قــصـة شهـيـد "عباس الخضر حسن حسين النخعي" (لبّيك يا عدن)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> أنهكته الغربة وبُعده عن أطفاله، لكنه تحمل من أجل رزقه الذي وجده بعيدا عن وطنه، استطاع أن يتكبد ويتجرع مرارة الغربة وقهرها وظلمها، من أجل أن يوفر لقمة العيش لأطفاله، وأن يرسم لهم مستقبلا مشرقاً في توفير كل احتياجات تعليمهم في المدارس، لإدراكه بأن الأوطان لا تبنى إلا بالعلم.
الشهيد عباس الخضر حسن النخعي، من مواليد 1976م، من أبناء مدينة الممدارة بمحافظة عدن، لديه ستة أطفال، حاصل على شهادة دبلوم ميكانيك، كان يعمل في السعودية، وعند إعلان المليشيات الانقلابية الحرب على الجنوب، وبدأت تقتحم وتتوغل في المدن الجنوبية وتدكها وتقصفها عشوائيا وبهمجية وهستيريا بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا، عندها لم يستطع عباس المكوث في السعودية، فعاد على الفور إلى عدن وقضى أسبوعاً مع عائلته، وبعدها التحق مباشرة بشباب المقاومة الجنوبية في منطقة الممدارة، وتسلم سلاحا من قبل قائد المقاومة هناك، من الأسلحة التي دعمت بها دول التحالف العربي، وتم تدريبه على استخدام السلاح، بعدها التحق عباس بالجبهات ليشارك شباب المقاومة الجنوبية في صد هجوم المليشيات البربرية الكهنوتية، فصال وجال في الجبهات وشارك في المواجهات والمعارك بكل بسالة وعزم وتضحية.
تقول زوجته: “عندما كان عباس في السعودية وعلم بالحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي وقوات صالح لم يستطع البقاء هناك، لأنه كما قال إن بلده يحتاج لكل مواطن لحمايته والدفاع عنه، وعاد إلى أرض الوطن.. وبعد عودته من الغربة بأسبوع قال لي بأنه سيلتحق بالمقاومة، وأن عليه أن يؤدي واجبه تجاه وطنه، فالتحق بشباب المقاومة الجنوبية للمشاركة في تحرير أرض الجنوب من المليشيات البربرية”.
وتردف قائلة: “في تاريخ 2/6/2015م توجه عباس مع شباب المقاومة إلى جبهة الصولبان بمديرية خور مكسر، حيث شهدت هذه الجبهة معركة قوية، وكانت تعتبر من أخطر الجبهات وأشدها حينها، وفي ذلك اليوم كانت هناك معركة شرسة واشتباكات قوية بين مليشيات الحوثي وقوات صالح الانقلابية وبين شباب المقاومة الجنوبية الذين استبسلوا في قتالهم ضد تلك المليشيات الحاقدة، وسطروا أروع الملاحم، وضيقوا الخناق على المليشيات الحوثية أكثر وأكثر، وفي تلك الأثناء قامت المليشيات الغاشمة بضرب مواقع المقاومة الجنوبية بقذائف "الهاو" بشكل متتابع، فسقطت إحدى تلك القذائف في الموقع الذي كان يتمترس فيه عباس الخضر ورفاقه، فاستشهد على إثرها إلى جانب ثلاثة من زملائه”.
وتختتم زوجة الشهيد قائلة: “وفي اليوم الثاني (يوم الأربعاء 3/6/2015م)، عند الساعة السادسة صباحا اتصلت على جوال زوجي فلم يرد، وكررت الاتصال فرد عليّ أحد زملائه وقال لي بأن عباس زوجي أصيب وتم نقله إلى المستشفى، وحضر إلي أقربائي بعد أن أبلغتهم، وأثناء استعداد أقربائي وأبنائي للذهاب إلى المستشفى ليطمئنوا على حال زوجي تفاجأنا بزملائه قد أحضروه إلى البيت وهو جثة هامدة.. نال عباس الشهادة التي تمناها وعاد من غربته لأجلها.. كان شجاعا، أراد أن تنعم عدن بالحرية والأمن والأمان، فضحى بحياته من أجل ذلك.. فهنياً له الشهادة”.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى