استياء وغضب دولي إثر قرار غير شرعي لترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

> القدس «الأيام» ا.ف.ب

> أثار قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل وبدء اجراءات نقل سفارة بلاده اليها، عاصفة احتجاجات بسبب مخالفته لقرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية.
وفي اول تعليق لرئيس دولة غربية وصف الرئيس الفرنسي ماكرون قرار ترامب حول القدس بـ“المؤسف”.. أما الاردن فاعتبر اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خرقا للشرعية الدولية والميثاق الأممي.
واستنكرت مصر الاعتراف مؤكدة انها ترفض أية آثار مترتبة عليه، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية التي قالت ان “اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال”.
الرئيس الفلسطيني عباس أكد ان القرار الاميركي لن يغير من واقع ان القدس “عاصمة دولة فلسطين الأبدية” وأن قرار ترامب اعلان بانسحاب واشنطن من “رعاية” عملية السلام.
و اعلن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ان وضع القدس لا يمكن ان يحدد الا عبر “تفاوض مباشر” بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مذكرا بمواقفه السابقة التي تشدد على “رفض اي اجراء من طرف واحد”.
وقال غوتيريش بعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل “لا يوجد بديل عن حل الدولتين” على ان تكون “القدس عاصمة لاسرائيل وفلسطين”.
واعلن امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل، “يدمر” اي فرصة لحل الدولتين.
وقال عريقات للصحافيين بعد خطاب ترامب “للأسف، قام الرئيس ترامب بتدمير اي امكانية لحل الدولتين، اعتقد ان الرئيس ترامب ابعد الولايات المتحدة من القيام بأي دور في أي عملية سلام”.
وقالت منظمة التحرير الفلسطينية إن قرار ترامب حول القدس “يدمر” اي فرصة لحل الدولتين” بينما اعتبرت حركة حماس الفلسطينية الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة ان قرار ترامب “سيفتح ابواب جهنم” على المصالح الاميركية.
وقال اسماعيل رضوان، القيادي في الحركة للصحافيين بعد خطاب الرئيس الاميركي ان القرار من شأنه ان “يفتح ابواب جهنم على المصالح الاميركية في المنطقة” داعيا الحكومات العربية والاسلامية الى “قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الادارة الاميركية وطرد السفراء الاميركيين لافشاله”.
ووصف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بانه “غير مسؤول”.
وقال تشاوش أوغلو على تويتر “ندين الاعلان غير المسؤول الصادرعن الادارة الأميركية، هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ومع قرارات الأمم المتحدة”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حذر بعد اجتماع مع الملك الاردني عبدالله الثاني، قبل اعلان ترامب المرتقب، من ان “مثل هذا الاجراء لا يفيد الا الجماعات الارهابية”.
ومن الحبر الاعظم وتركيا والاردن وبريطانيا والصين وصولا الى سوريا وايران، العدو اللدود لاسرائيل، ابدى المجتمع الدولي قلقه من اقدام ترامب على تلك الخطوة.
ودعا البابا فرنسيس إلى احترام الوضع القائم في القدس. بينما ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالقرار، مؤكدا ان بلاده لن تقبل بذلك.
وقال روحاني في كلمته إن إيران “لن تقبل بانتهاك المواقع المقدسة الإسلامية”. وأكد “على المسلمين أن يبقوا متحدين في وجه هذه المؤامرة الكبرى”.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آيه الله علي خامنئي قد تحدث الثلاثاء وقال أن القرار الأميركي خطوة يائسة ناجمة عن “عدم كفاءة” الولايات المتحدة.
وكان مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه قد قال الثلاثاء “في السادس من ديسمبر 2017، سيعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل”.
واضاف ان ترامب سيعطي من جهة ثانية أوامره للبدء بعملية نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى القدس، مضيفا ان الرئيس الاميركي لن يحدد جدولا زمنيا لعملية نقل السفارة التي ستتطلب “سنوات” نظرا الى الحاجة لايجاد موقع لها وتشييد بناء جديد لها وتمويله.
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ان ترامب “ملتزم بشدة” بعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال تيلرسون خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل إن ترامب “ملتزم بشدة بعملية السلام في الشرق الأوسط”، مضيفا “ما زلنا على قناعة بأن هناك فرصة جيدة لإحلال السلام والرئيس لديه فريق يعمل بصورة حثيثة من أجل ذلك”.
ومن المتوقع ان يعمد هذا الفريق الذي يرأسه جاريد كوشنر صهر دونالد ترامب الى إحياء محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، المتوقفة منذ 2014.
من جهتها أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الاربعاء انها ستتصل بالرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وذلك بعد ان اعرب وزير خارجيتها بوريس جونسون عن قلق بلاده حيال ذلك.
وقالت ماي امام البرلمان “انوي التحدث للرئيس ترامب بهذا الخصوص” في إشارة الى موقف ترامب حول القدس والذي اثار قلقا دوليا.
وقالت “موقفنا لم يتغير. وضع القدس يتم تحديده في مفاوضات تسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، والقدس يجب ان تكون عاصمة مشتركة”.
وكان جونسون قد أعلن لدى وصوله في وقت سابق إلى اجتماع للحلف الأطلسي في بروكسل “إننا ننظر إلى التقارير التي وردتنا بقلق لأننا نرى أن القدس ينبغي بوضوح أن تكون جزءا من التسوية النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تسوية يتم التفاوض عليها”.
واضاف في وقت لاحق على هامش اجتماع الحلف الاطلسي الى جانب وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، ان قرار ترامب يؤكد على الضرورة الملحة لخطة سلام جديدة للشرق الاوسط بقياد الولايات المتحدة.
وقال “من الواضح ان هذا القرار اكثر اهمية من اي وقت مضى لان المقترحات الاميركية التي طال انتظارها حول عملية السلام في الشرق الاوسط يجري تقديمها الان”.
واضاف “نرغب في ان نرى، كنتيجة لذلك، تقديم المقترحات الاميركية حول عملية السلام في الشرق الاوسط”.
وحذر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز واشنطن من نقل سفارتها الى القدس، قائلا ان مثل هذا القرار “يستفز مشاعر المسلمين” في العالم.
ونقلت قناة “الاخبارية” عن الملك قوله اثناء محادثة هاتفية مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان قرار نقل السفارة “خطوة خطيرة تستفز مشاعر المسلمين كافة حول العالم”.
وتعتبر السعودية حليفا قديما للولايات المتحدة وقام ترامب بزيارة الى المملكة في مايو الماضي في اول زيارة رئاسية له الى الخارج بعد تسلمه سلطاته.
*غضب إسلامي
وأبلغ ترامب مساء الثلاثاء خلال سلسلة اتصالات هاتفية عددا من القادة العرب، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبدالله، بنيته نقل السفارة.
وحذر عباس “من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
احتلت اسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وفي القاهرة قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي تعتبر بلاده حليفا مقربا من الولايات المتحدة، الثلاثاء ان نقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس سيؤدي الى “تعقيد الوضع” في المنطقة.
وافاد بيان للمتحدث باسم الرئاسة باسم راضي ان السيسي اكد اثناء محادثة هاتفية مع ترامب “ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط”.
وتابع ان الرئيس المصري اكد “الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى