نعيشه، نعيش أيضاً حدثا آخر يتمثل بإعلان عدن التاريخي بتشكيل المجلس الانتقالي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، وكذا النجاحات الكبيرة بتدشين فعالياته في المحافظات الجنوبية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى