قــصـة شهـيـد "محمد علي بوبك البجيري" (صمود وشجاعة)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> عدن مدينة الحب والسلام.. عدن على مرّ العصور احتضنت شعوباً مختلفة، لم ترفض أحداً بسبب دينه أو عرقه أو لونه.. فعدن هي السلام بعينه، وهي الحب المنثور بداخل الأفئدة.. عدن بشوارعها بحدائقها وبحارها تنثر السلام، ليفوح منه عبق الحرية..
سلاماً يا مدينة حاول أعداؤك أن يطمسوا هويتك.. سلاماً لرجال ضحوا بأرواحهم من أجل أن تنعم عدن وأبناؤها بالسلم والتعايش الاجتماعي، ورووا بدمائهم الزكية ترابها الطاهر.
الشهيد محمد علي بوبك البجيري (من مواليد 1982م، وأب لأربعة أطفال، كان يعمل بالقطاع الخاص) هو أحد أبناء عدن الأوفياء والمخلصين والأبطال، الذين استبسلوا في الدفاع عنها ضد عدوان مليشيات الحوثي وقوات صالح الغاشمة التي حاولت اجتياح المدينة لتركيع أهلها، وتدمير كل جميل فيها.
فعند محاولة تلك المليشيات الغازية اجتياح عدن في الحرب الغاشمة التي أشعلتها في 2015، رفض محمد البجيري - كغيره من أبناء عدن البواسل - أن يستسلم لتلك المليشيات، وأن تطأ أقدام عناصرها أرض عدن.. ففي بداية الحرب قام محمد البجيري وزملاؤه من أبناء حيه في مدينة الممدارة بمديرية الشيخ عثمان، بنصب نقاط تفتيش في الحي الذي يسكن فيه، لحفظ الأمن والسكينة، والحفاظ على الحي من أي تسلل قد تقوم به تلك العناصر الغازية.
وعندما شنت المليشيات الحوثية هجوماً لاقتحام المدينة دافع شباب المقاومة بضراوة وصدوا ذلك الهجوم، وأحكموا السيطرة على نقطة البجيري في الممدارة، وبعدها بدأ الشباب بالتخطيط لتنفيذ هجمات ليلة على مواقع تمركز عناصر المليشيات الحوثية هناك، على الرغم من قلة خبرتهم العسكرية، وبالفعل بدأ محمد علي بوبك وزملاؤه ينفذون خطتهم في الهجوم على مواقع العدو. وفي إحدى الهجمات والتي كانت بعد صلاة الفجر بتاريخ 9/5/2015، وكانت على مزرعة سيلان (المقابلة لحوش “درهم”) حيث يتواجد عناصر المليشيات، وهناك بدأت الاشتباكات، حيث كان محمد بوبك البجيري واثنان من زملائه يواجهون عددا كبيرا من عناصر المليشيات التي كانت تمتلك أسلحة متنوعة، ولم يستطع بوبك وزملاؤه الصمود أمام تلك الترسانة الضخمة من الأسلحة، فأصيب أحد زملائه في ذلك الهجوم، واستمرت الاشتباكات فاستشهد محمد بوبك البجيري ونجا زميلهما الثالث، ولم يستطع شباب المقاومة هناك انتشال جثة بوبك من مكان استشهاده، حينها انتفض إخوة محمد بوبك ودخلوا إلى الحوش وسحبوا جثة أخيهم.. ونقلوه مباشرة إلى مستشفى 22 مايو بالمنصورة إلا أن روحه كانت قد فارقت جسده الطاهر.
أقسم زملاء محمد بأنهم لن يستسلموا وأنهم سائرون على خطاه وخطى جميع الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدين والأرض والعرض. رحم الله الشهيد محمد بوبك البجيري وطيب ثراه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى